خبر غزة: « الزنانة » تغتال فرحة الأطفال وتحرمهم من التسلية حتى في المنازل

الساعة 05:11 م|25 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

حرمت طائرات التجسس الإسرائيلية "الزنانة" الغالبية العظمى من مواطني محافظة شمال غزة، خصوصا الأطفال، من الاستمتاع بمشاهدة البرامج التلفزيونية الـمختلفة منذ أسبوع تقريبا، وما زالت تحرمهم حتى الآن، ولـم يتمكنوا من متابعة أي برنامج أو مسلسل أو أي شيء في التلفاز جراء التشويش الـمستمر الناجم عن التحليق الـمكثف والـمتواصل لهذه الطائرات.

وعبر الـمواطنون عن استيائهم الشديد جراء ذلك، خصوصا في أيام العيد التي يُشغلون أنفسهم خلالها بمتابعة شاشات التلفاز، وفضل كثيرون منهم إغلاق التلفاز نهائيا وتناسي وجوده بعد يأسهم من إمكانية عودة البث إلى طبيعته.

وأكثر ما يقلق الـمواطنين ويثير حنقهم في الوقت نفسه هو عدم سماعهم أحيانا أصوات تلك الطائرات، وبالرغم من ذلك فإن التشويش يكون قويا.

الـمواطن رامي الهسي أعرب عن استيائه الشديد لعدم تمكن أبنائه الصغار من مشاهدة البرامج الترفيهية في القنوات الفضائية، مؤكدا أنه واجه تساؤلات كثيرة من صغاره حول ما يجري.

وقال، إنه يعول على التلفاز لتعويض أبنائه عن عدم اصطحابهم إلى أماكن ترفيهية مكلفة، يتطلب الدخول إليها مصاريف لا قبل له بها، وهو ما يثير غضبه من الطائرات، داعيا إلى اختراع تقنية للتغلب على عمليات التشويش التي تمارسها.

وأكد الهسي أن أبناءه قاطعوا التلفاز بعد يأسهم من إمكانية مشاهدة البرامج الترفيهية الـمخصصة للأطفال.

ويستعيض الفقراء عن اصطحاب أبنائهم إلى مرافق اللهو واللعب القليلة جدا في القطاع بإقناعهم بمتابعة البرامج التلفزيونية الـمسلية، كما هو الحال مع نزار رمضان، الذي بدا حزينا لعدم مقدرة أبنائه على متابعة أي من برامجهم الـمفضلة، وكذلك لعدم مقدرته على متابعة إحدى مباريات الدوري الـمصري لكرة القدم.

وقال رمضان بغضب، إن "الزنانات" أفقدت التلفاز قيمته ولـم يعد له أية أهمية في البيت، حتى أنهم يفضلون إغلاقه لشدة عمليات التشويش الـمزعجة.

أما صلاح النجار، فلـم يستغرب مما يفعله الإسرائيليون، مؤكدا أن هذه سياسة قديمة جديدة تعمد قوات الاحتلال إلى استخدامها من أجل التنغيص على الـمواطنين وسرقة فرحتهم بالعيد.

وقال النجار، الذي فقد اثنين من أبناء إخوته خلال الحرب، "إن الإسرائيليين يعشقون إيذاء الأطفال، إذا لـم يكن بالقتل فبسرقة الفرحة والتشويش على نفسياتهم"، مضيفا إنه يتوقع من الإسرائيليين ما هو أسوأ، مستذكرا مئات الشهداء من الأطفال الذين سقطوا بنيران جيش الاحتلال، خصوصا خلال الحرب الأخيرة.

وبالتوازي مع حرمان الـمواطنين والأطفال من مشاهدة التلفاز بسبب تشويش "الزنانة"، أبدى هؤلاء الـمواطنون قلقا كبيرا بسبب التحليق الـمكثف وغير الـمسبوق لهذه الطائرات في أجواء الـمحافظة، منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.

ولـم يستبعد أحد القادة الـميدانيين في إحدى الأذرع العسكرية الـمقاومة أن تكون عمليات التحليق تمهيدا لعمل عسكري إسرائيلي محتمل خلال الأيام القادمة.

وقال خلال متابعته لعملية التشويش من منزل أقارب له، إن كل الـمؤشرات الـميدانية تدلل على نوايا عدوانية لقوات الاحتلال على القطاع خلال الـمرحلة القريبة القادمة، مشيرا إلى أنهم في الـمقاومة رصدوا ازديادا ملحوظا في تحركات طائرات التجسس التي تحلق على ارتفاعات عالية جدا، بالإضافة إلى تحركات للآليات العسكرية على الحدود.

وأكد أن التحرك والتصعيد الإسرائيلي في تصاعد منذ عدة أسابيع، وهو مؤشر قوي على نوايا إسرائيلية عدوانية.

وازدادت خلال الأيام الـماضية وتيرة القصف الـمدفعي الإسرائيلي لـمناطق مفتوحة على غرار ما كان يجري قبل الحرب الأخيرة، وفي الـمقابل صعدت بعض الفصائل من ردها على الاعتداءات الإسرائيلية بإطلاقها بعض القذائف على أهداف إسرائيلية.

ويشهد قطاع غزة الذي تعرض لحرب إسرائيلية قاسية نهاية العام الـماضي استمرت 22 يوما وأسفرت عن استشهاد 1500 مواطن، تهدئة غير معلنة، بدأت فور انتهاء الحرب، حيث انخفضت العمليات العسكرية الإسرائيلية وعمليات الـمقاومة إلى الحد الأدنى.