خبر ما لا يمكن قوله في وسائل الإعلام.. معاريف

الساعة 12:29 م|08 أكتوبر 2009

بقلم: شلومو غزيت

لست اعلم هل القيادة عند الطرفين – في اسرائيل او في السلطة – صادقة في تصريحاتها عن رغبتها القوية في التوصل الى اتفاق سياسي. مع ذلك، لست اجدد شيئا بقولي انه لا يوجد احتمال بطريقة اجراء التفاوض بين الطرفين للتغلب على الخلافات ولا احتمال لمصالحة وتنازلات لن يحرز الحل بغيرها. حتى عندما تظل تفصيلات مضمون المحادثات التي تجرى سرية، فان مجرد العلم بوجودها والموضوعات المطروحة في جدول العمل – يكفي لانشاء ضغوط سياسية عظيمة – على حكومة اسرائيل وعلى الجانب الفلسطيني – ضغوط لا تمكن القيادة القائمة من التقدم.

مع فرض انه توجد رغبة حقيقية في التوصل الى اتفاق حيوي لتغيير النهج – يحتاج الى مفاوضات ومحادثات سرية تماما، بريئة من كل ضغط عام – سياسي، محادثات يؤتى بها ليعلمها الجميع فقط عندما تنضج لتصبح مسودة اتفاق يمكن ان يؤتى به ويجب ذلك ليعلمه الجمهور. توصلت اسرائيل الى ثلاثة اتفاقات سياسية – مع مصر ومع الاردن ومع منظمة التحرير الفلسطينية. تم احراز الاتفاقات الثلاثة فقط بعقب لقاءات ومحادثات ومفاوضات سرية تماما.

في مدة عشر سنين، منذ حرب الايام الستة الى زيارة السادات في القدس، تمت مفاوضات مكشوفة بين الجانبين. عرفنا وسطاء اجانب على هذا النحو او ذاك، لكن الضغط العام منع امكان استنفاد التفاوض، ومنع احراز تفاهمات ومصالحات كانت حيوية للاتفاق. تم احراز التغيير في اعقاب الانقلاب في انتخابات 1977، عندما انتخب مناحيم بيغن لرئاسة الحكومة وعندما تولى موشيه ديان منصب وزير الخارجية. ان المحادثات السرية التي اجراها ديان هي التي هيأت لمبادرة السادات ولاتفاق  السلام. واحرز اتفاق السلام مع الاردن هو ايضا بعد سلسلة طويلة من اللقاءات السرية بين ملك الاردن ورؤساء حكومة اسرائيل. هذه اللقاءات انشأت الثقة المتبادلة، والتفاهمات، وعندما نشأت القاعدة الملائمة، اصبح ممكنا الخروج من الظلام الى النور والتوقيع على اتفاق السلام. وكان المثال المتطرف هو اتفاق اوسلو. ففي اواخر 1991، على اثر مؤتمر مدريد، بدأ في واشنطن التفاوض المباشر بين الوفد الاسرائيلي والممثلية الفلسطينية. كانت تلك محادثات عقيمة ليس فيها اي احتمال للتغلب على الفروق والخلافات. في مقابلة ذلك، وبسرية تامة، اجرى فريق اسرائيلي محادثات مباشرة في اوسلو مع ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية. في آب 1993 أحرز شق طريق وأحرز الاتفاق الذي وقع بعد ذلك بأسابيع، في مراسم احتفالية على حشائش البيت الابيض. كانت تلك نفس الحكومة الاسرائيلية التي وجهت ممثليها في التفاوض العقيم الذي اجراه الياكيم روبنشتاين مع الممثلية الفلسطينية برئاسة الد. حيدر عبد الشافي، والتفاوض الذي اجراه أوري سافير ويائير حرشفيلد ورون بونداك مع أبي العلاء في اوسلو.

ان ما ميز التفاوض المكشوف عدم المرونة من الطرفين، في حين مكنت سرية محادثات اوسلو من المرونة والفحص عن مقترحات هوجاء. اخشى ان يكون الخوف من التسرب وعدم الجرأة يصدان عن السير في هذا الطريق الذي هو الوحيد الذي قد يقدمنا نحو اتفاق.