خبر العنصرية: متى نتعلم قبول الاخر؟..إسرائيل اليوم

الساعة 03:13 م|31 أغسطس 2009

 بقلم: هيلا الفرت

في اليوم الذي حطمت فيه الكنيست رأسها كيف يمكنها بحق الجحيم وقف العنف، وقبل يوم من طي دودو حياته بألم كبير، انطلقت صرخة من مؤتمر صحفي، تجاوزت كل النواب في الكنيست واقترحت حلا. لا تتجولوا مع العرب، كانت رسالة المجندة أ من عملية الفتك التي جرت على شاطىء تل بارو. كيف لم يفكروا في هذا هناك من قبل؟ بالذات في هذه الكنيست يوجد الكثير من الرؤوس التي تفكر على نحو مشابه. ولكن عندها رفع الامر بمنع النشر وتبين بأن من بتر أجساد النساء من رومانيا هو يهودي. من أصل شرقي.

والان، ما العمل؟ أسنقاطع ايضا كل الشرقيين؟

بعد لحظة من ذلك، من الصرخة الكبرى التي انطلقت من جنازة توباز تم الايضاح بأنه ينبغي الابتعاد بالذات عن وسائل الاعلام. هي، وفقط هي تزرع الخراب. ويعلون أعلن بأن السلام الان هي فيروس. وكأنه لا يكفينا انفلونزا الخنازير الهستيرية، يأتي مسؤول كبير في الحكومة ليعلن عن جهة معدية أخرى.

واو واو واو

وعندها جاء يوم الجمعة، وكنت مستلقية للحظة راحة مع صحف السبت. ولمزيد من الآمان ليس هناك عرب في السرير، بل اني حتى عن نصفي المغربي أبقي على مسافة. ولوسائل الاعلام ادير ظهري والرجل الذي الى جانبي لم يكن ابدا نشيطا في السلام الان. فأتصفح الملحق واذا بالنائب يعقوب كاتس (كاتسيلا) يحذر من اليوم الذي يدير فيه المثليون الدولة لان شذوذهم خطر على العموم.

يخيل أنه مع نهاية آب اللهاب فان الاسرائيلي الجديد هو معطر مضاد للعرق مع رائحة واضحة، بنكهة شعبية على نحو خاص، من العنصرية.

المعطرات ضد العرق كهذه هي قمة الموضة الان. جملة متنوعة كاملة بروائح حادة. ايلي يشاي دشن منذ زمن غير بعيد رائحة الشيطان الطائفي: وحدة عوز، التي تتعرض للانتقاد على معاملتها مع المهاجرين، اصدرت، في صيغة محدودة، معطر مضاد للعرق برائحة استوائية: العلاقة بين المهاجرين والجذام. الجميع ينثر البصاق على الجميع.

اسرائيل مغطاة بموجة العنف. العنف الذي يأكل لها الجلد، ويثير فيها الغثيان. وبدلا من جرها الى حمام جدي يعرض عليها الجميع، من المجندة المجرمة وحتى كبار قياداتها، حماما فرنسيا. نثر مضادات العرق العنصرية على عرقها وعلى جراحها.

ولكن سيدي الرئيس، أيها الكنيست المبجلة، أيها المجندات والمجندون، المهاجرون الجدد والمهاجرون القدامى، الغربيون والشرقيون. في عالم الجمال توجد حقيقة بسيطة ينبغي اعطاء الرأي فيها. المعطر المضاد للعرق اذا ما أضيف الى القذارة، مهما كان قويا وناجعا، فانه لا يصمد. يمكنه ان يكذب على العرق، أن يسكر الأنوف، ولكنه في غضون وقت قصير، وبالتأكيد في حر البلاد هذه، سيصبح اكثر نتانة. هذا هو الزمن لاخذ حمام جدي، ولكن ليس هناك من يفتح الصنابير.