خبر هو متردد.. معاريف

الساعة 09:04 ص|29 أكتوبر 2009

بقلم: جدعون سامت

حسب الموضة الجديدة بالنسبة لبنيامين نتنياهو يقولون عنه انه نضج، تعلم من التجربة. في سن الستين يتخذ في نظر بعض المحللين صورة النموذج المحسن لبيبي السابق. ليس شخصا مريضا بتأجيل القرارات، بل يفكر فيها فقط لزمن أطول وبعناية اكبر.

إذن كيف حصل ان دولة اسرائيل توجد هذه الايام في احدى المفترقات الاكثر خطورة التي شهدتها في تاريخها؟ يخيل أن السبب هو أنه لا يوجد أي بيبي جديد. فهو يدير الازمة المتعاظمة مثلما في عهوده الاكثر سوءا.

بريطانيا تسعى الى منع ضم اسرائيل الى منظمة التعاون الاقتصادي.

منظمة حقوق الانسان "امنستي انترناشيونال" تضع المصاعب في وجه قبول اسرائيل كعضو في منظمة حقوق الانسان بسبب سياسة التمييز في المناطق.

وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الغى زيارة الى البلاد بسبب فيتو وقح ضد دخوله الى قطاع غزة.

بعد 15 سنة من اتفاق السلام مع الاردن، رئيس الدولة، الملك عبدالله، يعرب عن المرارة من اسرائيل، يكاد يكون يائسا.

مصر الغت مشاركتها في مؤتمر وزراء الخارجية الاوروبيين لانها لا تريد أن تجلس مع افيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الاكثر غرابة في العالم.

وهذه مجرد قائمة جزئية من الزمن الاخير. ولم تنشأ فقط بسبب تقرير غولدستون. انه نتنياهو الجديد مع سياسة خوف قديمة.

قبل أن يهزم في انتخابات 1999 قال عن حزب العمل واليسار، وردد مؤيدوه وراءه، "هم خا- ئف –ون، هم خا- ئف –ون، هم خا- ئف –ون". اما الان فهو نفسه قلق. قلق من تحطم الائتلاف الكبير الذي نجح في بنائه بعد الانتخابات في الشتاء الماضي.

من شدة الخوف لم يفعل شيئا لارضاء واشنطن في سعيها لاستئناف الحوار مع ابو مازن. ولكن لعبته توشك على الانتهاء. نتنياهو يقف الان امام حسم قديم: ما العمل بالاحتلال؟ سجل لنفسه نجاحا في تأجيل طلب الرئيس الامريكي – في واقع الامر، حتى الان، بطلبات مؤدبة فقط – لاخلاء بؤر استيطانية وتجميد البناء في المستوطنات. هذا الموقف الاستفزازي لا يمكنه أن يستمر دون أن ينضم الى جوقة التنديد بعد زمن غير بعيد البيت الابيض نفسه ايضا.

اليوم يفترض أن يصل الى هنا جورج ميتشيل، المبعوث الخاص الذي جعل رئيس الوزراء منه اضحوكة. الزيارة تختلف عن سابقاتها لان نتنياهو يحاول أن يرتب لنفسه لقاءا مع براك اوباما في بداية الشهر القادم حين سيسافر لحضور مؤتمر الطوائف اليهودية في الولايات المتحدة. اذا واصل تحدي الرئيس، يمكنه أن ينسى اللقاء. إذ ان اوباما نفسه يضا بدأ يمل من الامر. ما كان يمكن ترتيبه في جولة محادثات واحدة او اثنتين اصبح حملة اهانة لمبعوث الرئيس. والان سيكون نتنياهو مطالبا بالتحرر من مخاوفه او أن يخاطر بشقاق بشع.

ينبغي أن يقال عنه النقيض التام للثناء على نضجه كزعيم. وبالذات مع عودته بعد سنوات من الصحوة المزعومة، يتبين كم بقي متمسكا بالنهج التخريبي لاحتياجات السياسة الاسرائيلية الحديثة. ايام السعي الى العودة عززت فيه القلق من انحلال الائتلاف. وهكذا فانه يترك لمصيرها الدبلوماسية الاسرائيلية في يد سياسة داخلية جبانة. وبينما يوحد البث مع ايلي يشاي وليبرمان، شد الحبل مع واشنطن حتى النهاية تقريبا. يمكن ظاهرا أن نفهم اعتباراته في الا يعمل شيئا.

ما المعنى من المخاطر بهز الحكومة على بضاعة ليس لها من يشتريها في الطرف الفلسطيني؟ ولكن رئيس الوزراء لم يحصل على فرصة اخرى للحكم كي يدير بهذا القدر الكبير من السطحية والاهمال الشأن الاسرائيلي الاكثر أهمية. لديه وقت قليل جدا لتغيير الاتجاه. واذا لم يصدر هذا الاسبوع مؤشرات واضحة للمبعوث الامريكي بان لديه ما يقترحه، فسيكون بوسعه ان يضيف اوباما الى قائمة الحصار الدولي. هذه الامكانية المتعاظمة هي السبب الحقيقي الذي ينبغي ان يحدث موجات من الخوف لدى بيبي القديم – الجديد.