خبر رفح: أسعار الإسمنت المهرب تنخفض وأزمة البناء مستمرة

الساعة 08:51 ص|24 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

شهدت أسعار الإسمنت المصري المهرب انخفاضا كبيرا خلال الفترة الماضية، بعد أن نجح مالكو الأنفاق في تهريب كميات كبيرة منه إلى قطاع غزة.

وبحسب تجار وباعة في أسواق محافظة رفح، فإن ثمن الطن الواحد من الإسمنت يباع حاليا بحولي1700 شيكل بعد أن كان يباع بأكثر من 4000، علما بأن ثمنه الطبيعي لا يتجاوز 400 شيكل.

 

أزمة مستمرة

ووفقا لما أكده مقاولون وبناؤون، فإن هذا الانخفاض لم يسهم في حل أزمة البناء المتواصلة في قطاع غزة ولم يحدث حركة عمران نشطة، نظرا لأن الكثير من مواد البناء الأخرى غير متوفرة وفي مقدمتها الحديد والحصمة.

وأشار حازم العبسي أحد المقاولين في محافظة رفح إلى أن شح بعض مواد البناء رفع أسعارها إلى أضعاف مضاعفة، ما حال دون حل أزمة البناء المتواصلة.

وأوضح العبسي أن تكلفة بناء منزل متواضع في الوقت الحالي قد تساوي عشرة أضعاف التكلفة حين كانت المعابر مفتوحة.

وقال: ثمن طن الحديد يصل إلى عشرة آلاف شيكل، ومعظمه مستخدم تم إخراجه من كتل خرسانية لمنازل قصفتها ودمرتها الطائرات خلال الحرب الأخيرة.

وأشار العبسي إلى أن الاسمنت المهرب خدم عددا محدودا من المواطنين وخاصة ممن بدؤوا في إنشاء مساكن ومبان وتعذر عليهم إكمالها بعد بدء الحصار، وقد اشتروا كميات محدودة لاستكمال بعض التشطيبات.

وأكد أن الأنفاق تبقى عاجزة عن إدخال حاجة القطاع من مواد البناء مهما نجح مالكوها في تهريب هذا النوع من البضائع، مشيرا إلى أن القطاع بحاجة إلى ملايين الأطنان من تلك المواد وبأسعار طبيعية حتى تبدأ حركة بناء نشطة.

أما المواطن علاء عبد الله فأكد أنه كان ينوي إنشاء منزل صغير على قطعة أرض يمتلكها شمال محافظة رفح، وحين توجه إلى أحد المقاولين ليستفسر عن تكلفة المنزل في ظل الأسعار الحالية تفاجأ وقرر تأجيل الأمر.

وأشار عبد الله إلى أنه ورغم حاجته الماسة لإنشاء منزل في الفترة الحالية إلا أن هذا يبدو مستحيلا في ظل الأسعار التي وصفها بالجنونية.

المواطن أحمد زعرب الذي كان يشتري كمية من الإسمنت من إحدى الأسواق، أوضح أنه اضطر لاستدانة مبلغ من أحد أصدقائه لإجراء إصلاحات في منزله قبيل دخول فصل الأمطار، وبين أن الإصلاحات المذكورة ستكلفه أضعاف قيمتها الحقيقية رغم أنها محدودة.

وأشار إلى أنه بالكاد حصل على كمية محدودة من الحصمة والحديد لاستكمال الإصلاحات، متمنياً أن يحالفه الحظ ويعثر على ما يحتاج.

 

عقبات وصعاب

من جانبهم، أوضح مالكو أنفاق وعاملون في مجال تهريب الإسمنت ومواد البناء أن نقل وتهريب هذا النوع من البضائع صعب وشاق وخاصة الاسمنت والحصمة، مؤكدين أن تهريبها يحتاج إلى أيد عاملة ويتطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا.

وأشار "عبد الله" أحد العاملين في الأنفاق إلى أن تشبع السوق بالبضائع والسلع المهربة دفع مالكي الأنفاق لتهريب الإسمنت ومواد البناء ما فسر رخص أسعارها، لكنه أكد أن هناك صعوبة كبيرة تواجههم في تهريب قضبان الحديد المخصص للبناء نظرا لطولها.

وتوقع أن يزيد تهريب هذا النوع من البضائع خلال الفترة المقبلة وأن تشهد أسعارها مزيدا من الانخفاض، لكنه توقع أيضا أن تظل الأسعار مرتفعة نظرا لتكلفة النقل والتهريب المرتفعة.

يذكر أن إسرائيل منعت دخول الإسمنت ومواد البناء إلى قطاع غزة منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني من العام 2006.