خبر العالم ضدنا، وبحق- هآرتس

الساعة 09:24 ص|27 أكتوبر 2009

بقلم: ياريف اوفنهايمر

(امين سر حركة "السلام الان")

 (المضمون: ضاق العالم ذرعا بسياسة اسرائيل فاذا لم تقم الحكومة الحالية بخطوة تظهر عزم اسرائيل على السير في طريق السلام فستصبح اسرائيل في عزلة دولية - المصدر).

ريتشارد غولدستون يهودي معاد للسامية، واصبح الاتراك منذ زمن دولة اسلامية، وخيب الروس الآمال، وتبلبل الصينيون، واخطأ الهنود، والسويديون والنرويجيون ضدنا دائما، اما الامريكيون فيمكن ان نسوي امورنا بغيرهم.

        مثل سيارة سارت في شارع سريع وتسافر بعكس حركة السير، جميع السيارات الآتية ازاءنا من وجهة نظر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مخطئة، ونحن فقط نسير في الطريق الصحيح. ما زال رئيس الحكومة لم يستوعب حقيقة انه اذا اراد ان يسافر في الطريق السريع الدولي فعليه ان يسير في المسار الصحيح وان يقبل المطلب الذي لا هوادة فيه وهو ان يخطو خطوات لانهاء النزاع مع الفلسطينيين. ما ظلت حكومة اسرائيل لم تقرر تنفيذ انعطافة والتوجه الى طريق السلام والمصالحة، فستظل السيارات كل يوم تصادمنا وجها لوجه وبقوة لن تني تزداد.

        حسب نتنياهو في البدء ان التلفظ بعبارة "دولتين" في خطبة بار ايلان سيزيل الضغط عن اسرائيل ويعرض حكومته على انها باحثة عن السلام في شوق. حاول رئيس الحكومة راكبا امواج الموالاة المتحفظة التي نجح في اثارتها بعد خطبته في ان يدفن المسيرة السياسية ويكتفي بالتصريحات فقط. ان نتنياهو مثل اريئيل شارون في ولايته الاولى لرئاسة الحكومة، يظن ان الضغط الدولي صداع ويمر، لان العالم سيجد في القريب موضوعات اخرى ينشغل بها ويدع حكومة اسرائيل وشأنها.

        لكن استمرار البناء في المستوطنات، وعشرات مواقع البناء التي تظهر كالفطر بعد "التجميد"، وعدم المبادرة وجر الارجل حتى في موضوع اخلاء البؤر الاستيطانية، كل اولئك يطعن اسرائيل كل يوم ويجعلها حيوانا جريحا نازفا في الحلبة الدولية. ليست "اسرائيل" كلمة معيبة في طهران ودمشق فقط، بل اصبحت اسرائيل في تركيا وفي اكثر الدول الاوروبية وفي كندا وفي اجزاء من الولايات المتحدة دولة برصاء مكروهة. ضاق العالم ذرعا من التحرش اليومي الذي يقدمه وزراؤها على شاكلة حي جديد او بؤرة استيطانية معزولة فضلا عن تعويق المسيرة السياسية.

        لا يحل الاقلال من اهمية الموضوع. فليس الحديث عن منافسة غوغائية بين دول او عن عدم قدرة ضباط الجيش الاسرائيلي على الاستجمام في الخارج. فالحديث في العالم العولمي في القرن الـ 21 عن خطر وجودي حقيقي على دولة اسرائيل، التي قد تجد نفسها وحدها ازاء التهديدات في المنطقة. العزلة الدولية تحقن كارهي اسرائيل الحقيقيين الذين يستطيعون ان يصرخوا "قلنا لكم" بحقنة تنشيط، وان تجند لنضالهم ايضا مشجعين كبارا يأسوا من السياسة الاسرائيلية.

        لن يستطيع تخليص اسرائيل من عزلتها الدولية لا الشارحون ولا المدافعون، ولا أناس العلاقات العامة ولا الساسة – الشيء الوحيد الذي يستطيع تخليصها من ذلك هو اجراء مهم حقيقي من حكومة اسرائيل في الصعيد السياسي. عندما شعر شارون بأنه لم يعد يستطيع الثبات للطوفان وان مكانة اسرائيل في خطر، بادر خطة الانفصال ليبرهن للعالم على ان اسرائيل تقصد للخروج من المناطق. الان يجب على نتنياهو ان يتخذ قرارا حاسما وان يبادر اجراء ذا شأن حقيقيا قبل ان يصبح الضرر السياسي والامني بلا علاج.

ان الاستمرار على سياسة الاستيطان، والتحرش وعدم الاستعداد للتعاون مع ادارة اوباما، سيفضي بدولة اسرائيل الى الضياع في الساحة الدولية. ان تقرير غولدستون في سيناريو كهذا هو البدء فقط.