خبر الحرم .. الانفجار على الطريق .. يديعوت

الساعة 09:58 ص|12 أكتوبر 2009

بقلم: يرون لندن

جارك، نموذج صعب، يتوق لتقسيم أرضك ويتحدث علنا عن اليوم الذي يحرق فيه بيتك. فهل تنام جيدا؟ هذا، باختصار، التفسير في أنه من السهل جدا اثارة جموع المسلمين بحجة أن اسرائيل تتآمر على هدم مساجد الحرم. في نظر يهود كثيرين، هذه المباني هي مجرد أمر كريه نصبه المدنسون في مكان المذبح في الهيكل.

هذا ليس برهانا على أن اسرائيل تتآمر على هدم المقدسات الاسلامية، ولكن هذا يكفي كي يقض مضاجع المؤمنين. لا يوجد يهود يعلنون بان في نيتهم القيام بعمل ما فورا، ولكن سبق أن كان هناك من حاولوا وهم يتجولون في اوساطنا احرارا من القيود. يهودا عتصيون، الذي ينتمي الى زعماء "التنظيم اليهودي السري" وتآمر لتفجير قبة الصخرة، لم يعد يفكر ان في وسعه تغيير التاريخ بقواه الذاتية. وهو ينتظر صحوة الدولة. في مقابلة مع  موقع على الانترنت قال ان تفجير قبة الصخرة لا بد سيأتي، اذا لم تتمكن الدولة من تفكيك المبنى ونقله الى مكة كبادرة طيبة تجاه محمد.

قبل بضعة اشهر فقط تحدثت بارتياح مع غيرشون سولمون زعيم "امناء جبل الهيكل"، الذي يتبنى هو أيضا رؤيا النقل: تفكيك المساجد من قبل مهندسي الجيش الاسرائيلي وتسفير حجارتها الى مكة حيث ستجد مكانها ضمن المباني المعادة. سولمون هو رجل لطيف المعشر، مثقف، معاق من الجيش الاسرائيلي يجر نفسه سنوات طويلة صاعدا الى جبل مورية. هدوءه النفسي يثير الرعب. هذه سكينة لاناس لا يشكون أبدا في طريقهم.

آخرون من نوعهم يدعون الى تفجير المساجد بلغة لا تقبل الوجهين، ولكن اقوالهم لا يمكنها أن تشكل برهان ادانة في المحكمة. فمثلا قال نوعام لفنات، من زعماء حركة "حي قيوم" التي تحمل إرث الحاخام مئير كهانا انه اذا ما وجد 3 الاف شخص يحجون الى الجبل، فلن يعتبر تفجير المساجد عملا جنونيا. هو وغيره فهموا بان اعمالا انصارية لن تجدي هدفهم، ولكن ايمانهم قوي بان الشعب سيصحو. وهم يجتهدون بفتح عيونهم.

وهكذا، عشرات الجمعيات – بينها "محبو الهيكل" برئاسة البروفيسور هيلل فايس، "حي قيوم" ليهودا عصيون، الى جبل همور برئاسة الحاخامين من يتسهار اسحق شبيرا ودودي دافيدكوفتش و "معهد الهيكل" برئاسة الحاخام يسرائيل هرئيل – تعيد بناء ادوات الهيكل، تحاول تنمية بقرة حمراء رمادها يطهر الكهنة من دنسهم، يحيكون ملابس الكهنة، يعقدون اجتماعات لدراسة فقه الهيكل، يدربون خدمة الهيكل ويهيئون القلوب نحو اليوم الذي سيأتي في زمن قريب.

اضافة الى ذلك تعمل في القدس مدارس دينية حاخاموها يثيرون مزاجا مسيحانيا، وجمعيات تشتري منازل واراضٍ كي تدس مستوطنين يهود في حلق العرب. احداها ايضا تمول حفريات اثرية في مدينة داود. الانفجار على الطريق. اجهزة الطرد المركزي انتجت الكتلة الحرجة. الشرارة فقط تنقص.

ما العمل؟ أخشى ان تكون الاخطاء التي ارتكبها القسم العاقل في شعب اسرائيل منذ حرب الايام الستة لم يعد ممكنا اصلاحه. لعله ممكن تأجيل المصيبة. أولا، الحفريات الاثرية في الحوض المقدس يجب وقفها لبضع سنوات، وفي هذا الوقت فحص النتائج ونشر اعمال بحثية حولها. ثانيا، ندعو علماء آثار ليسوا من ابناء شعبنا، علماء دين، رجال دين مسلمين ومسيحيين، مؤرخين، مهندسي حماية وما شابه كي يأخذوا الانطباع بعيونهم. يبدو أن هذا سيساعد مثلما تساعد كاسات الهواء الميت، ولكن ماذا يوجد لنا لنخسره.