خبر تراجع حاد لعمليات التهريب عبر الأنفاق .. وبضائع مكدسة بالأطنان في الأسواق

الساعة 06:30 ص|28 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

شهد العمل في أنفاق التهريب تراجعاً حاداً، خلال الفترة الماضية، وتوقف العديد من الأنفاق عن العمل بصورة مؤقتة بعد إغراق أسواق القطاع بكميات كبيرة وأنواع عديدة من السلع المهربة.

ووفقا لما أكده مالكو أنفاق وعاملون في مجال التهريب، فإن تهريب السلع والبضائع المصرية من خلال الأنفاق تراجع بصورة ملحوظة، ولم يعد هناك طلب لجلب بضائع جديدة.

وأشاروا إلى أن هناك فائضا في العديد من السلع المهربة وخاصة الأجهزة الكهربائية والدراجات النارية، موضحين أن مئات المخازن المملوكة لتجار كبار مليئة بتلك السلع.

وأوضح "أحمد" ويعمل في نفق قرب بوابة صلاح الدين الحدودية جنوب محافظة رفح أن مالكي الأنفاق لم يدعوا سلعة إلا وقاموا بتهريبها سعيا لتحقيق الربح، موضحا أن ثمن السلعة يكون في البداية مرتفعا ثم سرعان ما ينخفض بعد أن تكثر الأنفاق من تهريبها.

وضرب أحمد مثلا على ما حدث مع الأواني الزجاجية بمختلف أنواعها والتي انخفضت أسعارها أكثر من 150% خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد تهريب كميات كبيرة منها.

أما "محمود" ويعمل في نفق في ذات المنطقة فأشار إلى أن تراجع التهريب من خلال الأنفاق دفع العديد من مالكيها للإقبال على تهريب سلع كبيرة وثقيلة كانوا يتجنبون تهريبها سابقا، كالثلاجات والإسمنت.

وتابع: لجأ البعض لتهريب سلع ثانوية كالمكسرات والمسليات وحتى البصل في بعض الأحيان، وهي عادة سلع لا تدر سوى أرباح قليلة، في حين آثر آخرون وقف العمل في أنفاقهم بانتظار تحسن الحال.

وأكد "محمود" أن التهريب أصبح الآن حسب الطلب، ومالك النفق لم يعد أكثر من وسيط وناقل للبضاعة، خاصة بعد أن أقام بعض التجار علاقات هاتفية مع نظرائهم المصريين.

وأشار إلى أن بعض مالكي الأنفاق اجتهدوا وأضافوا الكثير من التحسينات على أنفاقهم في محاولة لتهريب مركبات من خلالها، وقد أشيع أن بعضهم نجح في تهريبها مجزأة لكن إن حدث هذا فيكون على نطاق ضيق.

ونوه إلى أن مالكي الأنفاق يعتقدون بان تهريب المركبات قد يدر دخلا كبيرا عليهم، نظرا للطلب الكبير عليها في ظل الحصار ومنع إسرائيل إدخالها على القطاع.

بضائع مكدسة في الأسواق

أما قطاع غزة فقد تحول إلى ما يشبه سوقا مصرية كبيرة بعد تكدس آلاف الأطنان من مختلف الأصناف من السلع والبضائع المصرية المهربة.

وشهدت سوق رفح الأسبوعية تكدسا لكميات كبيرة من هذه السلع، بدءا بالأجهزة الكهربائية ومرورا بالملابس والأحذية وانتهاء بالمكسرات والمسليات.

ويشير البائع سليمان حماد وكان يبيع ملابس جاهزة في السوق المذكورة، إلى أنه ورغم حالة الكساد التي تعانيها الأسواق بعد تراجع الطلب إلا أن اعتماده وأمثاله من التجار والباعة بات يتركز على البضائع المصرية المهربة مع غياب أي بديل آخر.

وأشار إلى أن كل ما تسمح إسرائيل بإدخاله إلى قطاع غزة لا يتجاوز 25 سلعة في أحسن الأحوال، في حين هناك مئات السلع التي يحتاجها المواطنون.

أما البائع عماد يوسف وكان يبيع المكسرات، فأكد أن الطلب على السلع المصرية تراجع بصورة كبيرة، موضحا أن توفر السلع فجأة في الأسواق بعد انقطاع طويل جعل المواطنين يقبلون عليها بصورة كبيرة، وهذا دفع مالكي الأنفاق إلى تهريب كميات كبيرة منها، لكن سرعان ما تراجع هذا الطلب بصورة حادة وتحول الأمر إلى عزوف عن الشراء.