خبر كون المسيرة السياسية عالقة.. معاريف

الساعة 09:48 ص|13 أكتوبر 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

في اليوم الذي تقرر فيه في استوكهلوم منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الامريكي براك اوباما، قرر مبعوثه الخاص جورج ميتشيل مغادرة الشرق الاوسط بعد أن فشلت المحادثات التي ادارها في الايام الاخيرة، على ما يبدو.

في اليومين الاخيرين بذلت جهود اخرى لعمل شيء ما، السباعية الوزارية اجتمعت على عجل وميتشيل تحدث امس مرة اخرى مع نتنياهو ولكن بالتوازي اعلن بانه لن يعود الى البلاد قريبا وان المحادثات ستعقد في واشنطن.

اليوم ستفتتح الدورة الشتوية في الكنيست. رئيس الوزراء سيلقي خطابا سياسيا، ولكن في هذه الظروف من الصعب الافتراض بانه سيكون فيها بشرى جديدة او تقرير عن اختراق مثير للانطباع.

في المرة الاخيرة فاجأ بنيامين نتنياهو العالم في خطاب القاه في جامعة بار ايلان، مع الدولة الفلسطينية المجردة وحقق اجماعا لساعة وبعضا من الهدوء حيال الرئيس اوباما ولكن منذئذ لم يفعل شيئا لتقدم الفكرة التي اعلن عنها. بالعكس. نتنياهو صادق على مواصلة بناء 2.500 شقة في المستوطنات الى جانب مؤسسات عامة ومباني تعليمية كي يصد الخيار السياسي الذي يزعم انه يؤيده. وحتى لو اراد ان يمنح ذات مرة دولة فلسطينية، فلم يعد بوسعه.

الخطاب سيسمعه بانصات شديد شركاء نتنياهو في الليكود وفي احزاب الائتلاف ومن المعقول الافتراض بانهم سيبتسمون برضى. في الاشهر الاخيرة أروه الاتجاه. عندما ذهب نتنياهو للقاء الرئيس اوباما وابو مازن في نيويورك استوطن بني بيغن في خيمة احتجاج المستوطنين تحت مكتبه في القدس. موشيه بوغي يعلون ذهب لاجتماعات موشيه فايغلين. افيغدور ليبرمان اعلن بان الاتفاق مع الفلسطينيين لن يكون حتى بعد 16 سنة. ايلي يشاي يصبح رمزا متطرفا في شاس، صيغة مضادة لاريه درعي. الوزير هيرشكوفيتس والبيت اليهودي هما في واقع الامر حزب المستوطنين في الحكومة.

 ولكن اين ايهود باراك؟ وزير الدفاع انضم الى الحكومة كي يحث المسيرة السياسية، ولكنه شريك في مسيرة ليس فيها أي شيء سياسي.

في الاشهر الاخيرة جلس باراك بنفسه امام المبعوث ميتشيل، عندما تنحى ليبرمان جانبا، ولكن هو ايضا لم ينجح في تحقيق شيء.

عندما يتحدث نتنياهو عن البناء في المستوطنات وعن تجميد مؤقت ليس فيه شيء فان باراك يعطيه يد اسناد. وينبغي فقط أن نرى زخم البناء الهائل في بعض من المستوطنات هذه الايام. الشائعة عن اخلاء كثيف لبؤر استيطانية غير قانونية في الايام القريبة القادمة لعله صحيح، ولكنه لا يقف حيال البناء المكثف الموازي على الارض.

واذا كان باراك يتحول الى مقاول تنفيذي لنتنياهو، فماذا عن رفاقه في حزب العمل؟ الوزراء غارقون في كراسيهم ولن يفعلوا الكثير، ولكن هناك نواب يمكنهم بقواهم الهزيلة ان يهزوا الساحة.

رئيس الكتلة دانييل بن سيمون هو لسان الميزان في العمل. ان شاء، يحدث ازمة ائتلافية على خلفية المسيرة السياسية ولعله ينقذ وجود وشرف حزبه. الجميع يدقون بابه. في الاسابيع الاخيرة عندما كان بن سيمون نزيل المستشفى، لم يكف نتنياهو وباراك عن الاتصال. الوضعية الهشة في العمل منحته قوة كبيرة في يده. إذا انسحب، سينشق العمل. واذا كان الكبار يعرجون فان هذا زمن الصغار للتأزر بالشجاعة وممارسة القوة. بن سيمون يمكن أن يكون الذبابة التي تنغص العيش حول اذن الثيران الذين يرفضون التحرك، ولعلها تحركها الى الامام. ليخرجوا من الوحل، حتى لو كانوا يصرون على الثبات فيه.