خبر لجم أوباما.. هآرتس

الساعة 11:55 ص|24 سبتمبر 2009

بقلم: اسرائيل هارئيل

المراسلون الاسرائيليون الذين يصحبون رحلة رئيس الحكومة محطومون: رئيس الولايات المتحدة، لا رئيس حكومة اسرائيل، تكمش في قضية المستوطنات. لكنهم هم وزملاؤهم تنبأوا بأن براك اوباما، بخلاف اسلافه، سيقف البناء في المستوطنات اطلاقا. فكيف فشل وحطم رؤياهم؟ واذا كان لا يقدر على نتنياهو ويستبدل بعبارة "البناء في المستوطنات يجب ان يقف" عبارة "لجم" غامضة، فكيف يقدر على كوريا الشمالية وايران؟ اهذا زعيم العالم الحر؟

اعد مسؤولو ادارة اوباما الكبار قائمة مطالب صعبة لكنها غير هاذية، لحكومة الليكود. أتى النشطاء الجادون لليسار المتطرف في اسرائيل وأقنعوهم – فرئيس حكومتها قابل للانضغاط – باستعمال ضغط قاس على اسرائيل. قالوا ان وقف البناء في المستوطنات، ولا سيما في القدس هو المفتاح لاخضاع نتنياهو ولتحريك مسيرة سياسية.

كيف تكون هذه اول مرة يقف فيها "معسكر السلام" أمام واقع كسير جلبه هو نفسه على نفسه، بعقب نشاط خلاصي يتنكر للواقع (هل ذكرنا اوسلو؟). لولا ان نشطاءه كانوا متحمسين للاستمرار ولان يكونوا طابخي السياسة من وراء ظهر الحكومة، لتمت اليوم في شبه يقين المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. لكنهم يريدون ان يبرهنوا على أنه من غير المهم قرار الناخب، وما هي الحكومة المنتخبة، فان الهيمنة في مجالات القرار وعلى رأسها المجال السياسي ما تزال في أيديهم. وبطبيعة الامر تأثيرهم في الادارة الامريكية يزيد على تأثير الحكومة.

ان الطلب الذي قدمه الامريكيون وهو وقف البناء حتى في القدس، جعل نتنياهو يواجه خيارين: اما الخضوع وتسبيب أزمة في حكومته لا اخاله كان سيتغلب عليها، واما نصب قامته وان يقول – الى هنا. وقد قال. وعندما تبين ان السماء لم تقع على الارض اجاز بناء نحو من 500 وحدة سكنية في يهودا والسامرة ايضا (وان تكن تلك الاجازة مكرورة).

ان الاملاء الامريكي – السيادي والمهين والمتكبر – سبب نشوة بلغت عنان السماء عند الفلسطينيين. وقد نظروا الى ما خرج من فيه: محادثات مع اسرائيل عوض وقف تام للبناء وفي ضمنه القدس. وما الذي تغير منذ أيام ايهود اولمرت او ايهود باراك (عندما توليا رئاسة الحكومة تمت محادثات ولم يكن تجميد)، التسرع الامريكي الذي هو ثمرة تأثير اليسار الاسرائيلي. اذا كان اوباما يطلب تجميدا تاما، فكيف يستطيع ابو مازن ان يهادن وان يجدد المحادثات في اقل من ذلك؟

احدى نتائج هذا الطلب غير الممكن، وهو شيء يؤلم اولئك الذين طبخوا صيغة "يجب ان يقف البناء"، هي تجديد زخم البناء في يهودا والسامرة. ولن تستطيع أي قوة في العالم ان تقف ما تمليه المطالب الطبيعية – والعقائدية ايضا – للحياة.

الاستيطان في يهودا والسامرة واقع صلب، وجذري وثابت. لم تقدر حرب ارهاب طويلة فظيعة عليه، ولم يقدر عليه محيط من الدعاوة الفظيعة القاسية، ولا سيما من قبل كارهين من الداخل، ولم يحطم روحه. حدث العكس التام، فضلا عن ان الاملاءات من الخارج لن تزعزع أسس وجوده. يوجد مكان لتسويات عملية لكن نقطة الانطلاق واضحة الا وهي انه لا اقتلاع للمستوطنات ولا تحديد لزيادتها. لقد بدأ حتى أوباما الملجوم يستوعب ذلك؛ فمتى سيلجم اليسار المتطرف في اسرائيل ويستوعب ذلك.