خبر ايلاند: إسرائيل هي دولة مشلولة.. هآرتس

الساعة 11:41 ص|07 سبتمبر 2009

بقلم: حاييم لفنسون

نحو سبع سنوات منذ اطلاعه لاول مرة على فكرة خطة فك الارتباط لارئيل شارون، بادر الى اقامة مديرية المساعدة لمستوطني غزة وشمالي السامرة وكان أحد الشخصيات المركزية خلف الكواليس لتطبيق الخطة – فان رئيس مجلس الامن القومي في عهد فك الارتباط، اللواء احتياط غيورا ايلاند مقتنع بان دولة اسرائيل غير قادرة على اخلاء مستوطنات في يهودا والسامرة.

في اثناء شهادته أمام لجنة التحقيق الرسمية حول معالجة امور مستوطني غوش قطيف، سُئل ايلاند: "لنفترض أن غدا يتعين على اسرائيل أن تخلي مستوطنات في يهودا والسامرة، فأي دروس نستخلصها نحن؟" فاجاب ايلاند: "على مستوى الدولة، هل الدولة قادرة، نعم أم لا، على ادارة خطوات، بالتأكيد موضع خلاف سياسي، الجواب هو: بالتأكيد لا. نحن دولة مشلولة. ماذا، أليس هذا واضحا؟".

اللواء احتياط أدى شهادته يوم الاربعاء الماضي امام اعضاء اللجنة: القاضي المتقاعد الياهو مصا، البروفسور يديديا شتيرن ود. شمعون ربيد. في اثناء شهادته سُئل ايلاند عن الظروف التي أدت الى اقامة مديرية المساعدة وكذا عن سياقات التحضير لتطبيق فك الارتباط.

في بداية شهادته عاد وبلغ ايلاند عن تخطيط سياسي مخلول للخطة. "عشر سنوات تقريبا كنت في المكان الذي التقى فيه كل الوقت مع القيادة السياسية في دولة اسرائيل، وان اقول لك عن مشاريع اكثر طوارىء بكثير من هذا – لا يمكن التحريك"، شدد ايلاند امام اعضاء اللجنة على انعدام ثقته بالقدرة التنفيذية لحكومات اسرائيل.

"قبل نحو خمس سنوات كانت محاولة من المخربين لضرب طائرة العال او اركيع في كينيا"، اشرك ايلاند اعضاء اللجنة في تجربته في العمل مع سلطات الدولة. "الحكومة اجتمعت وقررت أنه يجب توفير رد في شكل قتال الكتروني ضد الصواريخ. وتحددت ميزانية، والمشروع أ والمشروع ب، وعندها المشروع توقف. ضمن أمور اخرى لانه نشب جدال بين وزير المالية ووزير المواصلات، في حينه بيبي ومئير شطريت، على 5 مليون شيكل. عندها جرى بحث خاص في المجلس الوزاري برئاسة شارون، وجاء اليه رئيس الاركان، وأنا كرئيس دائرة التخطيط، وحلوتس الذي كان في حينه قائد سلاح الجو، والوزراء ذوو الصلة. والبحث، أتعرف كيف انتهى؟ قال رئيس الوزراء: "حسنا، حاولوا كيفما اتفق التوصل الى تسوية بينكما. إذن هكذا تدار دولة اسرائيل – لمن لا يعرف".

ايلاند واصل يضرب النماذج لماذا برأيه حكومة اسرائيل غير قادرة على تنفيذ مشروع آخر بمستوى خطة فك الارتباط عن قطاع غزة: "انظر ما هي العلاقة بين قرارات الحكومة وبين ما يحصل"، قال ايلاند لرئيس اللجنة، "خذ خطة الحكومة قبل أربع سنوات: "1 مليار شيكل لتطوير النقب والجليل. ماذا حصل بها؟".

وحسب ايلاند، فان سبب هذا السلوك يكمن، ضمن امور اخرى، في المبنى السلطوي في اسرائيل. "عندما لنقل رئيس وزراء يريد أن يفعل دراسة ما فانه ملزم بان يشرك الناس"، يشرح ايلاند ويضيف: "اشراك الناس هو احيانا اشراكهم بالاسرار، اشراكهم بالقوة السياسية هو القول ان في النهاية هو الذي سيقرر الامور. من يريد أن يفعل هذا؟ إذ بشكل عام وان كان وزير خارجية من حزبه، الا انه يقول اريد أن اغيره ووزير دفاعه هو من حيث التعريف رئيس المعارضة. من الصعب ادارة دولة هكذا. حين تصل الى ازمة، حرب لبنان الثانية حتى أي شيء آخر، لا يوجد هنا نظام. لا يوجد هنا نظام. لا في فك الارتباط، وغدا هذا سيكون شيئا آخر وهو لن يكون افضل".

"الحكومة غير مبنية على رفع مشاريع وطنية"، اجمل رئيس مجلس الامن القومي الاسبق. "هذا لانه في واقع الامر بقدر ما المخلوق اقوى من خالقه، والمخلوق الذي هو البيروقراطية الحكومية لا تسمح ولن تسمح بالقيام بالاعمال بشكل ناجع. ارتباط هذا ما القانونية المبالغ فيها في دولة اسرائيل يخلق شللا مطلقا. ما هي اسرائيل؟ اسرائيل هي شخص يسير في الظلام، لديه فانوس ولكنه مطفأ وهو لا يضيء له طريقه. عندما يصطدم بحجر ويسقط الى الارض وينغرس انفه في الوحل، يقول: حسنا، كيف الخروج من هذا؟ وهذا ما يعرف عمله بشكل لا بأس به. اما الفانوني الذي يضيء له بحيث يرى الحجر، ربما أن يتجاوزه، فلا يعرف كيف يشغله".

وواصل ايلاند هجومه بشكل حاد على سلوك ديوان رئيس الوزراء: "فهذا لم يؤدِ عمله ابدا في دولة اسرائيل. ينبغي للمرء أن يرى كيف تبدو المداولات هناك. هذا مثير للخجل والعار. يقررون موعدا للبحث، على ماذا البحث؟ بحث عن لبنان. يصل الاشخاص الاكثر اهمية والاكثر انشغالا في دولة اسرائيل، وعن ماذا البحث؟ من يمثل ماذا؟ ما هي المواضيع للقرار؟ فقط في ظل البحث تبدأ هذه بالتدحرج".

في ختام الشهادة، تحدث ايلاند واعضاء لجنة التحقيق عن مشروع "المشروع القطري"، كنموذج للسلوك الذي كان ولم يعد.

البروفسور شتيرن: "المشروع القطري ما كنا لنبنيه".

ايلاند: "انت محق".

القاضي مصا: "ما كنا لنبني شيئا".

رابيد: "كان سيستغرقنا اربعين سنة لنعمل".

وزارة الدفاع ستعالج

شهادة اخرى قدمت لاعضاء لجنة التحقيق الاسبوع الماضي كانت شهادة فكتور بار غيل – نائب مدير عام وزارة الدفاع ورئيس شعبة القسم التنفيذي في الوزارة منذ 16 سنة. وفي تطرقه لخطة فك الارتباط قال بار ليف انه اضر به نفسيا وانه "اذا كلفوه بمرة اخرى بمهمة كهذه – فأنا لن انفذها".

وفي سياق شهادته، طلب أعضاء اللجنة الاستيضاح لماذا تنشغل وزارته، المسؤولة عن امن الدولة، بمنح حلول ذات ابعاد مدنية ايضا. في رده، عرض بار غيل ايضا صورة شوهاء عن اداء الحكومة. وحسب قوله، فان الحكومة تكلف القسم برئاسته بكل المهمات الوطنية، من اقامة جدار في لبنان وحتى اقامة قرية في تركيا بعد الهزة الارضية. ووصف بار غيل طريقة نقل المسؤولية الى وزارته فقال: "كنا في بحث عن انفلونزا الطيور، وقرر وزير الزراعة ووزير الصحة بانهما غير قادرين على منع مواصلة وباء انفلونزا الطيور واوصيا بان تقوم وزارة الدفاع بعمل ذلك. واضطررت للخروج الى الميدان".

على هذه الخلفية، شرح بار غيل لماذا بنت وزارة الدفاع موقع الكرفانات للمستوطنين من غوش قطيف في نيتسان وليست وزارة الاسكان. "كانت جلسة واريك نظر الى هذه الوزارة والى تلك الوزارة، فقالوا انهم لا يمكنهم عمل ذلك. وعندها كلف وزارة الدفاع. نحن نعرف كيف نخرج الى الميدان ونحن نعرف ايضا كيف نفتح علبة غذاء فيما نحن نسير".

عضو اللجنة البروفسور شتيرن تساءل بالتالي لماذا لا ينقلون مشروع القطار الخفيف الى بار ايل. فأجاب: "لا اظن أن القطار الخفيف هو مهمة رسمية".