خبر هل جائزة نوبل التي فاز بها أوباما نعمة أم نقمة للشرق الأوسط؟

الساعة 10:30 ص|11 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قبل مايزيد على الربع قرن فاز الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بجائزة نوبل لجهود الوساطة التي بذلها لابرام اتفاقية "كامب ديفيد"بين مصر وإسرائيل.

اما باراك أوباما، فقد فاز بالجائزة الدولية المرموقة بعد تسعة أشهر من توليه مقاليد السلطة، وقبل حتى أن تنجح إدارته في إعادة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات.

وقالت لجنة منح الجائزة إنها اختارت أوباما لـ"جهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية والتعاون الدوليين بين الشعوب"وذكرت اللجنة حملته لنزع السلاح النووي ودعمه للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.

لكن عند النظر لهذه الجائزة من منظور الشرق الاوسط ، نجد أنها جاءت مبكرة للغاية.

لقد بدأ أوباما عمله بنوايا طيبة.

ونذكر أنه أعلن في الخطاب الذي ألقاه في جامعة القاهرة يوم الرابع من حزيران/يونيو الماضي، للعالم العربي:" أتيت للقاهرة بحثا عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم".

لقد اتخذ أوباما من البداية موقفا صريحا ضد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي، محاولا بذلك الظهور بمظهر وسيط أكثر اعتدالا من سلفه جورج بوش.

غير أن بعض المراقبين يرون أن التركيز على قضية المستوطنات كانت له نتائج عكسية.

ولم تتمكن إدارة أوباما من قراءة الرأي العام الاسرائيلي وأساءت تقدير قدرة ورغبة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الموافقة على تجميد النشاط الاستيطاني بشكل كامل.

إن نتنياهو لن يوافق سوى على إيقاف مؤقت.

وتخلى أوباما عن موقفه ووجه ما وصفه النقاد، ضربة غير مسبوقة لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإجباره-رغم موقف نتنياهو-على حضور قمة تجمعه بنتنياهو في نيويورك ، وبالضغط على الزعيم الفلسطيني لسحب طلب مناقشة تقرير الامم المتحدة الخاص بالحرب الي شنتها إسرائيل على غزة.

وواجه عباس موجات نقد متزايدة من الداخل جراء قراره بطلب تأجيل تصويت الامم المتحدة على تقرير القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون .

وقال البروفيسور إيتان جيلبوا الخبير في شئون الشرق الاوسط والعلاقات الاسرائيلية - الامريكية بمركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية، قرب تل أبيب:" واضح أنه(أوباما) ارتكب أخطاء ..أدت لعرقلة عملية السلام واضرت بها..بدلا من أن تشجعها".

وأضاف جيلبوا لقد كان محمود عباس قائدا ضعيفا طوال سنوات..لا يمكنه تقديم اي شيء ..وماذا حدث؟لقد صار أكثر ضعفا بعد تولي أوباما".

ويرى خبير العلوم السياسية البارز -الذي يعبر عن وجهة نظر شريحة كبيرة من الاسرائيليين حيث أوضح آخر استطلاع للرأي أن أربعة بالمئة فقط من اليهود يعتبرون أوباما مساندا لموقف إسرائيل-أن أثر النهج الذي يسير عليه أوباما سطحي للغاية، وعندما طلب منه تصنيف أداء الرئيس الامريكي فيما يتعلق بالصراع في الشرق الاوسط، أعطاه جيلبوا درجتين من عشر درجات.

لقد قال القادة في إسرائيل وفلسطين إنهم يأملون أن تكون الجائزة محفزا يعزز موقف أوباما بشكل أكبر ، وتضفي ثقلا لجهوده الاوسطية.

وقال الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس إن أوباما أشاع جوا يساعد على بناء مزيد من الثقة، وقال في برقية تهنئة أرسلها لأوباما"عدد قليل من القادة..هم من نجحوا في تغيير الحالة العامة السائدة في العالم خلال فترة قصيرة كهذه".

وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب، إن جائزة نوبل تحمل أوباما مسئولية العمل من أجل تحقيق السلام في العالم ..معربا عن أمله أن تمنحه(أوباما) حافزا إضافيا"للدفع بشكل أكبر من أجل تحقيق السلام في منطقتنا".

لكن جيلبوا كان أكثر تشككا وهو يقول "على النقيض من ذلك فإن الامال التي يصعب تحقيقها ستتعاظم ".