خبر تقرير.. أعداد الوافدين إلى الأقصى في شهر رمضان فاجأت الاحتلال

الساعة 06:21 م|19 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

فاجأت الأعداد الهائلة والضخمة التي أمّت المسجد الأقصى المبارك طوال أيام شهر رمضان الفضيل كافة توقعات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصّة في صلوات التراويح، والجمعة قبل الأخيرة، وفي ليلة السابع والعشرين 'ليلة القدر' التي وصلت فيها أعداد المُصلين إلى نحو ثلاثمائة ألف مواطن فقط من مدينة القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م.

 

وكان رد سلطات الاحتلال متوقعاً في الجمعة الأخيرة، فتذرّعت بحلول عيد رأس السنة العبرية وفرضت حصاراً مُشدداًّ على مدينة القدس، ودفعت، لأول مرة، بالمئات من عناصر جيشها النظامي، بالإضافة إلى آلافٍ من عناصر وحداتها الخاصة وحرس حدودها، ونصبت المزيد من المتاريس والحواجز العسكرية والبوليسية المشتركة على المعابر والحواجز العسكرية على المداخل الرئيسية لمدينة القدس المحتلة، فضلاً عن تسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في شوارع المدينة وعلى بوابات بلدتها القديمة وبوّابات المسجد الأقصى المبارك، ووضعت العراقيل والحواجز الفجائية والثابتة على مداخل البلدات والقرى المقدسية، مما كان له كبير الأثر على أعداد المُصلين الذين تمكنوا من اجتياز كل هذه العقبات ووصل عدد المُصلين إلى أدنى رقم في صلاة جمعة بالمسجد الأقصى ولم يتعد العدد رقم الـ 150 ألفاً من المُصلين.

 

وأعربت الشخصيات الدينية والوطنية المقدسية عن استهجانها لممارسات الاحتلال، واستنكرت منع آلاف المواطنين من أداء شعائرهم الدينية في الأقصى المبارك.

 

وقال الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى إن سلطات الاحتلال انزعجت كثيراً من تهافت المُصلين على الأقصى المبارك، وحرصهم على أداء شعائرهم وصلواتهم في رحابه، الأمر الذي يؤكد مدى تمسكهم بمسجدهم وتعلّقهم به، وهو الأمر الذي دفع سلطات الاحتلال للتفكير باتخاذ إجراءاتٍ انتقامية تنمُّ عن حقدٍ كبير، وسارعت إلى اتخاذ إجراءاتٍ بذرائع مختلفة فرضت بموجبها حصار شديد وعُزلة كاملة على المدينة وعلى مسجدها ووضعت المزيد من العراقيل والإجراءات التعسفية لمنع المُصلين من الوصول إلى مسجدهم المبارك'.

 

وقال الشيخ عزام الخطيب التميمي مدير الأوقاف الإسلامية في القدس بأنه ورغم كل إجراءات الاحتلال، إلاّ أنّ المواطنين أكدوا تمسكهم بمسجدهم وتواصلهم الأكيد معه، وتخطوا كل العراقيل، وانتعش بهم الأقصى وانتعشت القدس وأسواقها وحواريها وسكانها بالوافدين من مختلف المناطق.

 

أمّا مُحافظ القدس، عدنان الحسيني فقال إن المواطنين في كل مرة يؤكدون للاحتلال بأنه رغم كل سياسات الأسرلة والتهويد إلا أن القدس ستبقى عربية فلسطينية، وأن المسجد الأقصى يمثل عنواناً أكيداً لهوية المدينة وسكانها.

 

ورغم كل إجراءات الاحتلال، إلا أن أسواق القدس، التاريخية المشهورة: باب خان الزيت، والعطارين، واللّحامين، والقطانين، والدباغة، والسلسلة، والواد،  بهذه الأيام بالمواطنين، تشهد وأسواق شوارع السلطان سليمان وصلاح الدين والساهرة والرشيد، خارج الأسوار التاريخية، حركة نشطة، إلا أن تُجّار المدينة، داخل الأسوار وخارجها، يشكون من ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، بسبب الغلاء الفاحش وصعوبة الحياة المعيشية والاقتصادية، وتفضيل المواطنين للبضائع المعروضة على البسطات وأرصفة الشوارع، التي تعرض البضائع المستوردة من الصين بسبب رخص ثمنها، وتفضيلهم لها عن البضاعة المعروضة 'بالفاترينات' ومعارض التجار.

 

وقال التاجر يونس بدر من سوق العطارين إن تُجار المدينة المقدسة يجدون صعوبة في تسويق بضائعهم، بسبب تراجع الإقبال على الشراء، لنقص السيولة وصعوبة الأوضاع الاقتصادية.

 

وأضاف أن العديد منهم لجأ إلى تقديم عروضات وتنزيلات وعرض بضائعهم أمام محالهم لمنافسة الباعة المتجولين وباعة البسطات، وتشجيع المواطنين على التسوق.

 

وعلى جانب آخر، شوهدت محلات الحلوى والفواكه وبيع الدواجن واللحوم مزدحمة بالمواطنين، فضلاً عن صالونات الحلاقة.

 

ونغّصت إجراءات الاحتلال وممارساته التعسفية بحق أبناء المدينة واستعداداتهم لقدوم العيد، من خلال توقيف الشبان والتدقيق ببطاقاتهم الشخصية.

 

وضمن الاستعدادات لاستقبال العيد السعيد، انهمكت لجان أحياء البلدة القديمة، وخاصة المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك، في تنظيف وتزيين الشوارع والطرقات بالإضاءات المميزة، في ما انهمكت نساء القدس بعمل الحلوى التقليدية من 'المعمول' و'الكعك بالعجوة'، فيما  نشط أذنة وعمال المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى عدد كبير من المتطوعين، بترتيب وتنظيف باحات وساحات وأروقة المسجد من أجل استقبال الأعداد الكبيرة من المواطنين في صلاة العيد، واستقبال العائلات على مدار أيام العيد، الأمر الذي يترتب عليه نظافة دائمة ومتواصلة للباحات والساحات في المسجد المبارك.

 

وفي نفس السياق، واصلت لجان المقابر واللجان التطوعية في القدس، أعمال التنظيف وإزالة الأتربة والأوساخ من مقابر: 'الرحمة واليوسفية والساهرة'، والتي عادة ما يتوجه إليها المصلون بعد أداء صلاة العيد وسماع خطبة العيد لزيارة موتاهم.

 

أما على صعيد الفعاليات الرسمية والشعبية، فستقوم القوى والفعاليات الوطنية والدينية بوضع أكاليل من الورود على قبر الجندي المجهول بمقبرة اليوسفية بباب الأسباط، وعلى مقابر الشهداء، بالإضافة إلى تنظيم زيارات إلى ذوي الشهداء والأسرى والجرحى، والى خيام الاعتصام، وخاصة الموجودة أمام منازل عائلات الكرد وحنون والغاوي بحي الشيخ جراح، بعد استيلاء الجماعات اليهودية المتطرفة، بدعم ومساندة قوات الاحتلال، على منازلها وطردها في الشوارع تفترش الأرض وتلتحف السماء.

 

وتبقى قضية المعابر والحواجز والعراقيل الإسرائيلية الاحتلالية تقف عائقاً أمام تواصل العائلات وتبادل التهاني بالعيد.