خبر حاخامات المستوطنين يعلنون الحرب على المسيحيين الصهيونيين الأميركيين

الساعة 06:27 ص|27 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أعلن كبار الخامات اليهود في المستوطنات حربا على تنظيم «جبهة إسرائيل» التابع للحركة المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة. ودعوا إلى مقاطعتها ومحاربتها بقوة والسعي إلى طرد ممثليها في إسرائيل، كونها «تنظيما للتبشير المسيحي».

ويعتبر إعلان هذه الحرب فتح جبهة مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يتعاون مع هذه الحركة ويعتبرها «صهيونية أكثر من الحركة الصهيونية نفسها» و«أهم تنظيم غير يهودي يخدم اليهود».

ولكن الحاخامات في المستوطنات، يعتقدون أن هذا التنظيم يهدد اليهود واليهودية. وعلى الرغم من مواقفه المعلنة في مناصرة إسرائيل، فإن هدفه الحقيقي هو تصفية إسرائيل.

وكانت هذه الحركة قد بدأت عملها في إسرائيل سنة 1990. وهي تنشط في اتجاهين يكمل أحدهما الآخر، فمن جهة يناصرون قوى اليمين المتطرف في إسرائيل، وفي مقدمتهم المستوطنون، حيث تجند لهم الدعم المالي والسياسي في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا. ومن جهة ثانية، تعمل في صفوف أنصار الحركة في الولايات المتحدة الذين يقدرون حسب اعتقادهم بـ40 ـ 50 مليون شخص، من أجل دعم إسرائيل وسياستها.

وتعتبر هذه الحركة «أرض إسرائيل» في ما كان يسمى «مملكة إسرائيل»، التي تمتد شرقا إلى سورية والأردن والعراق وجنوبا إلى سيناء المصرية. ولا تعترف بالخط الأخضر (الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية قبل احتلال عام 1967) وترفض فكرة السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني وتعتبر المفاوضات مسخرة، بدعوى أن فلسطين كلها هي أرض إسرائيل المقدسة. ويقول داني دنون، رئيس حزب الليكود العالمي، وهو إطار حزبي تابع لحزب الليكود الحاكم في إسرائيل وينشط مع اليهود في العالم، إن هذه الحركة هي الأكثر صهيونية بين الحركات اليهودية. ويؤكد أن قادتها يديرون نشاطا هائلا لصالح إسرائيل في الولايات المتحدة، فعند أي مأزق تدخله إسرائيل تجدهم في الصف الأول يتصلون بأعضاء الكونغرس الأميركي المسؤولين في البيت الأبيض.

وتكشف زوجة الجاسوس الأميركي، جونتان بولارد، أن هذه الحركة هي صاحبة أعلى صوت في العالم في المطالبة بإطلاق سراح زوجها، المعتقل منذ 22 عاما بعد إدانته بتهمة نقل معلومات أميركية سرية إلى إسرائيل عن التسلح النووي الإيراني. فهذه الحركة تقول إن بولارد عمل على إنقاذ إسرائيل من الدمار، بصفته يهوديا مخلصا.

وهم يرون أن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية هم «الطليعة في حماية أرض إسرائيل وإعادة بناء مملكة صهيون». وقد وقفوا ضد خطة الفصل لأنها مبنية على إزالة المستوطنات، وعندما بدأ المستوطنون حملة للعودة إلى المستوطنات الأربع التي أزيلت شمال الضفة الغربية ومستوطنات قطاع غزة، كانت هذه الحركة في مقدمة المشاركين. ويشاركون أيضا في مكافحة خطة الحكومة إخلاء البؤر الاستيطانية. ولكن كل هذا النشاط لم يرض الحاخامات اليهود في المستوطنات. فعندما عرفوا أن حركة «جبهة إسرائيل»، افتتحت قبل سنتين قناة تلفزيون خاصة بها على الإنترنت، تبث فيها مواقفها باللغة الإنجليزية، أي أنها موجهة للأجانب وليس للإسرائيليين، واستأجرت جناحا في المعرض الثقافي الإسرائيلي، الذي يفتتح يوم الثلاثاء المقبل، قرروا محاربتها بكل قوتهم. فأصدر خمسة حاخامات في المستعمرات بيانا مشتركا يدعون فيه صراحة إلى مقاطعة المعرض والامتناع عن مشاهدة القناة ورفض مشاركتها في أي نشاط للمستوطنين وطردهم ومطالبة الحكومة والحاخامات الكبار في إسرائيل بالعمل على طردهم من البلاد. ويعود هذا العداء لحركة «جبهة إسرائيل»، إلى كونها تؤمن بأن السيد المسيح هو يوشع المنتظر، وأنه يهودي ورسالته جاءت لتثبيت اليهودية ويقولون إنهم «الصهيونيون الحقيقيون». وهم يعتبرون هذا المبدأ جاء للتبشير بالمسيحية على حساب اليهودية.