خبر كتاب تعليمي يعرض الادعاء الفلسطيني بـ « التطهير العرقي ».. هآرتس

الساعة 11:08 ص|22 سبتمبر 2009

بقلم: أور كشتي

تجري وزارة التعليم فحصا متجددا لكتاب تعليمي جديد بالتاريخ، يعطي تعبيرا عن الرؤية الفلسطينية لـ "النكبة" في حرب 1948. في كتاب "القومية: نبني دولة في الشرق الاوسط" مخصص لصفي الحادي عشر والثاني عشر واقرت استخدامه وزارة التعليم في نهاية تموز في هذا العام، ورد أن "الفلسطينيين والدول العربية ادعوا بان معظم الفلسطينيين هم مدنيون، تعرضوا للاعتداء وطردوا من منازلهم على ايدي القوات المسلحة اليهودية، التي اتخذت سياسة التطهير العرقي". "عرض "الادعاءات الاسرائيلية" كرواية مساوية القيمة لادعاءات الدعائيين العرب"، يقول معلم للتاريخ من منطقة القدس، "يشبه عرض ادعاءات النازيين حيال ادعاءات اليهود". وحسب معلم آخر، فان "القسم الجوهري في تعليم التاريخ هو بالذات طرح اكثر قدر ممكن من وجهات النظر".

دعاية عربية حيال طرد يهودي منظم

موضوع "نشوء مشكلة اللاجئين" يظهر في المنهاج التعليمي في التاريخ منذ عدة سنوات. ولكن معلمي التاريخ قالوا أمس ان الحديث يدور عن شكل عرض جديد لادعاءات الاطراف، وكذا استخدام اول لتعبير "تطهير عرقي لوصف موقف الفلسطينيين تجاه مشكلة اللاجئين". في الفصل الذي يتطرق لهذا الموضوع في كتاب التعليم الجديد ورد أن مشكلة اللاجئين "اصبحت بؤرة عدة خلافات سياسية وتأريخية". ويعرض الكتاب الواحدة الى جانب الاخرى الرواية الفلسطينية والرواية الاسرائيلية – اليهودية: فور طرح الرواية الفلسطينية والتي تقول ان "معظم اللاجئين هم مدنيون تعرضوا للاعتداء والطرد من منازلهم على ايدي القوات المسلحة اليهودية، التي اتخذت سياسة التطهير العرقي"، تظهر الرواية الصهيونية – "دولة اسرائيل ادعت على مدى السنين انها دعت الفلسطينيين الى البقاء، وانهم فروا من قراهم ومدنهم بسبب هجران الشرائح القيادية، الدعاية العربية المثيرة للرعب، وأوامر القوات الغازية". وكخلاصة للنهجين ورد في الفصل ان "البحث التاريخي المتأخر اظهر صورة مركبة، فيها الى جانب هجران المدن، تظهر أيضا حالات طرد منظم مثلما في اللد والرملة". وفي سياق الفصل يجلب الكتاب التعليمي ثلاثة مصادر اولية لوصف الاحداث: الاول لـ يوحنان كوهين، رجل قسم الاعلام في وزارة الخارجية الذي كتب ضمن امور اخرى انه "ليس فقط وجه فرار العرب وتم بمبادرة الزعامة العربية بل ان قيادة الحاضرة اليهودية حاولت غير مرة وقفه ومنعه". اما الثاني فكتبه الباحث الفلسطيني وليد الخالدي، الذي اشار الى أن "كانت هذه هي الفرصة التاريخية (لليهود) لتطهير بلاد اسرائيل من العرب، الغاء الوجود العربي ببساطة من خلال محوه"، اما حسب البحث الثالث للبروفيسور بيني موريس فجاء ان "الخطة د أعطت قادة الهغناة برتب قائد لواء وقائد كتيبة يدا حرة لاخلاء مناطق حيوية من ناحية استراتيجية من سكانها".

"التاريخ ليس مجرد قصة روايات مختلفة"، يقول معلم للتاريخ من منطقة القدس، "لا يمكن تعليم التلاميذ هكذا. فليس للتلميذ الادوات للتمييز بين الدعائي العربي الذي يعرض كـ "باحث"، وبين الباحث غير المتحيز. عرض "ادعاءات" دولة اسرائيل كرواية مساوية القيمة مع ادعاءات الدعائيين العرب يشبه عرض ادعاءات النازيين والادعاءات المضادة من جانب اليهود". كما يضيف المعلم فيقول انه "حسب هذا المنطق ففي المرحلة التالية ستعرض "بروتوكولات حكماء صهيون" او نفي الكارثة، ونبقي للتلاميذ مسألة "كان ام لم يكن". وحسب د. اوري منور، معلم التاريخ في كلية اورانيم وفي جامعة حيفا فان "استخدام مفهوم "التطهير العرقي" ليس صحيحا، وهو جزء من لغة كارهي اسرائيل". وبالمقابل يقول معلم التاريخ من وسط البلاد انه لا يدور الحديث عن صياغة حادة على نحو خاص لاقوال الفلسطينيين. "ماذا بالضبط نتوقع من الفلسطينيين أن يقولوا؟ الرؤية الدارجة لديهم هي ان اسرائيل بالفعل نفذت "تطهير عرقي". جزء جوهري من تعليم التاريخ هو طرح اكبر قدر ممكن من وجهات النظر".

أقر حسب قانون التعليم الرسمي

وأقرت وزارة التعليم للاستخدام كتاب التعليم في 26 تموز من هذا العام. وقد صدر الاقرار بعد فحص لعدة بنود بينها اذا كان الكتاب "يتطابق والاهداف التعليمية في اسرائيل كما صيغت في "قانون التعليم الرسمي"". "الكتاب دقيق حديث ومحرر على يد عالم او ذي مرجعية في الموضوع"، و "ليس فيه مس باي أقليات او مجموعة، طائفة او ثقافة ما". وحسب تسفي يكوتئيل، مدير عام دار نشر "مركز زلمان شزار" التي اصدرت الكتاب، "طلبت منا وزارة التعليم ادخال غير قليل من التعديلات على الكتاب، ولكن بالنسبة لهذا الفصل لم يقولوا أي شيء. بالعكس: تعليمات الوزارة كانت طرح نقاط الخلاف كي يصطدم التلميذ بها ويبلور رأيه". واضاف بانه "في نظرة ثانية يمكن لنا ان نفهم الغضب. اذا قالوا لنا ان نعيد كتابة بعض الصفحات – فهذه لن تكون مشكلة. الكتاب التعليمي يجب أن يكون ضمن أوسع اجماع". وكان كتب الكتاب التعليمي اليعيزر دومكا، حنا اورباخ وتسفرير غولدبرغ الذي كان مسؤولا عن الفصل عن اللاجئين الفلسطينيين. "اؤمن بان احد السبل لتطوير التفكير التاريخي هو مواجهة التلاميذ بزوايا نظر متناقضة"، قال غولدبرغ امس، "الزعم بشأن "التطهير العرقي" لم اطرحه كوصف حقيقي بل كرواية فلسطينية. ليس أمرا متطرفا اذا ما عرف المرء ان هناك احدا ما يفكر خلافا له".