خبر ادارة اوباما تغير نمط مكافحتها للارهاب.. اسرائيل اليوم

الساعة 07:57 ص|06 سبتمبر 2009

بقلم: دانييل بايبس

في الخطاب الذي القاه مؤخرا مساعد براك اوباما للامن ومكافحة الارهاب جون بيرنين الذي جاء بعنوان "نهج جديد لحماية الامريكيين"، حظينا بلقب هو يلخص اخطاء السياسة الحالية والمستقبلية للادارة الامريكية.

هذا كان خطابا مخيبا للامال. من الممكن القول بصورة عامة ان بيرنين دعا لمصالحة الارهابيين: "حتى في الوقت الذي نشجب فيه ونعارض الطرق المرفوضة التي يتبعها الارهابيون، الا ان علينا ان نعترف بالاحتياجات وبمشاعر المرارة الشرعية لبني البشر العاديين، تلك الاحتياجات التي يدعي الارهابيون انهم يمثلونها". انا اتساءل عن اية احتياجات ومشاعر المرارة التي يمثلها تنظيم القاعدة حسب رأي بيرنين.

بيرنين وصف التهديد الذي ينقسم الى اثنين بحذر: "القاعدة وحلفائها" و "التطرف العنيف". ولكن من الواضح ان الاول ليس الا جزءا من الاخير. هو ايضا رفض على الفور اية علاقة بين "التطرف العنيف" و الاسلام: "عندما نستخدم مصطلح الجهاد المشروع الذي يعني التطهر او خوض كفاح مقدس من اجل هدف اخلاقي، فقد نمنح هؤلاء القتلة تلك الشرعية الدينية التي يتعطشون اليها، الا انهم لا يستحقونها بالتأكيد. الاسوء من ذلك ان استخدام هذا المصطلح قد يدعم الادعاء بأن الولايات المتحدة تقاتل الاسلام نفسه".

في واقع الامر هذه النظرية التي دحضت منذ عام 2007 على يد روبرت سبنسر تميز بين الجهاد الجيد والجهاد السيء الذي ينفي اية صلة للاسلام بالارهاب. ادارة جورج بوش مع كل الاخطاء التي ارتكبتها لم تستسلم لهذه الخدعة. الان يصرح برنين بأن سياسة رئيسه ترتكز عليها.

لندع النظرية جانبا. هناك ايضا علامات مقلقة لاداء  فاشل على الارض. الخطاب علمنا بأن اوباما يعتقد ان السلاح النووي بيد الارهابيين هو "التهديد الفوري والاكثر تطرفا لامن العالم". حسنا. ورده؟ ثلاثة خطوات ضعيفة لا معنى لها تقريبا: "قيادة مساعي تعزيز النظام الدولي ضد نشر السلاح النووي والشروع بمساع دولية لحماية المواد النووية في العالم و ... تنظيم مؤتمر دولي للمسائل النووية".

اليكم اقتباسا من الخطاب الذي ينفي  منطق الادارة في قضية الامن: "الفقر ليس عاملا يدفع للعنف والارهاب. قلة التعليم ليست عاملا يسبب الارهاب. ولكن مثلما لا يمكن تبرير قتل الابرياء من دون سبب، فلا يمكن نفي ذلك عندما لا يكون للاطفال أمل بالتعليم وعندما لا يمتلك الشبان املا بايجاد عمل ويشعرون بانهم معزولين عن العالم الحديث وعندما لا تلبي الحكومات الاحتياجات الاساسية لبني شعبها – قد يكون الناس اكثر تأثرا من ايديولوجيات العنف والموت".

وختاما: الفقر وقلة التعليم ليست عوامل تدفع للارهاب، ولكن في غياب التعليم والعمل قد يكون الناس اكثر تأثرا من الافكار التي تقود للارهاب. اين الفرق؟ يا ويلنا ان كان البيت الابيض مستعدا لقبول تفكير يفتقد للمنطق بدلا من التحليل الجدي.

ان ركزنا على القول بأنه "عندما لا تلبي الحكومات احتياجات ابناء شعبها الاساسية فقد يصبح الناس اكثر تأثرا بأيديولوجيات العنف والموت" سنكتشف خطأين بارزين. اولا، هذه العبارة تقوم على الوهم الاشتراكي بأن الحكومات تلبي احتياجات اساسية. لا والف لا. عدا عن بضعة دول غنية، توفر الحكومات اطرا قانونية حامية، ولكن السوق هو الذي يلبي الاحتياجات.

ثانيا، كل الدراسات في هذه المسألة تشير الى انه لا توجد صلة بين الضغط الشخصي (الفقر وقلة التعليم والبطالة) وبين الانجذاب للاسلام الراديكالي. وبالمناسبة تحويلات رأس المال العملاقة للشرق الاوسط منذ عام 1970 اسهمت فقط في صعود الاسلام  الراديكالي.

انا اخشى من ان تطبيق السياسات الخاطئة التي يصفها بيرنين يشكل خطرا على المواطنين ومصالح حلفاء الولايات المتحدة. النتائج المريرة قد تتكشف بسرعة كبيرة. فأين هو الراشد المسؤول في البيت الابيض كما يقولون؟