خبر ارتفاع الأسعار يفقد أسواق قطاع غزة الشعبية ضجيج المتسوقين

الساعة 07:06 ص|09 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

أفقد ارتفاع الأسعار أسواق قطاع غزة ضجيجها وزخمها الذي اعتادته خلال السنوات الماضية، وهجر الكثيرون تلك الأسواق لعدم قدرتهم على التكيف مع ارتفاع أسعار معظم السلع، خصوصاً الفواكه والعصائر.

وفقدت الأسواق بريقها بغياب زوارها، وهي التي تشتهر في شهر رمضان بعد صلاة العصر بحيويتها وتألقها بالفواكه ،والحلويات الشهية وأنواع مختلفة من البوظة، واقتصرت حركة الشراء على الميسورين، كما يؤكد عزيز نصر صاحب محل لبيع الفاكهة.

واشتكى نصر الذي يبيع في سوق جباليا شمال قطاع غزة، منذ أكثر من خمسة عشر عاماًَ بمرارة من ضعف إقبال المواطنين عموما على شراء الفاكهة بسبب ارتفاع أسعارها، رغم توافر جميع أصنافها.

ولاحظنا خلال جولة في السوق ارتفاعاً غير مسبوق في سعر الفاكهة هذا العام، مقارنة بما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث لم يسجل في الأعوام الماضية أن وصل سعر كيلو المانجا إلى عشرة شواكل في مثل هذا الوقت من العام، ونحو 15 شيكلا للكيلو من مانجا "المايا"، بالإضافة إلى الارتفاع المذهل في سعر البلح والكمثرى والموز وأصناف الفواكه الأخرى.

وأبدى نصر امتعاضه الشديد من ارتفاع الأسعار، مؤكدا أنه تسبب في تراجع مبيعاته وأرباحه بشكل كبير.

وكان نصر والعديد من نظرائه التجار يعولون على شهر رمضان في البيع وتعويض خسائرهم، لكن استمرار غلاء الأسعار فاجأهم وخيب آمالهم.

أما إحسان عجور فقد اشتكى من تجاهل المواطنين لتجار الفاكهة أو حتى الاستفسار عن أنواعها، مشيرا إلى أنه يضطر إلى استخدام الميكروفون لترويج بضاعته.

واعترف عجور بأن ارتفاع الأسعار تسبب في تراجع إقبال المواطنين على السوق التي كانت تعج بالمتسوقين الذين يشترون وليس المتفرجين حتى الدقائق الأخيرة قبل أذان المغرب، منوهاً إلى أن بإمكان أي شخص يدخل إلى السوق ملاحظة الانخفاض الحاد في أعداد المرتادين وغالبيتهم يأتون لقضاء وتضييع الوقت، كما هو الحال مع عمر دكة الذي غادر السوق ولم يشتر إلا القليل من المخللات.

وقال دكة إن أسعار الفواكه لا تشجع على الشراء أو حتى دخول السوق ثانية، وأعرب عن صدمته الشديدة من ارتفاع أسعار العنب البلدي بشكل لم يسبق له مثيل، لافتا إلى أنه جاء إلى السوق لشرائه بناء على رغبة والده، لكنه اصطدم بارتفاع سعر الكيلو الواحد إلى سبعة شواكل.

ولم تفلح جهود دكة في إقناع البائع رامي العطار بخفض السعر، ما دفع بالأول إلى مغادرة السوق دون شراء، متذرعا بعدم مقدرته على شراء رطل "ثلاثة كيلو غرامات" من العنب، ثمنها أكثر من 20 شيكلا!

ودخل دكة قبل مغادرته المكان في جدل ونقاش حاد حول أسباب رفع أسعار العنب البلدي رغم أنه سلعة محلية، لكن العطار الذي يمتلك مزرعة للعنب حمل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي الذي دمر مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالعنب في منطقة شمال غربي بيت لاهيا، التي تعرضت لاجتياح وتجريف خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.

وأوضح أن جزءا كبيرا من مزرعته تم تدميرها ولم يتبق فيها إلا القليل من الدوالي، وهو ما تسبب في تراجع الإنتاج وبالتالي ارتفاع أسعاره.

وأثار ارتفاع أسعار العنب استياء زبائن السوق الذين اشتهروا بولعهم بأكل العنب البلدي أو ما يطلقون عليه "عنب العطاطرة"، حيث يعتبرونه من أفضل وأجود العنب المزروع في فلسطين، وحرم الكثير من هؤلاء من أكل العنب لعدة مرات أو حتى لمرة واحدة جراء ارتفاع سعره، كما هو الحال مع المواطن نعيم ريحان، الذي أكد عدم مقدرته على شراء كمية تكفي لعائلته الكبيرة.

وقال إنه كان في العام الماضي يشتري ثلاثة كيلو غرامات بعشرة شواقل فقط، أما الآن فقد ارتفع سعره إلى أكثر من الضعف.