خبر كراهية بالبث المعاد .. يديعوت

الساعة 08:25 ص|02 سبتمبر 2009

بقلم: سمدار بيري

ها هي، بثلاث جمل، خلاصة حبكة المسلسل التلفزيوني "لا تخافوا" (من الاسرائيليين طبعا) والذي يجتذب الان قمة المشاهدة في العالم العربي: أصحاب القناة التلفزيونية "الشعلة" والذي هو ايضا مذيع نجم، يظهر في سلسلة محادثات عن النزاع الاسرائيلي – العربي، الحرب في غزة، الكارثة وصورة الاسرائيليين في اوساط جيرانهم. وبعد أن يجلس امام الكاميرا ناكر معروف للكارثة، يعرض نظريات على نمط احمدي نجاد، تخرج عقيلته لان تقابل في اوروبا كارها آخر لاسرائيل. غير أن المرأة تختطف وتقتل، وزوجها، الذي يمثل دوره الممثل السينمائي المصري رقم 1، نور الشريف، يقع في الاكتئاب. من الانذال؟

أمس بثوا الحلقة الثامنة (من اصل 30) وملايين المشاهدين سيضطرون الى التحلل بالصبر. ولكن لا ينبغي قضم الاظافر. يمكن للمرء أن يطرح تخمينا غير منفلت العقال. فيصيب. نحن على الخريطة.

كل مساء، وبينما البطن تتفجر من كميات الغذاء التي دحشت فيها في ولائم الافطار للصيام اليومي في شهر رمضان، يجلسون في كل بيت لمشاهدة التلفزيون. لا يوجد عيد اسلامي يحمل طابعا عائليا بهذا القدر وأحد من مئات الملايين في ارجاء العالم العربي ليس لديه قابلية او قوة للسياسة. الجيل الشاب يريد التوتر او الدراما التي تنتزع الدموع، والشيوخ يفضلون الانكباب على ذكريات الايام الاكثر طيبة.

لا مشكلة. شركات الانتاج تعمل بوتيرة عالية استعدادا لشهر الاجتماع في الصالون. 50 مسلسل، 30 حلقة، لنسيان صوم الجسد في شهر السنة الاسلامية الجديدة. في المنافسة المنفلتة على اغراء شركات الاعلام، التي تدخل الاعلانات بوتيرة مثيرة للاعصاب، كل ست او سبع دقائق يصلون كل مرة من جديد الى الصيغة المظفرة: مسلسل تجسس بنجومية عملاء الموساد الاسرائيلي او احداث مضرجة بالدماء، العرق والدموع التي تنتزع من النزاع. من ينجح في بيع مسلسل يبث في ذات الوقت على خمس قنوات يمكنه أن يسمح لنفسه بان يرتاح على كومة الاوراق المالية حتى صافرة بدء السباق في السنة التالية.

كما أن حبكة "الباب الثاني" تنزل على الاسرائيليين. قصة امرأة اعمال مصرية، ام هي ربة الاسرة الوحيدة، جارتها الفلسطينية تنجح في اقناعها بان تسمح لابنها الوحيد الانضمام الى زيارة في غزة المقصوفة. الابن يخرج لرشق الحجارة على جنود الجيش الاسرائيلي، وشيء سيء (يتبين فقط بعد عدة حلقات) يحصل، فيما أن المشاهد يكون قد غمر باكوام من الكراهية للعدو.

الى الامام: في مسلسل ثالث، سامية فهمي تروى سيرة صحافية ناجحة تنجر وراء عشيقها عديم الحظ الى اوروبا وتقع معه في شبكة عملاء الموساد. أحدهم، "شلومو كوهين" المناور، الثاني، صراف اموال ذو أنف معوج وذقن طويلة وجملة عملاء عديمي القيود، يغرقون ضحاياهم (الابرياء) بالدولارات، الكحول والجنس.

من يصر على مشاهدة المسلسل الرئيس لرمضان سيشعر على الفور بانه يرجع بسرعة الى الوراء في نفق الزمن. تعليم للسلام؟، نهاية عصر الحروب" ليس على الشاشة الصغيرة. بعد أن تلقت السيناريوهات مصادقة السلطات والسم ينز ثلاث مرات في اليوم بالبث المعاد، لن يفر احد من غسل الدماغ.

هذا الاسبوع اعلن حاكم دبي عن جائزة بمبلغ مليون دولار للمسلسل التلفزيوني الممتاز. عنده كل ليلة يبث "كله شخصي"، قصة عالمة نفسية متزوجة وام لطفلين، تنتقل للعمل في احدى امارات الخليج وتمسك بزوجها في قصة غرام. لا يوجد هنا اسرائيليون، ولا دور للموساد، لا سياسة بلا علاج جذري مثلما تحب يسرى، النجمة المصرية الاسطورية، حول مكانة النساء العربيات التي لا أمل لهن. اما نحن هنا، فنتمنى لكِ النجاح يا يسرى. انت تحظين بالمليون وان يبثون مسلسلك بالطول وبالعرض حتى رمضان القادم.