خبر غرور مقلق.. هآرتس

الساعة 11:03 ص|01 نوفمبر 2009

بقلم: يهودا بن مئير

مواطنو اسرائيل قلقون. تقرير غولدستون والقرارات الشريرة ضد اسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة، التردي الكبير في العلاقات مع تركيا، التي تبث في تلفزيونها الرسمي برنامجا لاساميا وفوق كل شيء السعي الذي لا يكل من جانب ايران لتحقيق سلاح نووي. بالفعل مشاكل غير بسيطة، ولكن لاسرائيل القدرة على التغلب عليها. غرور رئيس الوزراء هو الذي ينبغي ان يقلق مواطني اسرائيل. بنيامين نتنياهو بدأ ولايته الثانية بقدمه اليمنى. خطاب بار ايلان كان خطوة هامة في الاتجاه السليم وقوله الصريح في جلسة الحكومة بعد ذلك ان اسرائيل تتبنى حل الدولتين للشعبين، عزز مصداقية رئيس الوزراء. كما ان نتنياهو عالج بشكل حذر وواع الجدال العنيد مع الرئيس الامريكي براك اوباما في موضوع تجميد المستوطنات، انطلاقا من قدر كبير من المرونة. اخذ الانطباع بان نتنياهو بالفعل استخلص الدروس من ولايته الاولى وحسن طرائقه.

ولكن شيئا ما حصل في الطريق. نتنياهو على عادته، بدأ يتحمس من انجازاته. وبدأ الغرور يسيطر عليه بسبب النجاحات، ولا يوجد سبب أخطر على اسرائيل من هذا الغرور. محيط نتنياهو بدأ يبث بأن الساحر عاد وبهراء فمه سيحل كل المشاكل ويضرب اعداء اسرائيل صدمة على الركبة. لا يوجد خطأ اكبر من هذا. نتنياهو لا يزال بعيدا عن الانتصار على اوباما او عن الحاق الهزيمة باعدائنا، واسرائيل تقف في كل الجبهات امام تحديات شديدة.

خطاب نتنياهو في الامم المتحدة كان خطابا ممتازا. في المكان والزمان السليمين. الجمعية العمومية للامم المتحدة ليست المكان الذي يعرض او يصمم فيه سياسة براغماتية. الجمعية العمومية هي بالاجمال مسرح ومنصة اعلامية اولى في سموها. رئيس الوزراء، بكفاءته الخطابية الشهيرة، استغل المنصة وعن حق، ليعرض المواقف العادلة والصراع العادل لدولة اسرائيل. وقد فعل ذلك بالشكل الافضل.

ولكن الخطاب ليس بديلا عن السياسة. لعله ممكنا الحصول على جائزة نوبل للسلام لقاء خطابات جيدة، ولكن توجيه سفينة دولة اسرائيل في المياه العاصفة للواقع الدولي ليس ممكنا بالخطابات، مهما كانت جيدة. لهذا الغرض ينبغي تصميم سياسة حكيمة، وانتهاج مبادرات واتخاذ قرارات صعبة.

مؤسف ان لنتنياهو نزعة شديدة نحو اليمين. رغبته في ان يرضي اليمين المتطرف في حزبه وفي ائتلافه بما في ذلك على حساب المصالح الحقيقية لدولة اسرائيل، هو في طالحنا. كان عليه ان يمسك بكلتي يديه الحبل الذي القى له به الرئيس اوباما في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة، حين تحدث عن "تقليص" البناء في المستوطنات والاعلان بانه يجمد على مدى سنة البناء في يهودا والسامرة باستثناء القدس، 2950 وحدة سكن سبق ان اقرت والبناء العام الحيوي.

مثل هذا القرار ما كان سيمس باي مصلحة اسرائيلية وكان سيحسن بشكل لا مثيل له موقفنا الدولي. لو كان رئيس الوزراء تصرف هكذا ودعا محمود عباس الى ان يشرع فورا بمفاوضات على اساس هذا القرار الاسرائيلي، لكانت مسؤولية انعدام التقدم في المسيرة السياسية ستلقى على الفلسطينيين والصراع ضد تقرير غولدستون كان سيبدو مغايرا تماما.

ليس متأخرا بعد. ينبغي الامل في ان يصحو رئيس الوزراء في اقرب وقت ممكن.