خبر مبادرة سليم الزعنون ..عريب الرنتاوي

الساعة 12:29 م|01 سبتمبر 2009

مبادرة سليم الزعنون

عريب الرنتاوي

 

ـ الدستور الأردنية 1/9/2009 

تعهد الأخ سليم الزعنون (أبو الأديب) أمام جمع من الشخصيات الوطنية الأردنية والفلسطينية التأم في خيمة عزاء آل مشعل في الكمالية ، بإطلاق مبادرة جديدة للحوار والمصالحة ، والذهاب على رأس وفد من المجلس الوطني الفلسطيني إلى غزة لمتابعة الأمر مع قيادة حماس وغيرها من الفصائل هناك إن تطلب الأمر ، ومن موقع معرفتي الشخصية بالرجل ، أحسب أنه صادق فيما يقول وينوي فعله.

لم نعرف بعد الكثير عن مضامين هذا التحرك ، لكننا مما سمعنا وقرأنا ، نلحظ أننا لم نغادر نظام الكوتا والمحاصصة الفصائلية هذه المرة ، ففتح قد تعرض على حماس تمثيلا مساويا لتمثيلها في مؤسسات منظمة التحرير ، ولا يبدو أن أمر الانتخابات وإعادة تشكيل المجلس يحظى بمكانة محورية في المبادرة المذكورة ، خصوصا وأن لحماس وأصدقائها في المجلس الحالي ما لا يقل عن مائة عضو ، يمكن أن يشكلوا حصة حماس فيه ، مع بعض الزيادة والنقصان.

لن ندخل في تفاصيل المبادرة ، فنحن نخشى عليها من التفاصيل ، وكل شياطين الأرض تقبع خلف التفاصيل ، وسنكتفي هنا بطرح الأسئلة العريضة والرئيسة المتصلة بمنظمة التحرير ومطلب إعادة تفعيلها وهيكلتها ، والمجلس الوطني الطارئ الذي التأم في رام الله ، على عجل وبمن حضر.

كان يمكن لمبادرة الأخ أبو الأديب أن تكون ذات جدوى ومغزى ، لو أنها سبقت انعقاد مجلس رام الله الطارئ ، وسعت في جعله خطوة توافقية بدل أن يكون سببا في إثارة المزيد من الشكوك والمخاوف والانقسامات كما حصل فعلا ، ولكن لا بأس ، والمثل يقول "أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي" ، ليبقى السؤال: هل يمتلك المجلس الوطني قراره بيده ليتخذ مبادرة بحجم استعادة وحدة المنظمة وتفعيلها وإعادة هيكلتها ، فإن كان الجواب بالإيجاب ، فإن السؤال الثاني الذي يطرح نفسه بإلحاح هو لماذا تأخر المجلس كل هذا الوقت عن القيام بمبادرته التوحيدية والإصلاحية هذه ، لماذا غاب عن ساحة الوساطات والمساعي الحميدة التي لم يبق أحد إلا وطرق بابها.

لا نريد أن نكسّر "مجاديف" أحد ، ولقد أراحتني شخصيا كلمات أبو الأديب في خيمة العزاء ، ولا أريد أن أبدو متشائما أو مثبطا للعزائم ، لكنني أود أن أتوجه بالنداء إلى "رئيس الشرعية الفلسطينية" ، بالتصرف من موقعه على رأس هذه الشرعية ، وليس بوصفه عضوا في اللجنة المركزية لفتح ، والتي أعيد انتخابه فيها قبل أسابيع معدودات ، وأن يقدم على اتخاد خطوة تاريخية ، يتوج بها سجله الشخصي وتسجل للمجلس ورئاسته ، وأن يشرع في قيادة تحرك واسع وشامل وضاغط لأعضاء المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير ، من أجل استعادة وحدة المنظمة وضم الجميع تحت راياتها ، وتجديد شبابها وحيويتها وفاعليتها ، وإعادة الاعتبار لدورها التمثيلي للشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات.

إن أكبر إنجاز ينتظره الشعب الفلسطيني من رئيس الشرعية الفلسطينية ، هو أن يسلم راية الرئاسة إلى رئيس منتخب لمجلس منتخب ، يضم الجميع تحت خيمته ، ويؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية ، وهي مهمة ليست يسيرة ، بل ودونها خرط القتاد ، ولكن من قال الطريق إلى المهام الجسام ، مفروشة دائما بالرمل والورود.

قد يرى البعض بأنني ذهبت بعيدا في الخيال والرهان والتفكير الرغائبي ، وقد أكون وقعت في هكذا محظور ، بيد أنني أتساءل في قرارة نفسي ، ما الذي يمكن لرجل في موقع أبو الأديب وتجربته وسنه ، أن يرغب به وأن يتوج بها حياة سياسية كفاحية مديدة ، وهل ثمة أسمى من دور ضاغط على الجميع ، وبذات القدر ، للجنوح إلى كلمة سواء بينهم.

مرة أخرى ، لا أريد أن أبدو متشائما ولا مثبطا للعزائم ، ولكن حذار حذار من أن نكون أمام فصل جديد في لعبة تقطيع الوقت ، تحت مسمى الحوار والمبادرات ، وحذار حذار من الزج بمؤسسة المجلس الوطني في تكتيكات فصائلية وصولا لاستحقاق الانتخابات المقبلة في يناير ، فالمجلس الوطني يجب أن يظل خيمة الجميع وفوق الجميع ، وهو من قبل ومن بعد ، ليس فصيلا ولا ملحقا بفصيل ، وهكذا ينبغي أن تكون رئاسته كذلك.