خبر صفقة شليت -يديعوت

الساعة 09:27 ص|14 أكتوبر 2009

عالقون، أسبق أن قلنا؟

بقلم: سمدار بيري

 (المضمون: رغم المرحلة الاولية في صفقة الشريط – السجينات الا ان قضية شليت تبدو عالقة ولا يوجد ما يربطها بالمرحلة الاولى - المصدر).

قبل بضعة ايام فقط بدت صفقة شليت وكأنها على مسافة لمسة. مد اليد الاقرب، فتنجح في العناق أخيرا. وكأن الاطراف – حماس، اسرائيل، مصر وكذا ابو مازن، الشريك المقزم – وافقت على الالتصاق بالسيناريو الاصلي: استيعاب وتحرير السجينات في المرحلة الاولى، تحرير مئات السجناء ونقل شليت الى مصر في المرحلة الثانية والتحرير الكبير لـ "السجناء الثقيلين" مع مجموعة كبيرة من السجناء الفلسطينيين الاخرين مقابل عودة شليت الى الديار.

صحيح، تلقينا شريطا متطورا، حماس أوفت بعناية بكل الشروط التي أملتها اسرائيل، جلعاد شليت حي، رأسه يعمل على ما يرام، ابتسامة صغيرة، بل ويوجد حتى زيادة في الثواني الباهظة الثمن في التصوير. عندما خرجت السجينات الفلسطينيات الى الاحتفال الاعلامي عندهم بدا وكأن هناك مجال للتفاؤل غير الهاذي عندنا.

مصدر مصري كبير بالذات، ضالع بعمق في المداولات، اصيب بمزاج متشائم. انتبهوا، كما حرص على ان ينزلنا الى الارض الصلبة في ذروة الثرثرة، باننا غارقون في صفقة في دائرة مغلقة، صفقة ليس لها خيط رابط او صمام ارتباط بالمرحلة التالية.

وكمن سمعت هذا التقويم من الفم المصري مباشرة الى الاذن الاسرائيلية، فسأترجم الرسالة الاصلية الى لغة عملية: حماس واسرائيل وان كانتا نفذتا دوريهما في المرحلة الاولية، الا أنه لا يوجد موعد ملزم، لا يوجد انضاج، وبالاساس لا توجد اتفاقات على موعد تنفيذ المرحلة التالية، تضمن نقل شليت الى مصر. كما أنه لا توجد حماسة، ينبغي أن نضيف، ولا يوجد ربح متوقع، سياسي، اقتصادي او امني، ينتظر في نهاية الطريق ايا من الطرفين.

برأي الجميع، في اللحظة التي يسحب فيها شليت من الحفرة الفلسطينية في صالح منشأة استضافة في القاهرة، السماء هي الحدود. ولكن هذه المرحلة، رغم النشوة التي سيطرة علينا قبل اسبوعين فقط آخذة في الابتعاد. فليس فقط لا توجد اتفاقات حول قائمة "السجناء الثقيلين"، بل ان اتفاق المصالحة الداخلية بين فتح وحماس فشل. احتفال التوقيع على اتفاق المصالحة الذي تقرر في نهاية هذا الشهر، تفجر دون ضجيج، في المرة التي لا يدري احد كم عددها، بالضبط مثلما توقع الفهيمون في الامر وذوو التجربة.

الاختراع الذي يعدونه الان في القاهرة سيؤدي الى وضع سخيف من المصالحة الوهمية، بجهاز التحكم عن بعد: مصر تعتزم ارسال مسودة "السلام" الى ابو مازن وذات الوثيقة سترسل الى قيادة حماس. فهل سيوقعون ام لا؟ على الاطلاق هذا لن يرفع ولن ينزل شيئا بالنسبة لصفقة تحرير شليت. من ناحية حماس، لا شيء ملح. طالما غزة قيد الحصار ومعابر الحدود مغلقة، طالما ابو مازن يطالب بمرابطة قوات في غزة، لا مصالحة حقيقية ولا صفقة تحرير.

حسب السيناريو الاصلي، شليت معد لان يكون أول من ينقل من غزة الى مصر عبر معبر مفتوح على مصراعيه، وليس في احد مئات الانفاق. اذا لم يكن هناك فتح للمعبر، فان شليت سيبقى عميقا تحت الارض. ولن يخرجوه الا قبيل الانتخابات، لضمان سيطرة حماس على الضفة ايضا.

وكما يبدو هذا الان، رغم التفاني والسرية من جانب الوسيط الالماني والتعتيم الذي يفرض على القضية حتى عندنا، فان لا تزال عالقة من كل الاتجاهات. حصلنا للحظة على جلعاد، وعلى الفور عدنا الى داخل النفق المظلم. والقضية كلها آخذة في التعقد: ابو مازن لا يحلم باعطاء حماس موطىء قدم عنده، حماس لا تحلم باعطاء ابو مازن موطىء قدم في غزة، المصريون لا يحلمون بفتح معبر رفح، واسرائيل تضغط الا يفتحوه الى ان يخرج جلعاد من السجن. حماس تعرف ايضا بان اسرائيل ملزمة، هذا اذا كانت، تجاه ابو مازن فقط. وليس لها مصلحة باعطائه سجناء "نوعيين" كي يجري مسيرات النصر.

عالقون، أسبق أن قلنا؟