خبر خبير: 20 ألف مُتعاطٍ للمخدرات بين صفوف الشباب الفلسطيني في القدس

الساعة 11:09 ص|29 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-القدس

قال خبير مقدسي بمجال مُكافحة المخدرات ومعالجة المدمنين عليها إن الإحصائيات والأرقام حول تفشي ظاهرة المخدرات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة 'مخيفة جداً'.

 

ولفت إلى وجود أكثر من 20 ألف متعاطٍ بالإضافة إلى وجود عدة آلافٍ في حالة إدمان كامل، مؤكداً أن هذه هي من أعلى النسب في العالم.

 

وقال عصام جويحان مدير الدائرة الاجتماعية في 'مؤسسة المقدسي لتنمية وتطوير المجتمع' في مدينة القدس المحتلة، لـ'وفا' إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُحارب شعبنا الفلسطيني بمختلف الأساليب والطرق من إقامة جدار ضمٍ وتوسعٍ عنصري واستيطانٍ وهدم وقصف وقتل وتلويث للبيئة وإحداث الشرخ والفتنة بين الأشقاء.

 

وأضاف: بالتوازي مع هذه الحرب الشرسة؛ فإن الاحتلال يشنّ حرباً من نوع آخر تستهدف من خلاله الإنسان الفلسطيني من خلال إغراق السوق الفلسطينية، وخاصة في القدس المحتلة بكل أصناف المخدرات وتعزيز تفشيها بين فئة الشباب ودعم تجارته، وذلك في محاولة لتحطيمه وليكون هو والأرض لقمة سائغة للاحتلال.

 

وأكد أنه وأمام كل هذه المحاولات يتصدى المقدسيون، عبر مؤسساتهم المتنوعة والعلماء واللجان التعبوية، لهذه السياسات، بالفعل كما يتصدون لبطش الاحتلال بجسدهم العاري، مسطرين ملحمة صمود وثبات أمام محاولات تجهيله وتدمير أبنائه وطمس هويته.

 

وقال جويحان إن الظروف التي يعيش فيها المواطن المقدسي تقوده إلى الإدمان ولا توجد هناك أي جهة رادعة لمكافحة ظاهرة تفشي المخدرات.

 

وأوضح أن المجتمع الفلسطيني 'يتعرض لهجمات شرسة من الاحتلال، فبالإضافة إلى تهويد مدينة القدس وعزلها، يتم ضرب عمق المواطن الفلسطيني المقدسي بتشجيع الشباب على الانخراط بتعاطي المخدرات'. مُشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي يتحمل مسؤولية ضبط الأمن على المعابر، ويتباطأ عن ردع تجار المخدرات.

 

وقال 'نحن نواجه أزمة فقدان الهوية القومية للشاب المقدسي. وللأسف الشديد نجح الاحتلال في اختراق فئة كبيرة من المجتمع المقدسي'.

 

وقال إن المدمن يحصل على مبلغ شهري من سلطات الاحتلال، ومن المفروض أن يذهب هذا المبلغ إلى عائلة المدمن. لكن للأسف الشديد يتلقى المدمن هذا المبلغ بصورة مباشرة من الاحتلال، وكأنه مكافأة لهم، وانه بسبب هذه السياسة ذهب الكثير من شباب القدس إلى تعاطي المخدرات والحصول على البطالة، وبهذا الشكل أوقعوا الكثير من الشباب المقدس في شرك المخدرات والإدمان.

 

وأوضح أن الاحتلال يستخدم أساليب متعددة لاستمرار الشباب في الإدمان على المخدرات، في الوقت الذي لا توجد فيه أي جهة تساعد في مكافحة المخدرات.

 

وقال 'للأسف الشديد الظاهرة لم تختصر على الذكور، وهناك زيادة بعدد الإناث'. مُشيراً إلى أن المعابر هي مسؤولية أمنية لإسرائيل، وهي التي تتحكم بجميع المعابر إذا كانت أرضية أو جوية أو بحرية، وقال إن فلسطين غير منتجة للمخدرات، ولا يوجد مزارع للمخدرات، والمخدرات تأتي من الخارج.

 

وشدّد الخبير جويحان على أن مكافحة هذه الظاهر بحاجة إلى جهود حكومية وإقليمية، موضحا أن جهود المؤسسات الفلسطينية هي جهود فردية، والمسؤولية هنا جماعية، وينبغي أن تتكاتف جميع الجهات لمكافحة ظاهرة الإدمان والتعاطي مع المخدرات.