خبر فضل الردع.. بقلم: ايتان مونروف

الساعة 01:24 م|07 أكتوبر 2009

بقلم: ايتان مونروف

ثار بي اذ قرأت المقالة الاخيرة للبروفيسور زئيف شتيرنهل "لا يوجد ما يحقق فيه" (هآرتس 25/9) ارتياب بأن حقيقة ان الكاتب لا يفصل على نحو موضوعي سبل عمل بديلة – الى جانب النقد اللاذع الذي يوجهه الى المجتمع الاسرائيلي وقيادته والجيش الاسرائيلي – تنبع من أنه لا يوجد عنده في الحقيقة ما يقترحه.

يذكر شتيرنهل في مقالته انه قد "تبين في صيف سنة 2006 نهائيا، ان المجتمع الاسرائيلي لن يكون مستعدا بعد للثبات في حرب اختيارية تتطلب ضحايا. فاسرائيل تريد انتصارات عسكرية لكنها ترفض دفع الثمن البشري الذي تشتمل عليه. لهذا تم اتخاذ قرار واع، هو ثمرة تقدير سياسي بارد، على القيام بحملة عقاب غزة بلا خسائر... لو استقر الرأي على الحفاظ على حياة المواطنين، لكان يجب الاخذ بطريقة عمل تختلف تماما: الهجمات المحددة في عمق ارض العدو التي قد تكون باهظة جدا بالنسبة لحياة جنودنا".

انا اوافق على هذا الكلام في الاساس، لكنني اتحفظ من عبارة "القيام بحملة عقاب لغزة"، لان هدف العملية لم يكن القيام بحملة عقاب كهذه، بل المس بالبنية التحتية لمنظمة حماس ومحاربيها واحداث ردع فعال مع ذلك. سيقال الان ان هذا الهدف احرز كاملا والشاهد على ذلك انه منذ نهاية العملية، وبرغم انه لم يحرز في نهايتها اي اتفاق رسمي، ما تزال الجبهة ازاء قطاع غزة هادئة.

ان موقف شتيرنهل من شكل العملية المطلوبة التي يجب على الجيش الاسرائيلي اتخاذها قد بقي غامضا. يمكن ان ندرك بطبيعة الامر انه يبغض شكل عملية الجيش كما تم ذلك بالفعل، لكننا مع ذلك لا نسمعه نؤيد بصراحة شكل العملية البديل وهو "الهجمات المحددة في عمق ارض العدو". وفي الحقيقة ان كل واحد منا يعرف لاسفه الثمن المرتفع لعملية كهذه. فليس الحديث فقط عن عشرات الضحايا.

ان عملية من هذا القبيل قد لا تحرز هدفها في أضيق معنى للكلمة فضلا عن زرع انخفاض الروح المعنوي في الجمهور الاسرائيلي، ورفع معنويات حماس نتاج ذلك، التي ستشعر انها فضلا عن انها لم تهزم في المعركة تستطيع التغلب على الجيش الاسرائيلي. شعر جميع سكان دولة اسرائيل بشيء من هذا الاحساس مع انقضاء حرب لبنان الثانية في سنة 2006. بالمناسبة لن يكون تخمينا معيبا ان نقول انه في وضع من هذا القبيل سيكون شتيرنهل ومن يشايعونه في الرأي بين رؤوس العائبين.

يبدو ان الموقف الحقيقي لشتيرنهل ومن يشايعونه على الرأي انه ينبغي الامتناع من اي عمل عسكري مهما يكن، وانه يكن ينبغي انهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني باتفاق سلام بعد تفاوض بين الطرفين. يجب على اسرائيل في تفاوض كهذا ان تسلك سلوكا شجاعا وبسخاء في الحد الاقصى لانها "الجانب القوي" في المواجهة. لا يجيب شتيرنهل ومن يشايعونه على رأيه سؤال كيف ينبغي السلوك في الفترة الزمنية حتى احراز اتفاق السلام المأمول ذلك.

يوجد عند شتيرنهل ايضا خطوط حمراء لا تلائم ادنى حد من خطوط قيادة حماس. من المثير ان نعلم اي نوع عملية عسكرية كان يوصي به لو كان هو نفسه يجلس الى مائدة التفاوض مع قيادة حماس، وفي اطار هذا التفاوض عبر عن موقفه غير المقبول كما قلنا عند زعماء حماس، واستمر هؤلاء من جهتهم في مقابلة ذلك على اطلاق القذائف والصواريخ على مدن اسرائيل؟