خبر دي كلارك اسرائيلي -هآرتس

الساعة 09:29 ص|19 أكتوبر 2009

بقلم: الداد يانيف

 (المضمون: على بنيامين نتنياهو ان يقرر اذا كان يرغب في ان يكون الزعيم الذي يحقق النصر التاريخي من خلال الانسحاب الى حدود معترف بها على الجدار الامني مثلما انهى شارون قصتنا في غزة وباراك قصتنا في لبنان - المصدر).

في بداية التسعينيات، عندما ترأس القاضي ريتشارد غولدستون لجنة التحقيق لفحص العنف المتعاظم في جنوب افريقيا في صمت حكم التفرقة العنصرية، نال من "الافريكانيرز" ذات التوصيفات التي توجهها له اسرائيل في الاسابيع الاخيرة. غير ان "اليهودي هذا" لم يكن في حينه المشكلة، وهو ليس كذلك اليوم ايضا. و "الاعلام" ليس هو الحل. تناولوا مرآة: هذا ليس غولدستون، بل نحن. المشكلة والحل.

اقدام اسرائيل آخذة في الانحسار في العالم وهي لا بد ستصل الى حالة جنوب افريقيا في السنوات الاخيرة لبيتر بوتيه، "التمساح" اليميني، المحافظ والايديولوجي. تقرير غولدستون هو صورة وحشية ودقيقة لاسرائيل البشعة في نظر غولدستون "اللاسامي"، ولكن ايضا في نظر الاصدقاء الطيبين لاسرائيل في العالم ممن باتوا يجدون صعوبة في الدفاع عنها.

عندما كافح في امريكا مارتن لوثر كينغ في سبيل مساواة الحقوق للسود، لم يمنع احدا في العالم ان في شوارع جنوب افريقيا توجد مقاعد للبيض فقط. ولكن في حينه تغير الطقس. الشتاء حل محله الربيع والعنصرية مرة اخرى اصبحت جريمة، بداية في امريكا وبعدها في العالم بأسره. هذا بالضبط ما يحصل اليوم لاسرائيل. جورج بوش انسحب الى مزرعته، وأمريكا تعبت من المستوطنين. أحد في العالم لم يعد يقبل ما يفهمه ايضا كل اسرائيلي نزيه ووطني: اسرائيل لن تبقى في الخليل او في عوفرا عندما ستحتفل بيوم مولدها السبعين. اذن لماذا لا ننهي الامر قبل ذلك؟

متى سيكون الزمن المناسب؟ عندما تعيد أنقرة السفير؟ عندما يعتقل بوغي يعلون في لندن؟ عندما يفرض مجلس الامن العقوبات علينا؟ عندما تبدأ انجيلا ماركيل ونيكولا ساركوزي وسيلفيو بارلسكوني يقولون من خلف ظهرنا ذات الامور التي يقولها السويديون والنرويجيون عنا اليوم بصوت عال وفي الوجه؟

يمكن لنا ان نكون امعات ذليلة فننهي ذلك في حينه فقط، ويمكن لنا ان نقطع الامر اليوم، مثلما فعل دافيد بن غوريون ذات يوم جمعة في الرابعة بعد الظهر: في ذروة الامر، وانطلاقا من الرؤيا الصهيونية. نستكمل الجدار البشع والجارح والظالم ولكن منقذ الحياة، ونجعله الحدود المعترف بها لاسرائيل في العالم. اسرائيل الوطنية تفهم بأنه محظور على الفلسطينيين ان ينتصروا عليها في حرب الاستقلال ويتحولوا هنا الى اغلبية، مثلما فهم هذا بن غوريون في 1948، وقطع الامر. العرب يعارضون تقسيم البلاد في شروط نزيهة ويريدون الحديث الى ان تكون هنا اغلبية؟ فليعارضوا. العالم يوافق، ونحن ننفذ.

ما كان ينبغي لاسرائيل ان تغرق في لبنان 18 سنة بسبب تهديد الكاتيوشا ولا ينبغي لها ان تغرق في الخليل 42 سنة بسبب القسام. مع التهديدات الامنية يتعاطى الجيش الاسرائيلي بنجاح من حدودنا المعترف بها في العالم. سنوات اكثر مما ينبغي انتظرنا الفلسطينيين بهذا القرار، والزمن نفد من بين اصابعنا.

عندما تتثبت اسرائيل في حدود معترف بها لعل السلام يفاجئنا. ولن يعود الفلسطينيون يعيشون تحت الاحتلال، واحد في العالم لا يعود ينصت لهم، والرئيس المصري والملك الاردني سيخافان على حكمهما اذا لم يكن هدوء في فلسطين. اذن يحتمل ان يتحرك شيء ما ونضع حرابنا في اغمدتها.

واذا لا؟ عندها سنواصل طلب السلام بينما نثبت كمجتمع مثالي في حدود معترف بها، اعضاء شرف في الاتحاد الاوروبي ويغازلنا العالم بأسره.

على بنيامين نتنياهو ان يقرر اذا كان هذا سيحصل في نوبة حراسته واسرائيل ستغلق قصة حكمها للمناطق مثلما اغلق اريئيل شارون قصة اسرائيل في غزة وايهود باراك في لبنان. والا، فبعد بيبي، سيأتي فريدريك فيلم دي كلارك الاسرائيلي، ويقودنا الى شاطىء الامان والى النصر التاريخي ونهاية حرب الاستقلال.