خبر المخابرات: حماس فشلت عسكريا- هآرتس

الساعة 09:33 ص|22 أكتوبر 2009

بقلم: عاموس هرئيل

 (المضمون: حماس لم تحقق أي من اهدافها العسكرية في حملة "رصاص مصبوب" - المصدر).

مسؤول كبير في جهاز الامن العام "الشاباك" – المخابرات يدعي بان حماس فشلت عسكريا في حملة "رصاص مصبوب" في قطاع غزة ولم تحقق أيا من اهدافها في القتال. وحسب اقواله، فان نظرية القتال لدى المنظمة أثبتت مخلولة من اساسها ولم تنجح في ان تلحق ضررا حقيقيا باسرائيل. وهذا تحليل أول من نوعه ينشره رجل مخابرات كبير منذ انتهت الحملة، قبل نحو تسعة اشهر. وجاءت هذه الاقوال في بحث ينشر هذا الاسبوع في موقع الانترنت لمعهد بحثي امريكي كبير.

كاتب البحث اياه "ي" عمل حتى قبل نحو سنة  ونصف السنة كنائب لرئيس المخابرات ومكث في السنة الاخيرة في الولايات المتحدة في فترة دراسة وبحث. ونشر المقال مع الباحث الامريكي، جيفري وايت.

وكتب الباحثان بان فترة الهدوء النسبي التي سادت بعد الحملة الاسرائيلية في غزة لا تؤشر الى نهاية كفاح حماس. برأيهما، "يمكن ان نتوقع المزيد من العنف لاحقا، على مستويات متباينة من الشدة. استعداد وقدرة حماس على استخدام العنف لاهداف سياسية تشكل عنصرا حيويا في المعادلة الاسرائيلية – الفلسطينية".

وايت و "ي" يصفان القتال في كانون الثاني الماضي بانه الاختبار الحقيقي الاول لحماس، في كل ما يتعلق بقدرتها العسكرية التي بنيت بالتدريج منذ فك الارتباط في صيف 2005. في بداية المواجهة الاخيرة كان تحت تصرف المنظمة نحو 15 الف نشيط مسلح، منهم نحو الفين من رجال الذراع العسكري، كتائب عز الدين القسام. المنظومة العسكرية للمنظمة قامت على اساس ذراع هجومي، استخدم نار الصواريخ وقذائف الهاون على اسرائيل وعلى القوات البرية التي كانت منتشرة بشكل دفاعي. بناء القدرة العسكرية قام على اساس مساعدة واسعة ومعرفة وصلت الى غزة، عبر ايران، سوريا ولبنان.

وحسب الباحثين، فانه "رغم محاولة عرض قتال حماس في ضوء ايجابي، ما حصل عمليا كشف النقاب عن قصة مغايرة: حماس حققت القليل جدا، عسكريا. نجاحها الوحيد يرتبط باستمرار نار الصواريخ على اسرائيل، الذي هو ايضا قل بعد ثلاثة اسابيع من القتال". وهما يدعيان بانه لو واصلت اسرائيل ممارسة الضغط العسكري الكبير على حماس، في ظل استخدام تفوقها الاستخباري والتكنولوجي واحتلال اجزاء واسعة من القطاع، "فلا ريب أنه كان بوسعها أن تسحق القدرة العسكرية لحماس". مثل هذه الخطوة، كما كتبا يقولان، كانت تنطوي على ارتفاع كبير في عدد المصابين في الجانبين، ولكن في نهايتها ما كانت حماس لتسيطر بعد ذلك على القطاع، حتى لو استمرت المقاومة المتقطعة بعد ذلك.

ويصف واضعا البحث قرار حماس عدم استئناف تفاهمات التهدئة في كانون الاول 2008 كرهان فشل. حماس، كما كتبا يقولان، املت في ترسيخ صورة نصر، من خلال نار الصواريخ وانجازات موضيعة مثل اختطاف جنود من الجيش الاسرائيلي، اسقاط طائرات  ومروحيات وتدمير مروحيات. هذه الاهداف لم تتحقق. كما أن الاصابات، الضرر الاقتصادي وحتى الضرر النفسي الذي الحقته الصواريخ المتواصلة في اثناء الحملة لم يصل الى الحجم الذي توقعته حماس. في وقت الحملة اطلقت حماس نحو 400 صاروخ من انتاج ذاتي (قسام على انواعها) ونحو مائتي صاروخ آخر معظمها كاتيوشا غراد من انتاج ايراني تم تهريبها الى القطاع من الخارج.

وكتب الباحثان بانه عندما بدأ القتال نزلت قيادة حماس في غزة تحت الارض ومدى تأثيرها على الوضع العسكري كان متدنيا. وكان لقادة المنظمة في دمشق سيطرة أقل من ذلك على ما يجري في القطاع. في اثناء الحملة لم تسجل معارك برية ذات اهمية، عملت فيها حماس فوق مستوى الحظيرة. الذراع العسكري للمنظمة امتنع بشكل عام عن الاشتباك القريب مع الجيش الاسرائيلي، والمعارك استمرت لدقائق، وليس لساعات.

وايت و "ي" كبير المخابرات كتبا يقولان ان "حماس خططت للصمود والقتال ولكن تبين أن عز الدين القسام غير مؤهلين للمهمة ولم يوفوا بعبء الصورة الجماهيرية التي رغبت حماس في خلقها". بالقياس الى حرب لبنان الثانية في صيف 2006 قاتلت حماس بشكل اقل جودة من حزب الله، في الوقت الذي حسن الجيش الاسرائيلي اداءه منذئذ. وكتبا يقولان ان القتال كشف عن نظرية قتالية مخلولة جوهرية من جانب حماس ولا ريب أن المنظمة ستستخلص الدروس من ذلك. منذ الحملة اطيح بقادة الوية وكتائب من حماس من مناصبهم. واضعا البحث يتوقعان ان تواصل حماس تقليد حزب الله ومحاولة التزويد بالصواريخ ذات المدى الابعد، تكون اكثر دقة واكثر فتكا.