خبر مصادر موثوقة تؤكد توتر العلاقة بين حماس ومصر على خلفية تأجيل المصالحة

الساعة 06:22 ص|18 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

قالت مصادر موثوقة في عمان إن العلاقات بين مصر وحركة حماس تمر في أزمة على خلفية الاعتقاد الرسمي المصري بان حماس التي تقود تحالف الفصائل الفلسطينية في دمشق باستثناء الشعبية والديمقراطية هي التي أجلت توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في اللحظة الأخيرة .

 

وقالت المصادر التي طلبت عدم الإشارة إليها إن مسؤولين مصريين بارزين ذوي علاقة بملف المصالحة الفلسطينية عبروا امام وفد من حماس في القاهرة عن استيائهم من طريقة تعامل الحركة مع الجهود المصرية لانهاء الانقسام من خلال التاجيل مرتين على توقيع اتفاق المصالحة واعلان بعض مسؤولي حماس اكثر من مرة ان مصر منحازة لحركة فتح والسلطة على حساب حماس في موضوع المصالحة

 

وكشفت المصادر النقاب عن توتر كبير حدث خلال لقاء عمر سليمان وزير المخابرات المصرية ومعاونيه مع وفد حماس في القاهرة في العاشر من الشهر الجاري وقالت المصادر ان الوزير سليمان ابدى لوفد حماس خلال اللقاء انزعاجه الكبير من اسلوب تعاطي حماس مع ملف المصالحة متهما اياها انها تدمر الجهود المصرية لتحقيق المصالحة وطالبها بالتوقف عن ذلك والتعامل مع مصر كدولة وليس كتنظيم على الساحة الفلسطينية.

 

وأكدت المصادر ان الوزير سليمان قال لحماس في كل مره نقترب من توقيع اتفاق تطلبون التأجيل بدون مبررات موضوعية.

 

وتنقل المصادر عن الوزير سليمان قوله لوفد حماس : نحن محايدون ونتصرف من اجل تحقيق المصلحة الفلسطينية العليا وليس لمصلحة هذا الفصيل او ذاك وان موعد 25/10،الجاري كما حددته القاهرة أخذ بالاعتبار المصالح الفلسطينية العليا ، وهو ليس موعدا عشوائيا.حسب قوله

 

واضاف ان ما فعلناه وانجزناه في الورقة المصرية تم بالاتفاق معكم،ومع القوى الاخرى وموقفكم غير مقبول على الإطلاق ونحن الآن في موقف حرج لان موعد 25 الشهر الجاري تم تحديده من الرئيس حسني مبارك بعد تلقيه تاكيدات منا على التزامكم بالموعد وان هذا الموعد هو استحقاق دستوري لا يمكن تجاوزه يجب أن يصدر الرئيس عباس مرسوما يحدد فيه موعد الانتخابات.

 

واكد سليمان لحماس أن «الشراكة السياسية» لا تتحقق بتعطيل الحوار بل من خلال مشاركة حماس في «القيادة المؤقتة» التي وردت في ملف إعادة بناء م. ت. ف. وان ذلك «سيتحقق من اليوم الأول لتنفيذ الاتفاق».

 

ورفض سليمان الطعن بشرعية الرئيس عباس قائلا انه رئيس بالانتخاب وأن ولايته تنتهي «في العام القادم» وانه متمسك بحقوق شعبه» وأن مصر «لا تريد تغييره وليس هناك بديل

 

وتابع القول يجب استكمال التواقيع على الورقة المصرية حتى العشرين من الشهر الجاري لتتمكن مصر من اصدار بيان تعلن فيه الوصول إلى اتفاق، وان احتفال الإعلان سيكون بعد عيد الأضحى وان الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستجري يوم 28/6/2010» «وفي أعقاب هذا الإعلان يصدر الرئيس عباس مرسوما يعلن فيه يوم 28/6/2010 موعدا للانتخابات.

 

ونقلت المصادر ان حماس ابلغت الوزير سليمان خلال اللقاء انها «لا تستطيع الحضور في 25/10/2009» وترى ان التاريخ غير مناسب جراء قرار السلطة تاجيل تقرير غولدستون وانها ستدرس بدائل هذا التاريخ داخل الحركة كما اكدت حماس خلال اللقاء انها لا تسعى لتعطيل توقيع الاتفاق وان الذي يتحمل المسؤولية عن ذلك هو السلطة ورئيسها وقال وفد حماس للوزير سليمان ان الذي يجب ان يتحمل المسؤولية ويعاقب (الذي اتخذ قرار تاجيل طرح تقرير غولدستون )وطالبت حماس برفع الغطاء عنه.

 

ورد سليمان بعدم موافقته على طلب حماس برفع الغطاء عن الرئيس عباس وقال لا خيار الا انهاء الانقسام ومواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية

 

ويرى محللون انه رغم التوتر بين مصر وحماس فانه لا مناص من محاولة تجاوز هذه التوترات بحكم المصالح الفلسطينية والمصرية المتداخلة والهادفة الى انهاء الانقسام وتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة.

 

من جانبه، أعلن مسوؤل في حركة "فتح" امس أن الحركة ستنتظر التحرك المصري المقبل بشأن الحوار الوطني الفلسطيني إثر تأجيله إلى أجل غير مسمى. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مسؤول ملف الحوار عزام الأحمد في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين": "إن فتح تنتظر من مصر توضيحات عن الخطوة اللاحقة" عقب تأجيل موعد طلب توقيع المصالحة الوطنية بطلب من حركة حماس". وأكد أن "قواعد الحوار مع حركة "حماس" قد تغيّرت وأُسدل السِّتار على مرحلة الحوار الوطني حتى مساء الخميس 15 تشرين أول ". وقال : "أي شي تقوله حماس بعد الموعد لا يعنينا، ونحن نعتبر أن مرحلة الحوار انتهت، مصر حددت 15 تشرين اول لتوقيع المصالحة، فتح تجاوبت وحماس لم تتجاوب".