خبر القنبلة الايرانية/ ستكون أم لا تكون؟.. يديعوت

الساعة 09:35 ص|06 أكتوبر 2009

بقلم: اسحق بن يسرائيل

كل يوم بيومه تسقط علينا أنباء عن القنبلة الايرانية. مستوى القلق لدى المواطن العادي آخذ في الارتفاع. لاجل التصدي لذلك، نقدم هنا مرشدا قصيرا للقراءة.

أبدأ بالذات من النهاية: رغم أنه منذ خراب الهيكل ملقي علينا الواجب في أن نكون حذرين في التوقع، فاني اخاطر في التنبؤ بان لايران لن تكون قنبلة في السنوات القريبة القادمة.

أولا، لان العالم أخذ يعي الخطر الايراني (ولا يدور الحديث "فقط" عن خطر على اسرائيل، بل عن خطر على العالم الحر بأسره). الاوروبيون، الذين باتت الصواريخ الايرانية الجديدة تصل الى مداخلهم، كانوا الاوائل بعدنا في ادراك ذلك. وحتى الرئيس الامريكي الجديد، الذي بدأ حملته الانتخابية برسائل متصالحة تجاه ايران، يستخدم اليوم برنامج المفاوضات اساسا كي يبني الخلفية المناسبة لتجنيد تحالف عالمي ضد ايران.

الجوزات القاسية في هذا التحالف كانت روسيا، الصين والهند. الهند والصين بسبب تعلقهما بالنفط من الشرق الاوسط بشكل عام وبالنفط الايراني بشكل خاص، وروسيا بسبب رغبتها في تحطيم الهيمنة الامريكية.

الولايات المتحدة عطلت عمليا الهند من خلال موافقتها على غض النظر عن الخرق الفظ من جانب الهند لاتفاق منع نشر السلاح النووي، وقبل بضعة اسابيع عطلت على ما يبدو روسيا ايضا من خلال موافقتها التخلي عن نصب منظومة دفاعية ضد الصواريخ في بولندا وتشيكيا. هذا التنازل يرمي الى الاظهار للروس بانه يمكن الحديث مع الامريكيين، وهذا هو السبب لاعلان الرئيس الروسي المفاجىء بشأن امكانية تأييد العقوبات. تتبقى فقط الصين، ولكن يمكن التخمين بانه اذا اتخذت باقي الدول قرارا بتشديد العقوبات ضد ايران، فانها ستجد صعوبة في أن تكون الدولة الوحيدة التي تخرقها.

من جهة اخرى، فان الاقتصاد الايراني آخذ في التدهور. زميلي في البحوث في "ورشة تل أبيب للعلوم، التكنولوجيا والامن" ، د. موشيه فيرد يقدر في بحث يجرى هذه الايام، بانه في ظل غياب الاستثمارات والتطوير لحقول نفط جديدة سيبدأ انتاج النفط لدى ايران بالتقلص في غضون سنتين – ثلاث سنوات وستنفد على مهلها. هذا ليس امرا يستخف به: نحو 80 في المائة من التصدير الايراني هو نفط خام. كما أن اسعار النفط المتدنية نسبيا اليوم تشكل مشكلة هائلة للاقتصاد الايراني: كل دولار تحت قيمة 80 دولار للبرميل معناه عجز بنحو مليار دولار في الميزانية الايرانية. ايران تحتاج بالتالي حاجة ماسة الى المال الغربي، وهذا هو السبب الاساس لاستعدادها الشروع في محادثات مع القوى العظمى.

يأمل الايرانيون، بالطبع، بان تتواصل المحادثات الى الابد، وانهم بالتوازي سينجحون في اجتياز كل العراقيل في الطريق الى القدرة النووية. غير أنه لا يبدو ان الرئيس الامريكي يعتزم السماح لهم بالنجاح. وهذا هو السبب في أن هذا الاسبوع فقط كرر اوباما القول بان "كل الخيارات لا تزال على الطاولة"، بمعنى، الخيار العسكري ايضا.

الرئيس الامريكي هو اللاعب المركزي في هذه الاستراتيجية. على هذه الخلفية مفهوم كم هو كبير خطأنا الاستراتيجي في أنه بدلا من ان نجنده الى جانبنا، نصطدم به على مواضيع مدى اهميتها لاغية ملغية بالقياس الى التهديد النووي.

إذن ماذا سيحصل؟ بتقديري السيناريو الاكثر معقولية هو خضوع ايراني لمطالب العالم الحر (ولا سيما اذا ما توفرت الصيغة التي تسمح لهم بالادعاء بانهم لم يتنازلوا). اذا لم يحصل هذا، فسيبنى الاجماع الدولي الواسع اللازم لعملية عسكرية امريكية. مهما يكن من أمر، فان الفرصة في أن يكون لايران قنبلة آخذة في التقلص.