خبر « روضة حبيب » ترى نور الحرية اليوم بعد تأجيل الإفراج عنها ليومين !

الساعة 07:07 ص|04 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

تحوَّل منزل الأسيرة روضة حبيب إلى مضافة للمهنئين ووسائل الإعلام، إثر قرار الإفراج عنها اليوم، بعد الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي على مبادلة عشرين أسيرة لقاء تسلم الاحتلال شريطاً مصوراً يظهر حالة الجندي الأسير في غزة "جلعاد شاليط".

 

عائلة روضة وفور تلقيها نبأ الإفراج عن ابنتها ضمن "صفقة الشريط المصور" شرعت بتوزيع أعلام فلسطين على جوانب البيت، وألصقت صورها على الباب، وملأت البيت حلوى وزينة، بانتظار خروج ابنتهم.

 

"خبر تأجيل الإفراج عن ابنتي صدمة عنيفة والأعنف منها خبر الإفراج عنها"، هكذا بدأت أم يونس سعد، والدة الأسيرة روضة حبيب حديثها لـصحيفة"فلسطين"، وهي تدور بأطباق الحلويات على الحضور.

 

وكان قرار الإفراج عن روضة (31عاماً) والتي أُسرت عام 2007م، تأخر عن الصدور بسبب تبديل اسمها مع الأسيرة براء المالكي من الضفة الغربية، التي أنهت مدت محكوميتها تقريباً، وكانت ضمن قائمة العشرين أسيرة المفترض الإفراج عنهن.

 

وتضيف الوالدة: "لما علمت من الإذاعة أن ابنتي سيفرج عنها، بكيت و لم أستطع الكلام وكأن صاعقة حلت بي"، وتتابع: "كان من المفترض عودة روضة وعمتها فاطمة في نفس اليوم، ولكن لسبب ما تأجل خروج ابنتي".

 

وتبدو الفرحة جليةً على وجه والدة روضة، التي تلبس عباءةً وردية اللون، وقد ارتسمت على محياها ابتسامة عريضة، تستقبل بها الحضور الذين امتلأت بهم ساحة منزلها، لتهنئتها بخروج أخت زوجها فاطمة الزق، واقتراب موعد خروج ابنتها.

 

ترتبك طويلاً، وتتلعثم في الكلام، لكنها تبقى مبتسمة، فهي على موعد قريب من اللقاء بابنتها التي ستعرفها بقلبها وإن تغيرت ملامحها، حسب تعبيرها، وتضيف: "غياب روضة أتعبني، وخفت من اشتياقي لها العمر كله".

 

تتوقف الوالدة عن الكلام كأنها تستحضر ذكرى تعيسة وتقول: "كلما كنت أسمع عن التعذيب الذي تتعرض له الأسيرات، أبكي وأتصور ابنتي معهم، بالرغم من طمأنة محاميها بأنها بصحة جيدة".

 

جهزت والدة الأسيرة غرفتها الخاصة لاستقبال ابنتها، فهي تريد أن تستأثر بفرحة خروجها دون كل البشر، حسب قولها، إلا أنها ستتقاسم الفرحة مع أبناء روضة الأربعة، وتضيف: "أريد أن أفرح بابنتي أكثر من كل البشر إلا أني سأقاسم أبناءها الفرحة أيضاً".

 

أما ابنتا روضة وابناها وزوجها، لم يكونوا أقل سعادةً من والدتها، فهم بمجرد سماع خبر الإفراج عنها اتصلوا بالعائلة جميعها، ويُعدون أنفسهم منذ الخميس لاستقبالها على معبر بيت حانون.

 

وتقول سعد: "اتصل أحفادي الخميس، بعد سماعهم خبر الإفراج عن والدتهم وهم يبكون، مرددين ستخرج ماما، ستخرج ماما".

 

ولم تكن ملامح الفرحة بالإفراج عن روضة تبعد عن والدها الذي يستلقي على سرير وسط جموع من الحشود في "محلات بيته" الذي تُزين جدرانه صوراً كبيرة لروضة وعمتها فاطمة.

 

الوالد الذي أجرى منذ ثلاثة أسابيع تقريباً، عملية "غضروف" في ظهره، ألزمته الفراش وحظرت عليه السير السريع والركض.

 

يقول وهو يسند نفسه ليجلس: "فرحتي بخروج فاطمة وانتظار خروج روضة، لا توصف فهم شرفنا".

 

ويصف الوالد لحظات انتظاره لخروج ابنته قائلاً: "الانتظار ليس سهلا، وأخشى أن يغمى عليّ، ففرحتي بأختي دفعتني للركض بين الحشود لملاقاتها، فكيف يكون لقائي بابنتي حبيبة روحي".

 

يتوقف الوالد عن الكلام برهةً من الوقت ليمسح دموعه، ويسمح لصوته بالخروج، ثم يتابع: "سأكون حتماً تحت سيطرة مشاعري، فأنا والد لم أر ابنتي منذ عامين، وكنت لما أسمع صوتها أجهش بالبكاء".

 

ورغم سطوة الدموع على ملامحه، وتألم ظهره المستمر، إلا أنه يزداد قوةً كلما اقترب موعد خروج ابنته، حسب قوله، ويستطرد بالكلام: "لا أعرف كيف تم الترتيب لاستقبال فاطمة وروضة، فبعد الصدمة استوعبت التغير في المنزل فجأة".

 

وعن تصوره لشكل ابنته يقول سعد: "أؤكد على أن الأسر أتعب صحتها، ولكني رأيت صورة تظهر أن وزنها ازداد"، ضحك الوالد ضحكةً خفيفةً، عدل جلسته وتابع مبتسماً: "ابنتي أصبحت غير عادية، فهي تتكلم الفصحى بطلاقة بعد سجنها".

 

خرج سعد إلى معبر "إيرز" مرتين، لاستقبال فاطمة وروضة، لكنه عاد بفاطمة، عن هذا الموقف يقول: "فاطمة كابنتي وأناديها بابا، لأنها بعمر أكبر أبنائي، ولكني شعرت بخيبة أمل لتأجيل خروج روضة"، مضيفاً: "بكيت فرحةً لفاطمة، وحرقةً على روضة".

 

وكانت عائلة سعد قد خرجت بالمئات إلى معبر بيت حانون لاستقبال الأسيرة المحررة فاطمة، في "موكب عرس رهيب"، تُحضره مرةً ثانيةً لروضة، مؤكدةً على التآلف والتحاب بين أفراد الشعب الفلسطيني، متمنين أن تتحقق الوحدة والمصالحة الفلسطينية قريباً.