خبر شبــح يطارد أهالي غزة حتى سرير الموت !!!

الساعة 09:11 ص|09 سبتمبر 2009

شبــح يطارد أهالي غزة حتى سرير الموت !!!

فلسطين اليوم- (تقرير خاص)

لوحظ في الأعوام الأخيرة تعرض العديد من مواطني قطاع غزة لأمراض مزمنة وخطيرة جراء عوامل عدة أهمها نقص العناية الطبية التي يتلقاها المرضى بالمراكز والمشافي الطبية بغزة إلي جانب جهل الأصحاء من الأهالي بمنازلهم لطب الوقائي، فضلاً عن المشكلات التي يتعرضون لها جراء ضغوط الحياة في غزة.

 

ويأتي تفشي الأمراض المزمنة بصفوف أهالي غزة تزامناً مع التدهور الحاصل في مستشفيات ومصحات القطاع لتعرضها لنقص هائل بالمعدات والأجهزة الطبية والعلاج الطبي جراء استنزاف لطاقة القطاع الصحي من قبل الإحتلال الإسرائيلي بعد حصاره وإغلاقه منافذ القطاع على مدار عدة أعوام متتالية.

 

وقد بدأت تطفو على سطح غزة ظاهرة انتشار الأمراض المستعصية بين صفوف كبار السن والشبان والأطفال كأمراض السكري والضغط وأمراض السرطان والقلب والفشل الكلوي إضافة إلي تعرض فئة الشباب بسن مبكر للأمراض مختلفة  كالسكري و ضغط الدم.

 

فالأجواء المحيطة عكست سلباً علي صحة الفرد لتوقعه في فخ الأمراض المزمنة، وأهمها الحصار الإسرائيلي الذي كان له دوراً كبيراً عبر إجبار العائلات الغزية لتغير نمط الحياة المعيشية، وزيادة الضغوط النفسية إلي جانب عوامل وراثية متعلقة بالمصاب والابتعاد عن النشاط الرياضي الجسماني.

  

وتؤكد الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة بغزة و التي حصلت عليها "فلسطين اليوم" ارتفاع عدد مرضى الكلي بمستشفيات القطاع إلى قرابة 400 مريض غالبيتهم من النساء والأطفال ، و725 مصاب بمرض السرطان بين الرجال والنساء، بينما بلغ عدد المصابين بمرض القلب حوالي 355 حاله.

 

وأشارت الإحصائيات، إلى وفاة 15 طفل مصاب بالسرطان، إضافة إلي فقدان 60 طفل أرواحهم جراء تعرضهم لأزمات قلبية و موت 13 طفل مصاب بمرض السرطان بمستشفيات قطاع غزة.

 

أجواء الأسرة

بدوره، أرجى مدير قسم الباطنة بمجمع الشفاء بغزة سهيل القيشاوي ،أسباب انتشار الأمراض المزمنة بغزة إلي طبيعة الأجواء المحيطة بالأسرة الفلسطينية، معتبراً تغير نمط الحياة المعيشية لدى العائلات الغزية جراء الحصار الإسرائيلي علي غزة أحد أسباب بروز الأمراض المزمنة.

 

وأشار القيشاوي خلال حديثة لـ"فلسطين اليوم"، إلي أن نوعية الغذاء الغير صحي والفاسد الذي يتناوله الفرد سبب باحتمالية التعرض لمرض السكر أو انسداد شرايين القلب وارتفاع الضغط، علاوة علي جانب التلوث البيئي للهواء والتربة وزيادة نسبة ملوحة مياه الشرب.

 

 فالضغوط النفسية أو الإفرازات النفسية كالتوتر والكبت التي يتعرض له كبار السن والشباب بالتحديد بالقطاع والتي نجمت عن الحصار الإسرائيلي زادت من درجة مضاعفة الإصابة بأحد الأمراض المزمنة كما يضيف القيشاوي، لافتاً إلي أن أعداد كبيرة من كبار السن و الفئات الشبابية تعرضت خلال فترة الحصار المفروضة علي غزة إما لارتفاع الضغط أو الإصابة بمرض السكر.

 

وقال القيشاوي، إن نسبة المصابين بمرض السكري بفلسطين وصلت حوالي 10% خلال السنوات الأخيرة الكبيرة، مضيفاً أن 180 مريض بالسكر فقط بمشفى الشفاء بغزة وحدها إلي جانب 252 مريض بالفشل الكلوي.

 

وقد كانت لـ"فلسطين اليوم" زيارة لعيادات جمعية الإغاثة الطبية في القطاع حيث شهدت هده العيادات زيادة كبيرة في عدد المرضى الذين يتلقون العلاج فيها، حيث وصلت نسبة الزيادة إلى 250% في عدد الحالات التي تتردد على العيادة ,في ظل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ,وأيضاً لتوفر الفحوصات المخبرية بأسعار رمزية .

 

مستشفيات غزة على أسرة الموت

وقد بدت بوادر الكارثة الصحية بقطاع غزة تلوح بالأفق أكثر من ذي قبل وحياة آلاف من مرضى القطاع ينتظرها الموت المحتم جراء استمرار حجر الحصار الصحي علي غزة ومنع دخول المستلزمات الصحية والأدوية .

 

كل هذا يأتي تزامناً مع التدهور الحاصل لدى مستشفيات غزة لتعرضها لنقص هائل بالمعدات والأجهزة الطبية جراء هذا الاستنزاف الصحي من قبل الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة المنكوب أصلاً .