خبر تحليل كتب عبد الناصر فيصل :الصفقة الخطرة التي تعدها أمريكا

الساعة 09:33 م|02 أكتوبر 2009

تحليل كتب عبد الناصر فيصل :الصفقة الخطرة التي تعدها أمريكا

صفقة شاليط تمت وانتهى الأمر، وستحصل حماس على نصر سياسي كبير،وسوف تعيش السلطة أياما صعبة وقاسية، لان الذين أفرجت عنهم حماس ليسوا كالذين أفرج عنهم الاحتلال من اجل إكرام أبو مازن، فهؤلاء من كبار المجاهدين، وصفقة أبو مازن من المنتهية محكوميتهم، وبالتالي نجح منهج حماس وحققت نصرا كبيرا، نقول هذا لان الصفقة تمت بالفعل وستنتهي في غضون أسابيع وليس شهرين كما يقال.

 

ولكن،..

 

ونحن كعرب دائما نخشى ما بعد هذه الكلمة، لأنه عبر التاريخ الطويل للأمة كانت تأتي هذه الكلمة مقرونة بمرارة وقسوة تأتي بعدها.

 

فأمريكا تعتقد بعض الأمور، ونحاول أن نكشف ما بداخل العقل الأمريكي، وفي عملية افتراضية يحق لنا أن نضع أسئلة وإجابات في محاولة للوصول الى نتائج معينة، ربما تكون هذه النتائج كاملة وربما ناقصة وربما نصيب في تحليلنا السياسي بجزء ونخفق في الآخر، وبكل الأحوال إذا استطعنا فك بعض الرموز وبعض الكلمات فذلك ايجابي بكل تأكيد.

 

تعتقد أمريكا ان صفقة شاليط قائمة لا بد منها، وتعرف أمريكا أن حماس سوف تكسب إعلاميا فيها، سواء أرادت إسرائيل أم لا لأنه في نهاية الأمر لا بد أن تفرج إسرائيل عن الأسرى مقابل شاليط أو أن شاليط سيصبح مثل رون أراد.

 

وإذا كان الأمر كذلك وكان لا بد ان يحصل، فلماذا لا تفكر أمريكا وإسرائيل بان تستفيد من هذه الصفقة وبالتالي ترهن حراكها السياسي بهذه الصفقة بحيث تكون صفقة شاليط بداية حراك سياسي وهذا الحراك سيكون من اجل (تشليح) حركة حماس من منجزاتها وسلبها كل ما حصلت عليه من تفوق وشعبية وغير ذلك خلال السنوات الماضية، وبالتالي ان جوهر المشروع الأمريكي القادم هو موجه الى حركة حماس من خلال محاولة سلبها كل انجازاتها السياسية وغيرها.

 

لو افترضنا هذه المعادلة فماذا ستفعل أمريكا.؟؟ نعتقد أن امريكا ستعمل على استدراج حركة حماس لمفاوضات مجهولة الطريق بلا خريطة بلا مستقبل، او مفاوضات طويلة الأمد تهدف إلى التالي :

 

رفع قيمة حماس السياسية ومنحها مصداقية مؤقتة مرهونة بمقدار القدرة على ضمان الأمن في غزة وأيضا عدم القيام بأعمال عسكرية في الضفة وهذا الدور هو بمثابة فخ كبير لا نظن ان حركة حماس ستقع به، لان السلطة سبق وان أدت هذا الدور ولكن في نهاية الأمر لم تلتزم إسرائيل بشيء، ولكن ما الهدف من هذه الرسالة لحركة حماس، انها باختصار محاولة خلق صدام بين حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية في غزة من اجل وضع حماس في مواجهة ربما تعززها إسرائيل ببعض الاغتيالات المشبوهة

 

الخطوة الثانية في الاتجاه الآخر ستكون عملية مراوغة مع عباس ودفعه الى تقديم تنازلات اكثر من حماس لضمان شرعيته وبالتالي اسرائيل وامريكا ستمارسان عملية ابتزاز ضد كل من حماس وفتح واذا كانت قادرة على ابتزاز عباس بشكل سافر فان عملية ابتزاز حماس ستكون عبر الخداع من خلال وضعها بشكل مباشر في مواجهة بقية الفصائل، وهنا تكون حماس امام معركتين واحدة في الضفة والثانية في غزة لكن حماس تكون قد فقدت حلفاءها في غزة وسوف تتحول الى سلطة لا أكثر

 

بالتأكيد ان حركة حماس تعي السياسة جيدا لكننا نعتقد ان امريكا تفكر بهذا الاتجاه من أجل توريطها في صراعات تضعفها.