خبر لفني تنتظر الكارثة -معاريف

الساعة 09:54 ص|04 أكتوبر 2009

بقلم: يونتان شم أور

 (المضمون: كاديما هو الحزب الاكبر. ربع الجمهور في اسرائيل صوت له. ثلث اليهود. نصف العلمانيين. ثلاثة ارباع الطبقة الوسطى التي تتحمل كل العبء في الدولة. صوتهم لا يسمع لان تسيبي تصدق ايال اراد الذي يقول لها الا تفتح فمها - المصدر).

كانت هذه ثورة غيرت العالم. كل جسد، كما شرح ايزيك نيوتن، سيواصل التحرك في ذات الاتجاه وذات السرعة الا اذا غيرت قوة خارجية مساره او اوقفته. من ناحية علمية هز هذا العالم بقدر لا يقل عن القول ان الارض هي كرة تحوم حول الشمس. حتى ذلك الحين كانوا يصدقون ارسطو الذي شرح بأن كل شيء في العالم ببساطة يريد ان يتحرك. الناس يعرفون بأن الارض تدور، ولكنهم يواصلون الحديث والغناء عن الشروق والغروب. وهم يفهمون جيدا قانون المواظبة، ولكنهم لا يرغبون في بذل الجهد.

عندما اقتبس بيبي في خطابه امام الامم المتحدة تشرشل، لمس بالضبط هذه النقطة. الزعيم الانجليزي الذي انقذ العالم قال ان الدول، تماما مثل الاشخاص، لا تعمل الا في اعقاب كارثة. وقد كان محقا. هذا هو قانون الطبيعة. لا تنصب اشارة المرور الا بعد الحادثة الفتاكة، والرد على القسام لا يأتي الا بعد ان تمتلىء الكفة بما يكفي من صراخ الرعب للاطفال الباكين، ولا يصلح الاقتصاد الا بعد ان تحطم الازمة كل شيء. هكذا هو الحال. الحجر الانساني لا يتحرك لان ليس في داخله طاقة لان يغير الوضع بقوة. التغيير يحتاج الى الكثير من الجهد، ونحن نرغب في التحرك. ولكن لا قلق. في النهاية سنفعل شيئا ما. عندما تدق الكارثة الباب بقوة تحطم البيت. عندها نتحرك.

هذا هو السبب الذي يجعل تسيبي لفني صامتة. مرة كل بضعة اشهر تصل الى استوديو تلفزيوني ما تحطم الرقم القياسي في استخدام كلمة "انا" وتعود الى الظلال. هذا ما تعلمته من مستشاريها. السبيل الى رئاسة الوزراء تمر عبر كارثة بيبي. لا تقلقي، يقولون لها، الكارثة لا بد ستأتي، اريك هو الاخر، وهم يضعون اياديهم على الفم، صمت في المعارضة. وقد نبت بهدوء. عندما تحطم باراك الجميع نظر يمينا ويسارا، الى فوق والى تحت، فمن رأوا؟ صحيح. اذن اجلسي بصمت.

كاديما هو الحزب الاكبر. ربع الجمهور في اسرائيل صوت له. ثلث اليهود. نصف العلمانيين. ثلاثة ارباع الطبقة الوسطى التي تتحمل كل العبء في الدولة. صوتهم لا يسمع لان تسيبي تصدق ايال اراد الذي يقول لها الا تفتح فمها.

وبدلا من الانصات الى تسيبي لفني نحصل على مقال لهسفري ويانيف. وبدلا من الانصات الى كاديما نسمع كيف ان مواطني الدولة يصبحون السكان المحاصرين في غيتو وارسو وبدلا من ان نسمع صوتا جليا يقول لنا ما هي حدود اسرائيل نتلقى غموضا قد يكون مناسبا لمن يدير المفاوضات وليس لاولئك الذين يريديون ان يجلسوا في واقع الامر على هذه الطاولة.

في هذه الاثناء، كاديما يتبدد. المزيد فالمزيد من الناس ينصتون الى الاقوال التي يقولها شاؤول موفاز عن المرأة التي انتصرت عليه. هي ليست اريك شارون. ليس في جعبتها حتى ولو حفنة من الشحنة الاسطورية والانسانية التي سمحت له بالانتظار بصمت. كل يوم تواصل فيه الغموض الذي يعدمها ويعدم حزبها. يمكنها ان تواصل الاعتماد على حلول الكارثة. وهي ستصل في وقت ابكر مما ظنت وستبلعها هي وحزبها في الثقب الاسود للعدم.