خبر « صنع في فلسطين » مبادرات شبابية لتحدي الواقع و خلق آفاق جديدة

الساعة 04:05 م|12 أكتوبر 2009

 فلسطين اليوم-رام الله

عندما بدأ عماد حسونة من مدينة رام الله تنفيذ ما فكر فيه من اختراع لمحرك يعمل بضغط الهواء،  لم يكن يعلم انه سينافس به مجموعة من الاختراعات الاخرى، و انه سيكون من ضمن مجموعة من المخترعي " الصغار" ينافسون بأفكاهم على مستوى العالم العربي....

 

يقول حسونة و هو لاجئ من مدينة اللد المحتلة عام 1948:" بدأت فكرة اختراعي تتبلور في ذهني منذ سنوات حيث اعمل في مجال مكينيك السيارات في إحدى الورشات القريبة من رام الله، و مع التفكير و الفحص المطول استطعت تصنيع هذا الإختراع بشكل ذاتي".

 

 اختراع حسونة هو تسيير ماتور " محرك" سيارة يعمل على الهواء المضغوط بدلا من الديزل و السولار والوقود، و يصلح لجميع انواع السيارات الكبيرة و الصغيرة و القطارات و الماكنات التي تعمل في الاماكن المغلقة.

 

يشير حسونه الى ان اهم ما يميز اختراعه كونه صديقا للبيئة، بسبب عدم استخدام الوقود الملوث للهواء والبيئة، حسونه و بحكم عمله استطاع تجريب اختراعه على شاحنه تزن اربعة اطنان، و بالفعل تحركت الشاحنة بفعل ضغط الهواء.

 

 و يطمح حسونه و هو أب لخمسة ابناء، وعمره المهني اكثر من 20 عاما، ان يغير هذا الاختراع من سير حياته، وهو الذي لم يكمل دراسته الاعدادية، كما قال بفخر كبير:" في البداية الفكرة تكون في الرأس و لا تصدق، و لكن بعد ان نفذته كأختراع تغير الامر".

 

29 من اصل 130

 

حسونة لم يكن الوحيد الذي عرض اختراعه مؤخرا في معرض افتتح في مدينة رام الله تحت عنوان " صنع في فلسطين" بل كان واحد من 29 مخترع فلسطيني اوصلتهم افكارهم التي حولوها لاختراعات جديدة الى المعرض الذي اعتبر نافذتهم على العالم والاعلام.

 

 

 

و قد نظم المعرض بمبادرة من مؤسسة النيزك التي تعنى بدعم المبدعين الفلسطينيين في مجالات الانتاج العلمي حيث عملت المؤسسة على تأهيل و تمويل المشاريع العلمية الابداعية المتميزة وعرضها من خلال معارض سنوية لاختراعات و إبداعات الشباب.

 

و قد نظمت مؤسسة النيزك لهذا العام مسابقة لافضل اختراع من بين المبادرات، لاختيار افضل الاختراعات و الدخول من خلالها في منافسة مسابقة افضل اختراع عربي ضمن مسابقة " صنع في العالم العربي" في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، والتي تنظمها المؤسسة العربية للعلم والتكنيولوجيا في دولة الامارات العربية بمشاركة خمس دول عربي من بينها فلسطين.

 

 يقول مدير المؤسسة عارف الحسيني:" عندما قررنا المشاركة في المسابقة كانت طموحاتنا بعدد و مستوى المشاركين متواضعة الا اننا تفاجئنا بالعدد الهائل من الاختراعات التي وصلت للمؤسسة، فقد قدم لنا اكثر من 300 طلب استطعنا فرز 130 طلب بمستوى جيد، و في المرحلة النهائية أخترنا افضل 29 اختراع منها".

 

و يتابع الحسيني:" هذه النسب تفوق النسب التي قدمت بجمل الدول العربية الخمسة التي ستشارك معنا في المسابقة، و هذا ما كان يراهن الكثيرين على عكسه".

 

 ويؤكد الحسيني ان الاختراعات التي ستشارك في المسابقة اختيرت بعناية و وفقا لعدة معايير اهمها امكانية التطبيق و مدى فائدتها للمجتمع و الابداع في الفكرة.

 

و قال:" كانت هذه الافكار مجرد افكار تطبيقية استطاع المبدعون اصحابها تحويلها الى منتوجات متوسطة و كبيرة الحجم، من خلال امتلاك المعرفة و العلم والتجربة".

 

تدريب و تأهيل...

 

و لم يقتصر دور مؤسسة النيزك على فتح آفاق المشاركة لهؤلاء المبدعين في الحياة العملية الاوسع من خلال المشاركة في المسابقة، و انما قدمت لهم الدعم المادي والتدريب العملي على ادارة المشاريع و تسويق المنتوجات و طرحها في الاسواق في خطوة اولية لتبنيها من مستثمرين و شركات محلية عاملة في التخصص.

 

تقول الطالبة في جامعة القدس ابو ديس هناء حمدان من القدس، والتي عملت على فكرة تصنيع مشروب مصنع من مصل الحليب الغني بالروتين، و  الذي يحتوي على عدد كبير من الاحماض الامينة اللازمة لجسم الانسان، تقول:" ان الاشتراك في المؤسسة سيفتح لي افاق كبيرة لتعريف المجتمع بهذا الاختراع، الى جانب الخبرات التي اكتسبتها خلال الدورات التي التحقت بها بما يتعلق بتسويق المنتج الجديد والاعلان له".

 

و منتج الطالبة حمدان، كما تقول، له استعمالاته المتعددة في مجال الطب، فهو يساعد على تنظيم عمل خلايا جسم الانسان و المرارة، ومهم جدا لمرضى السكري من النوع الثاني، حيث  ينظم عملية السكر في الجسم ونسبته.

 

 و تأمل حمدان ان تستطيع من خلال هذه المسابقة ايجاد شركة انتاج غذائي او دوائي لتبني منتجها الذي عكفت على دراسته واعداده سنوات دراستها الثلاث في تخصص "التصنيع الغذائي".

 

تكلفة اقل....

 

و ليس ببعيد عن الزاوية التي عرضت خلالها حمدان منتجها، كانت زاوية اخرى خصصت خلال المعرض لاختراع اخر من مدينة الخليل للشابين صفوت زلوم ويسري الجعبري، وهو جهاز لفحص بخاخ السيارة وتنظيفة و صيانته.

 

يقول الجعبري:" البخاخ يعد اهم عنصر في المركبة، ويحتاج لفحص وتنظيف دوري،  وإصلاح في حال اي خلل، وخاصة ان نوعية الوقود المستعمل في فلسطين يسبب العديد من الترسبات التي تحتاج لتنظيف البخاخ، ومن هنا كان الاختراع وهو القيام بهذه الخطوت بشكل آلي".

 

 

 

و يشير الجعبري الا ان هذا الاختراع ليس الاول في العالم و لكنه الاول في فلسطين، فهذه الآلة تصنع في الخارج بتكلفة عالي جدا تصل الى 6 آلاف دولار، في حين يمكن صناعتها بالتقنية التي توصل اليها الجعبري و زميله بتكلفة اقل لا تتجاوز الالف دولار.

 

براءة اختراع

 

و من رام الله، كانت المشاركة النسائية الثانية و التي تميزت عن باقي المشاركين كونها استطاعت ان تصل على براءة اختراع لمنتجها من وزارة الاقتصاد الوطني.

 

تقول ألهام زبن ان منتجها يقوم على تطوير لصناعة صابون زيت الزيتون البلدي الصلب، و تحويله الى صابون سائل يتكون من مواد عضوية طبيعية و ذلك بفصل كافة العناصر الكيماوية عنه.

 

 و قد استطاعت الهام الى جانب الحصول على براءة اختراع لمنتجها العضوي، تأسيس شركة انتاج لهذا المنتج بأسم Wizard تقوم من خلالها بانتاج عدة انواع ن هذا الصابون" صابون استحمام، شامبو، صابون للوجه.

 

و بحسب الهام فأن المنتج يتميز بكونه منتج عضوي لا يحوي على اي مواد كيماوية، الى جانب انه يحتوي على كافة الفؤاد الصابون الصلب و لكن بدون سلبيات المواد الكيماوية الموجودة فيه و التي تسبب القشرة و الامراض الجلدية.

 و بحسب الدراسة التي اجرتها الهام على المنتج واستمرت ثلاث سنوات متتالية، فأن هذا الصابون الجديد يستعمل لكافة انواع الشعر و يعالج امراض فروة الرأس من تساقط للشعر و يزيل القشرة.

 

آفاق عمل ممتازة...

 

و من الاختراعات المتميزة ايضا، كان اختراع "ألة نقش الحجر الاتوماتيكية"، و التي قام بتصنيعها و تطويرها كل من أشرف السلعوس من مدينة نابلس، و معاذ جهاد إبراهيم من مدينة طولكرم.

 

 

 

حيث تقوم هذه الماكنة بنقش الحجر المفجر" الملطش" بطريقة اوتوماتيكية، بحيث توفر الجهد و الوقت مقارنة بطريقة العمل اليدوية، وتنتج احجار بنوعية و جودة عالية وجاهز للاستخدام في البناء.

 

واشرف ومعاذ من طلاب كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية، و قد استطاعوا تصميم هذه الالة خلال الدراسة، و قامت حاضنة تكنيولوجيا المعلومات في الجامعة الممولة من البنك الدوي بتبني الاختراع و انتاجه بشكل تجاري.

 

و من قبل كانت هذه الالة قد فازت ب "جائزة فلسطين الدولية للتميز والابداع" للعام 2008، حيث كرم الطالبان اشرف و معاذ على مستوى فلسطين لهذا الاختراع.

 

 يقول أشرف:" اختراعي هذا فتح لي الباب امام افاق اكبر للعمل بعد تخرجي، فأنا تخرجت منذ اشهر فقط، و ها انا الان مسؤول عن إدارة مشروع بمستوى مهني عالي يقدر رأس ماله ب 30 الف دولار، و هذا لم يكن ممكنا لولا تبني اختراعي".