خبر أول مبارة للمنتخب النسوي الفلسطيني في الضفة الغربية !

الساعة 06:27 ص|28 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-رام الله

امتلأت المدرجات بالمشجعين المتحمسين وعلت الاعلام في الملعب مع استضافة المنتخب النسوي الفلسطيني لكرة القدم نظيره الاردني في اول مباراة يخوضها على ارضه في الرام في الضفة الغربية ليشعرن على مدى 90 دقيقة بشيء من الحياة الطبيعية.

قالت بلقيس الرجوب (11 عاما) التي اتت مع اهلها من مدينة رام الله المجاورة، 'اتيت لاشجع اللاعبات الفلسطينيات، هذه اول مباراة لهن هنا'. واضافت الفتاة 'انا اعشق كرة القدم'، وقد سبق لها ان تابعت مباراة للمنتخب الفلسطيني للرجال في ملعب فيصل الحسيني في الرام، وهو الملعب الفلسطيني الوحيد المخول استضافة مباريات دولية.

وفي اجواء مرح راح عشرة الاف مشجعة، غالبيتهن من المراهقات يرددن بصوت عال 'فلسطين فلسطين'، تشجيعا لمنتخبهن النسوي. وقد ارتدت بعض المشجعات الحجاب، فيما كانت اخريات سافرات الوجه توحد بينهن الحماسة نفسها وهن يلوحن بالاعلام الفلسطينية.

وقد اتت المشجعات من كل انحاء الضفة الغربية في حافلات وضعتها السلطات تحت تصرفهن لحضور المباراة الودية التي جرت تحت اشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) .

وقالت وفاء القاضي رئيسة نادي اريحا للنساء، وهي محاطة بعدد من التلميذات 'المنتخب الوطني النسوي الفلسطيني لكرة القدم يلعب على ارضه وهذا حدث تاريخي'. وتابعت تقول 'من المهم ان يتمكن من المشاركة في لقاءات رياضية من هذا النوع اسوة بالنساء في الدول الاخرى. نريد ان نثبت للعالم اننا شعب مثقف ومتطور، اننا اناس طبيعيون ولسنا ارهابيين ولا نكتفي برمي الحجارة فقط'.

واضافت القاضي 'انه يوم عيد فعلي بالنسبة للنساء. فكرة القدم حتى الان كانت تقتصر على الرجال'.

وقالت دانا نصرالله (17 عاما) التي تمارس كرة القدم في طولكرم 'مواجهة فرق اخرى هي وسيلة لنثبت انفسنا. هذا الامر يظهر للعالم الصورة الحقيقية لمجتمعنا'.

وكرة القدم النسوية الفلسطينية معترف فيها رسميا منذ عام فقط عندما اطلق رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل رجوب بطولة الدرجة الاولى المؤلفة حاليا من سبعة فرق.

لكن شأنها في ذلك شأن كرة القدم لدى الرجال لا تزال كرة القدم الفسلطينية على مستوى الهواة وتفتقر الى الوسائل والبنى التحتية.

وفي المدرجات تعلو التعليقات الذكورية من المتفرجين الرجال عندما يدخل المرمى الفلسطيني اول هدف. لكن جميع المتفرجين من رجال ونساء غنوا بصوت واحد عندما عادل المنتخب الفلسطيني عن طريق ضربة جزاء، وهو اول هدف يسجله المنتخب النسوي الفلسطيني على ارضه في تاريخه.

وانفجر المتفرجون فرحا عندما سجلت الفلسطينيات الهدف الثاني عن طريق ضربة جزاء ايضا. لكن حلم تحقيق فوز تاريخي تلاشى قبل خمس دقائق من صافرة النهاية عندما افلتت كرة اردنية من بين يدي حارسة المرمى الفلسطينية.

وقال لؤي اليان وهو فلسطيني من بيت لحم في العشرين من عمره 'لا مشكلة في الخسارة المهم اننا شاركنا وعكسنا هذه الصورة الى العالم'.

واضاف صديقه نضال عيوش 'المهم دعمهن لانهن فلسطينيات. نريد ان نعيش مثل بقية العالم في مجتمع ديموقراطي وليس تحت الاحتلال (الاسرائيلي)'.

لكن اصداء الواقع تبقى حاضرة حتى في الملاعب. فخلال استراحة الشوطين بثت عبر مكبرات الصوت مقتطفات من خطب للزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات الذي توفي العام 2004.