خبر صفقة مع دمشق..هآرتس

الساعة 04:57 م|30 أكتوبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

الرئيس السوري بشار الاسد معنيا باستئناف المفاوضات مع اسرائيل على اعادة هضبة الجولان مقابل السلام. وبادر الاسد الى حوار غير مباشر مع اسرائيل، حتى وقت اخير مضى من خلال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وما أن تنازع اردوغان مع اسرائيل – من خلال رئيس كرواتيا ستيفا مستش. في الاسبوع الماضي التقى مستش على انفراد مع الاسد ومع زعماء اسرائيل، الرئيس شمعون بيرس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مسعى لعرض خدماته كوسيط ومضيف. واستجاب نتنياهو ظاهرا للعرض فيما رده عمليا، باصراره على ان تكون المفاوضات مباشرة ودون شروط مسبقة (الترجمة: بدون التزام اسرائيلي بالانسحاب الى خطوط 4 حزيران 1967 ودون العودة الى النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في عهد حكومة ايهود اولمرت). وهكذا وضع نتنياهو شروطا مسبقة تحت غطاء معارضة وضع شروط مسبقة.

النهج الاسرائيلي من العلاقات مع سوريا يجب ان يبدأ من النهاية الى البداية، والنهاية هي رؤيا السلام الاقليمية بين اسرائيل وكل جيرانها. بالتوازي مع المساعي للوصول الى تسوية دائمة مع الفلسطينيين ودون المس بهم، على اسرائيل أن تسعى الى سلام مع سوريا بمسار قرار 242 لمجلس الامن في تشرين الثاني 1967: السلام الكامل – والمحمي – مقابل الانسحاب الكامل. من لا يريد مثل هذه الصفقة، سيسعى الى عرقلتها بمبررات الاجراءات والعادات.

الاسد يريد أن يقترب من الجسر في محادثات غير مباشرة وعلى مرحلتين. الوسيط في المرحلة الاولى، ليس امريكيا، يمكنه أن يكون تركيا، كرواتيا، فرنسيا او غيره، والعمل للعثور على صخور الخلاف والمسعى الى اقتلاعها. وفقط حين يصل الطرفان الى اطراف الجسر حقا، يفترض بالوسيط الامريكي أن يبسط رعايته على المحادثات ويعد لقمة ثلاثية. تمهيدا لهذه المرحلة لا تنتظر ادارة اوباما بصفر فعل. المبعوث جورج ميتشيل ومساعده للشؤون السورية واللبنانية، فيرد هوف، يتجولان في المنطقة ويلتقيان بشخصيات وخبراء.

مفهوم من تلقاء ذاته ان سوريا تريد ان تحقق في مثل هذه المفاوضات – مردودات تحصل عليها من اسرائيل، وليس اقل اهمية من ذلك، في قضاياها، من واشنطن ايضا. ما يمكن لاسرائيل ان ترغب فيه، مفهوم هو ايضا.  اضافة لاختراق نحو السلام الاقليمي، اضعاف جبهة المقاومة العربية التي تساعد ايران وتضم ايضا حزب الله وحماس. نتنياهو يرى في ايران كل القضية تقريبا، ولكنه يمتنع عما تفترضه الزعامة اللازمة لتحديد هذه الاولوية.

لقد سبق لنتنياهو أن تحدث بشكل غير مباشر من حافظ الاسد، والد الحاكم الحالي في دمشق، من خلال رجال الاعمال الامريكي رون لاودر. وقد فشلت الاتصالات وتوجد خلافات حول مذكرات التفاهم فيها. لا خلاف في أن السعي للسلام مع سوريا، من خلال محادثات رئيسي الاركان وجولات وزير الخارجية الامريكي المكوكية، هي حلقة مركزية في تراث اسحق رابين السياسي، الذي يقول وزير دفاع نتنياهو ايهود باراك انه يريد أن يحققه. جدير ان تتجاوز ذكرى رابين المماحكات، التأبين والجدال في مسيرة اوسلو، عنده وبعده. السعي الحثيث نحو السلام مع سوريا هو الذي سيخلد تراث رابين.