خبر جامعة الأزهر بغزة تفتتح فعاليات المؤتمر العلمي المحكم:« محمود درويش- شاعر فلسطين القضية والإنسان »

الساعة 03:46 م|26 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

افتتحت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأزهر بغزة فعاليات المؤتمر العلمي المحكم "محمود درويش شاعر فلسطين القضية والإنسان"، وذلك في فندق الحلو الدولي بالمدينة، بحضور فضيلة الشيخ يوسف سلامة نائب رئيس مجلس الأمناء وأعضاء المجلس، والأستاذ الدكتور جواد وادي رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور عبد الكريم نجم النائب الأكاديمي والدكتور جبر الداعور النائب الإداري والمالي ومجلس الجامعة، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والاعتبارية والأكاديمية ورؤساء الجامعات الفلسطينية والمثقفين وأساتذة الجامعات وممثلي الفصائل الوطنية وحشد من موظفي وطلبة الجامعة.

 

واستهل المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم رتلها فضيلة الشيخ إبراهيم أبو جلمبو مقرئ الجامعة، تلا ذلك السلام الوطني الفلسطيني، ثم رحب الأستاذ الدكتور فوزي الحاج والطالبة لنا حجازي عريفا الحفل بالحضور والمشاركين، مشيرين إلى المكانة التي احتلها الشاعر الفلسطيني الكبير درويش، ومدى مكانته على الخارطة السياسية والأدبية ودوره في الكشف عن عناصر الإبداع الشعري التي مكنته من الارتقاء إلى المكانة الشعرية العالمية.

 

كلمة مجلس الأمناء

 

وفي كلمة نائب رئيس مجلس الأمناء تحدث الدكتور يوسف سلامة عن مكانة درويش بين أبناء شعبه وأبناء أمته حيث استطاع تجسيد قضيته فلسطين التي عاش من أجلها ورحل من أجلها ومات مدافعاً بقلمه وصوته عن شعبه المظلوم المضطهد الذي هجر عن أرضه وسلبت حقوقه وكان له شرف التوقيع على وثيقة الاستقلال في الجزائر ليتجذر في أعماق فلسطين الحبيبة.

 

وأشار د. سلامة إلى المكانة الأدبية والشعرية التي حظي بها درويش فكان أنموذجا وطنياً يحتذى به متطرقا إلى عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشعر وتقريبه للكثير من الشعراء أمثال كعب بن زهير وحسان بن ثابت، مؤكداً على أهمية الشعر في حياة الشعوب وكيف اهتم الشعراء الأوائل أمثال زهير بن أبي سلمى بالأخلاق والفضائل الحميدة، موضحاً أن الشاعر محمود درويش كان علماً من أعلام الأدب في الشعر العربي في أشعارهم إلى جانب العديد من العلماء والأدباء ممن أنجبتهم فلسطين فكانوا نبراساً على الطريق.

 

 كلمة رئيس الجامعة

 

وفي كلمة رئيس الجامعة قال الأستاذ الدكتور جواد وادي إن درويش لم يكن شاعرًا أسطورياً فحسب بل مناضلا عبر بكلماته عن عميق انتمائه لقضيته وإحساسه المرهف لمعاناة الإنسان الفلسطيني فحارب الاحتلال ورفض التنازل وطبب الجراح وحاكى العقول وخلجات النفس. و أضاف رغم الظروف الصعبة والحصار والجراح وصلف الاحتلال وممارساته وما يتهدد قدسنا الغالي من مخاطر ورغم الجدار والاستيطان والتآمر الدولي والضعف العربي، فإن المؤتمر يأتي كصرخة مدوية في وجه المحتل ومخططاته، ليؤكد على صمودنا واستمرارنا فوق أرضنا وقدرتنا على الإبداع والبحث العلمي. وقدم الشكر للقائمين على المؤتمر وللعلماء والمفكرين والمشاركين والمساهمين في هذا الانجاز والحدث العلمي الكبير، الذي تمتزج خلاله القيم العلمية والفكرية والثقافية لتوثيق إنتاج علمي وبحثي متقدم ومتميز وهادف.

 

كلمة رئيس المؤتمر

 

وألقى الدكتور محمد صلاح أبو حميدة رئيس المؤتمر وعميد كلية الآداب كلمة افتتاحية، أشاد خلالها بكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر الذي يقام تقديراً لشاعر مبدع مثل رمزاً من الرموز الوطنية، التي احترقت لتضيء سماء فلسطين، مشيراً إلى أن الجامعة والقائمين يشعرون بالاعتزاز والفخر بعقد هذا المؤتمر العلمي لعلم من أعلام الشعر الفلسطيني والعربي ممن تركوا بصمات واضحة على صفحات عقول أطفالنا وشبابنا وشيوخنا ونساءنا ليجسد معاناتهم في اللجوء والاغتراب.

 

وأشار  أبو حميدة إلى أن درويش نفذ شعره إلى قلب كل عربي وسكن بقصائده في الشرايين ليعانق المشاعر المتوهجة فأحب الوطن وظل مسكوناً بحبها وعشقها مما جعله لأن يكون أنموذجاً فنياً جديد وأن تحمل إبداعاته كافة المحافل الأدبية وتفوق طاقاته إمكانات النقاد وأرباب العلوم.

 

وعبر د.أبو حميدة عن افتخار الجميع بهذه الثلة من العلماء الأجلاء أمثال درويش ممن سطروا بأقلامهم أروع صفحات الإبداع والتحليل ليرفدوا المكتبة العربية بلبنات جديدة ومضيئة ويستنير بها أبناءنا الدارسون في قراءاتهم ومقارباتهم النقدية، شاكراً اللجنة التحضيرية، التي أشرفت على إعداد المؤتمر والباحثين المشاركين بأبحاثهم وجامعة الأزهر ممثلة برئيسها وإدارتها التي هيأت كل أسباب النجاح وذللت كل العقبات في سبيل إخراجه بهذه الصورة المضيئة.

 

كلمة اللجنة التحضيرية

 

وألقى الأستاذ الدكتور صادق أبو سليمان رئيس اللجنة التحضيرية، كلمة تحدث خلالها عن مراحل الإعداد للمؤتمر، مشيراً إلى أن الجامعة رأت من الواجب الاحتفاء، الذي نعته بعميد الأدب العربي المعاصر والفارس الفلسطيني، الذي ترجل ليترك أمانة التسابق نحو الإبداع مشيرا إلى الاحتفاء الأول للراحل، الذي جرى العام الماضي في ندوة متخصصة، تحت عنوان "محمود درويش شاعر القامة والهامة".

 

وأشار د. أبو سليمان إلى جهود اللجنة التحضيرية للمؤتمر وبمعاونة عدد من دوائر الجامعة وأقسامها، والتي دعت الباحثين والدارسين في مختلف كليات الآداب في الجامعات الفلسطينية واعدت مطوية تعريفية بالمؤتمر ومحاوره إلا أن ذلك اصدم بالحصار وماسي الحرب على قطاع غزة مما اثر على المشاركات الخارجية، وأضاف أن عزم جامعة الأزهر على تكريم هذا الشاعر المبدع جعلها تعلو على كل الجراح وتزيد من الإيمان بضرورة التعبير عن إرادة شعبنا في عدم الركود والاستكانة بإقامة المؤتمر.

 

ودعا الجامعة وكلية الآداب إلى اعتبار هذا اليوم انطلاقة لمؤتمراتها العلمية السنوية يبدأ الإعداد له منذ هذه اللحظة ليكون منارة علمية وتوجه بالشكر والامتنان لكل من أسهم في إنجاح المؤتمر تجهيزاً وتصميماً ومشاركةً وتشجيعاً ورئيس وإدارة الجامعة والكليات والدوائر والأقسام المختلفة واللجنة التحضيرية لدورهم الكبير في إنجاز المؤتمر

 

 

 

شهادات أدبية

 

وقدم القاص والأديب الفلسطيني غريب عسقلاني شهادات أدبية عن حياة الشاعر الراحل درويش تعلقت بإبداعاته الشعرية ومشاركاته الأدبية والأوسمة، التي حصل عليها وأشهرها وسام الفارس لدوره في إثراء الثقافة الإنسانية باعتباره علامة بارزة في العصر الحديث.

 

 جلسات المؤتمر

 

وفي الجلسة الأولى للمؤتمر، التي عقدت في قاعة المؤتمرات بمبنى الكليات الأدبية بالجامعة وترأسها الأستاذ الدكتور حماد أبو شاويش، أكد في كلمته على قدرة الشاعر درويش في توظيف التراث لما فيه أصالة فنية وطاقات تعبيرية غير محددة وتوجيه الخطاب إلى المحتل وإرسال رسالة له محملة بالمعاني الإنسانية وكذلك قدرته على توظيف عدد من الرموز الدينية للتعبير عن مأساة الشاعر وشعبه.

 

 وتحدث د. سعد العزايزة عن توظيف درويش للتراث التاريخي والإسلامي في شعره، حيث وصفه بأنه  كان مبدعاً في التعبير عن ماضي وحاضر ومستقبل شعبه،  أما د.خضر محجز فتحدث  عن البنية السردية في قصيدة الراحل للبحث عن إجابات لأسئلة شعبه الكبرى فقدم قصيدة الدايلوج التي تعتمد على الحوار.

 

وتطرق الدكتور محمد صلاح أبو حميدة إلى الإبداعات الشعرية في الرسائل بين محمود درويش وسميح القاسم فكان تواصلاً أدبياً جسد القضية الوطنية وما عانى منه الإنسان الفلسطيني.

 

الجلسة الثانية

 

وفي الجلسة الثانية قدم الأستاذ الدكتور فاروق مواسي ورقة عمل تحت عنوان " المالئ الجديد للدنيا والشاغل للناس، درويش المتنبي الأخر" مقدماً صفحات جميلة من حياته الأدبية، ثم تحدث د. صالح رجب عن المفارقة في شعر درويش وديوانه عاشق من فلسطين من فلسطين. وتحدث د. عبد الجليل صرصور عن تجليات الضمائر في قصيدة درويش " رب الأيائل يا أبي ربها للشاعر".

 

الجدير بالذكر أن حفل الافتتاح اشتمل على العديد من العروض الفنية والدبكة الشعبية والإلقاء الشعري، كما تم عرض فلم تسجيلي عن حياة ونشأة الشاعر محمود درويش من إنتاج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأزهر .

 

هذا وسوف تستكمل فعاليات المؤتمر يوم غد الاثنين في قاعة المؤتمرات بمبنى الكتيبة بالجامعة، وسيشمل عرضاً وتقديم العديد من الأبحاث وأوراق العمل، التي تتحدث عن إبداعات فارس المؤتمر الشاعر محمود درويش.