خبر على الاقل حاولوا التظاهر..معاريف

الساعة 03:12 م|31 أغسطس 2009

بقلم: نداف إيال

خمسة دور نشر في الولايات المتحدة تلقت الاسبوع الماضي أنباء سارة جدا: نائب الناطق بلسان البيت الابيض روى بأن الرئيس الامريكي أخذ معه خمسة كتب الى اجازته الصيفية في مارتس فنيارد، ويمكنكم أن تعتمدوا على الجمهور الامريكي في أن تحظى كل الكتب الخمسة بمبيعات ذات مغزى كبير في اثناء نهاية الاسبوع. 2.352 صفحة سيقرأ ظاهرا، براك اوباما في اجازته، وهي بالاجمال عشرة أيام، وبينها كتابان دراسيان (الكتاب الجديد لـ توم فريدمان والسيرة الذاتية الجديدة للرئيس جون آدامز)، روايتان (احداها تعنى بالواقع المديني في نيويورك) وقصة جريمة واحدة عن واشنطن.

هذه قائمة مطالعة في غاية التحدي، كما يمكن القول، اذا اخذنا بالحسبان ان براك اوباما أعلن بأنه سيقضي كثيرا من الوقت مع ابنتيه وسيلعب الغولف. وانقسم الصحافيون الامريكيون الى مجموعتين: اولئك الذين المحوا بأنه لا يوجد أمل في أن يكمل أوباما المهمة التي وضعها لنفسه ("ينبغي الأمل في أن يكون مصباح القراءة مارتس فنيارد محصن بالفولاذ"، كما قال ريتشارد وولف من "يو.اس.ايه. تو ديه") واولئك الذين حاولوا اعطاء الانطباع بأن هم ايضا ينهون كتابا سميكا – جو آدامز وحده يقع في 752 صفحة – دون مشكلة. مقدم البرامج المنتفخ جدا في الـ ان.بي.سي، بريان وليامز، اشار الى ان "الحديث يدور عن أكثر من 2300 صفحة، ولكن من جهة اخرى لديه عشرة أيام اجازة". الرسالة: صغير علي.

من المشوق ان نعرف اي نوع من الناس هو أوباما، هل سيبدأ بقصة التوتر أم يبقيها الى النهاية، نوع من التخفيف الانفعالي بعد المزايدة البيئية والروايات الثقيلة. واضح انه حتى لو لم ينهها كلها، فان هدفه قد تحقق. خلافا لجورج بوش، الذي كان يتباهى بشكل عام بقراءة الكتب التي تبرر مفهومه الايديولوجي – مثل كتاب نتان شرانسكي، لنفترض – اثبت اوباما "ذوقا رفيعا" على حد قول المؤرخ الرئاسي دوغلاس برينكلي، الذي اقتبس هو ايضا في صحيفة "تو ديه".

بالطبع، يحتمل ان يكون الحديث يدور عن اعطاء انطباع فقط. قائمة اعدت في جلسات الفريق الاستراتيجي في البيت الابيض وفقا لاعتبارات انتخابية. قائمة مطالعاتك هي موضوع جدي جدا في امريكا: في 1988 تبين ان المرشح الديمقراطي مايكل دوكاكس اخذ معه الى اجازته كتابا يعنى باساليب سويدية لفلاحة الارض، فاوضح بذلك نهائيا بانه رجل جد عملي وعلى ما يكفي على بعث السأم. كان هذا خطأ سياسيا جسيما، ويمكن التخمين بأن أوباما لن يرتكب اخطاء كهذه، حتى لو كانت الكتب المفضلة حقا عليه هي كتب النباتات.

ثمة خيار اخر: يحتمل ان يكون اوباما من نوع الاشخاص الذين يأخذون الى اجازاتهم الكتب كي يشعروا باحساس طيب تجاه انفسهم والتسلي بفكرة المطالعة – في الوقت الذي يكرسون فيه عمليا معظم اوقاتهم في محاولة يائسة للفوز على ميتشل في مباراة الغولف.

وماذا عنا؟ السياسيون الاسرائيليون لا يميلون الى الحديث عن الكتب التي يطالعونها – لا علنا ولا في الاحاديث المغلقة – وهذه الامور تكتب هنا من شهادة شخصية لـ 9 سنوات في مجال التغطية السياسية. يمكن لي ان أحصي على اصابع اليدين عدد المرات التي سمعت فيها شخصية عامة تذكر كتابا قرأته حتى على سبيل المثال، حتى وان كانت كي تثير الانطباع فقط        .

لدينا آلدر – ستيتمان 1، من المشهور انه يميل الى القول انه قرأ كتبا معينة، في الوقت الذي في اقصى الاحوال كان قرأ غلافها. لما كان لا يمكن اثبات ذلك فان اسمه محفوظ لدى اسرة التحرير. ولكن على الاقل شعر بالحاجة الى منح الانطباع بأنه رجل واسع الافاق، يقرأ كتابا. في دولة كلمة "النخب" فيها تشبه بـ "الفيروس" من النائب الاول لرئيس الوزراء، فقد تخلى معظم السياسيين عندنا حتى عن الادعاء.