خبر المتهم المصري بقتل زوجة عمه وأولادها يعترف: عمى حرمنى من ابنى.. فحرمته من أفراد أسرته

الساعة 07:01 ص|23 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-المصري اليوم

 جلس فى هدوء يروى تفاصيل جريمته البشعة، وكأنه يحكى عن فيلم شاهده من قبل.. اشترى «جركن» بنزين وتوجه إلى منزل عمه، سكبه أمام الباب وأشعل النيران ليقتل ٣ من أبناء عمه ووالدتهم. جملة واحدة رددها بعد تنفيذ جريمته: «الآن استراح قلبى.. الآن انتقمت من عمى الذى حول حياتى إلى جحيم».

 

داخل سراى النيابة بدأ المتهم أحمد أمين «فكهانى»، سرد تفاصيل الجريمة.. قال: منذ ولادتى وأنا أتحمل الهموم على الرغم من أننى أنا أصغر إخوتى.. لم أحصل على حقى فى التعليم مثلهم. والدى بائع بسيط يعمل على «فرشة» صغيرة بسوق المرج يبيع فيها الفاكهة والخضراوات..

 

عندما أتممت ١٠ سنوات فوجئت به ينادينى إلى غرفته ويطلب منى ترك المدرسة والعمل معه فى السوق، صمت لدقائق فى محاولة للتفكير أو الاعتراض لتأتى صرخة عالية منه فى وجهى «خلاص الموضوع انتهى من بكره الصبح أنت شغال معايا ويوميتك ٢ جنيه».. خرجت مسرعا من غرفته ونزلت إلى الشارع، فكرت فى الهروب منه ولكنى وجدت أنه فى الحالتين سأترك المدرسة ولن أكمل تعليمى.

 

كنت أشاهد إخوتى يذهبون إلى المدرسة فى الصباح وأنا أذهب مع والدى إلى العمل فى السوق.. استمر الأمر كذلك حتى أصيب والدى بمرض فى قدميه ليجلس بعدها فى المنزل. وأصبحت مسؤولا عن تكاليف المنزل وتعليم أشقائى.. بالمنزل المجاور كانت تعيش عمتى وأبناؤها، ارتبطت بقصة حب مع ابنتها الصغرى كنت أنتظرها فى موعد ذهابها وعودتها من المدرسة، سريعا اصطحبت والدى إلى منزل عمتى وطلبت الزواج من ابنتها التى وافقت أيضا سريعا.. اشتريت شقة بالمنطقة وقمت بتجهيزها للزواج.

 

الهدوء كان عنوان منزلنا.. كنت أتعامل مع زوجتى بشكل جيد، ولكن الأمر تغير سريعا بعدما تدخل عمى الذى لم أره سوى ٣ مرات فى حياتنا، فوجئت به يناصر زوجتى دائما فى مشاكلنا.. حتى ذهبت إليه فى منزله ولكنه طردنى.. كنت أحاول دائما إرضاء زوجتى لكن دون فائدة.. عمى كان يتدخل بعدها ويفسد كل شىء.

 

وفى العام الماضى ذهبت زوجتى إلى الطبيب - والكلام مازال على لسان المتهم - لشعورها ببعض الآلام ليزف لنا خبر المولود الأول.. وقتها كانت زوجتى غاضبة فى منزل أسرتها.. علمت بالخبر بالمصادفة من أحد أقاربى بعد مرور شهر.. أسرعت إلى منزل زوجتى واشتريت لها هدية بسيطة وأقنعتها بالعودة إلى منزلنا.. مر يومان وفوجئت بحضور عمى إلى المنزل وهو يصرخ وأجبرها على ترك المنزل.. ومنذ هذا الوقت وأنا لم أر زوجتى.. حاولت كثيرا العثور عليها ولكنى فشلت حتى علمت بولادتها.

 

أسرعت إلى المنزل لكى أطمئن عليها وأرى المولود ولكنى وجدت عمى يجلس بالمنزل بمفرده وتحدث معى بهدوء وأخبرنى بأنه يريد أن أذهب معه إلى السجل المدنى لتسجيل شهادة ميلاد للمولود، وفى الميعاد ذهبنا إلى السجل وأمام الموظفة سألتنى عن اسم المولود فرديت «إبراهيم»، ولكن عمى طلب منها تغيير الاسم إلى «أمير» حاولت التحدث معه ولكنه رفض وأخبرنى أن الأم هى التى طلبت ذلك.

 

بعد مرور شهر على الولادة فوجئت بزوجتى ترفع قضية خلع.. حاولت الوصول إليها لإقناعها بالتراجع ولكنى فشلت.. ذهبت إلى والدى وحاولت الاستنجاد به، واستمر الوضع على ما هو عليه، واتفقنا على أن أشاهد ابنى الأسبوع المقبل داخل منزلها وأن المقابلة ستكون لدقائق فقط.. فى الميعاد حضرت إلى المنزل وشاهدت ابنى وعمره ٤٠ يوما لتكون المرة الأولى والأخيرة التى أشاهده فيها.. تركت المنزل بعدها ودموعى تتساقط، ولكنى قررت العودة إلى عملى، خاصة بعد أن فقدت مكانى فى السوق.

 

مر عام كامل دون أى مشاكل أو قضايا.. حتى جاء شهر يوليو الماضى. حيث حصلت الزوجة على حكم بخلعى ونفقة ألف جنيه شهريا.. لم أهتم بالحكم لأنى كنت أعلم أن الأمر وصل إلى نهايته.. حتى حضر عمى إلى مكان عملى وطالبنى بأن أدفع له النفقة ليقوم هو بتوصيلها إلى مطلقتى.. وافقته تجنبا للمشاكل معه ولكنى طلبت منه مقابل ذلك أن أشاهد ابنى مرة شهريا.. حتى جاء ميعاد النفقة الأولى وذهبت إلى منزله وأعطيته المبلغ، ولكنى أخبرته بأننى لن أدفع مرة ثانية وذلك بعد أن علمت أن زوجتى حصلت على حكم بحبسى ٦ شهور لتأخرى فى دفع النفقة..

 

وقتها شعرت بأن حياتى انتهت.. وقررت الانتقام من عمى.

جلست عدة مرات أفكر فى طريقة للانتقام منه.. فى البداية قررت أن أقتله أمام المارة ولكنى تراجعت.. فكرت ٣ مرات وبعد شهرين من التفكير توصلت إلى فكرة جديدة وهى أن أنهى حياة أبنائه وأن أحرمه من رؤيتهم مرة أخرى مثلما حرمنى من رؤية ابنى.. راقبت شقته وعلمت موعد خروجه إلى العمل، وبعدها فكرت أن أقتحم المنزل وأنهى حياة أبنائه بالقتل ولكنى قررت حرق المنزل، فاشتريت ٣ لتر بنزين وانتظرت خروج عمى من المنزل، وبعدها صعدت مسرعا إلى المنزل وسكبت البنزين على باب الشقة وأشعلت النيران بها.. وقفت لدقائق بعيداً عن المنزل حتى سمعت الصرخات من داخل الشقة وهى تتعالى.

 

أجهزة الأمن ألقت القبض عليه وأمر قاضى المعارضات بتجديد حبسه.. وأجرت النيابة معاينة لمكان الحادث بإشراف المستشار محمد رمزى، المحامى العام لنيابات شرق القاهرة، ولاتزال التحقيقات مستمرة.