خبر بعد مُضي 20 يوماً على سلب منازلهم.. آمال أهالي الشيخ جراح تتبدد

الساعة 01:35 م|31 أغسطس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

بعد مُضيّ أكثر من عشرين يوماً على إخراج عائلات الغاوي وحنون من منازلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة لصالح اليهود المتطرفين تبدّدت الآمال بعودتها إلى منازلها المسلوبة، ولم تلح في الأفق أيّة بوادر لحلّ أزمة تشرٌد أفراد العائلات في الشوارع وعلى رصيف الشارع المُقابل لمنازلها المسلوبة.

 

ومع دخول الشهر الفضيل، ومن خلال الاستماع لكلمات المسؤولين، ظنّت العائلات أن مشكلتها في طريقها إلى الحل، ولو بصورة مؤقتة إلى حين عودتها إلى منازلها، وأظهرت معاناتها عبر وسائل الإعلام المتعددة إلى الرأي العام المحلي والعالمي، وبيّنت كيف ينام الأطفال والنساء في الشوارع في صورة مأساوية قد تُسرّع عملية إيجاد حلول مناسبة لها..

 

إلا أن آمال العائلات تضاءلت، خاصة مع دخول الشهر الفضيل والبدء بالدوام المدرسي، وما يترتب على ذلك من مُعاناة مُضاعفة.

 

السلطة الوطنية كانت أجرت اتصالات مكثفة وأرسلت وفداً لكل من تركيا والأردن لجلب الأوراق الرسمية التي تؤكد الملكية الفلسطينية لأراضي الحي المُقامة عليها المنازل الـ 28، إلا أنّ محاكم الاحتلال أبت إلاّ أن تؤكد دورها كأداة احتلالية من خلال رفضها لكل الإثباتات؛ بل وعدم الالتفات إليها ما يؤكد أن الأمر لا يتعلق بنواحٍ قانونية قضائية؛ بل بسياساتٍ عنصرية.

 

العائلات المنكوبة تٌقيم الآن في فنادق وفّرتها لها السلطة الوطنية لتبيت فيها، لكن-وحسب الأهالي– فإن ذلك لا يحل مكان المأوى الدائم، الذي بات مطلب العائلات من كل الجهات المسؤولة، فلسطينياً، وعربيا،ً ودولياً، فيما سارعت وكالة الغوث لمدّ العائلات بحاجات إنسانية يرى فيها أفراد العائلات بأنها لا تلبي الحدّ الأدنى من احتياجاتهم الأساسية والضرورية.

 

ومع مُضي نحو تسعة أيام من شهر رمضان، ومع الإعلان عن بدء الدوام المدرسي يوم غدٍ تتفاقم مأساة هذه العائلات المُشرّدة، ولا يمكن وصف الحال الذي آلت إليه وأطفالها ونسائها.

 

جنى هي ابنة المواطن ماهر حنون، الذي تعرض للعديد من مضايقات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة قبل أن تسطو عليه وتسلب بيته في الحي المنكوب، وهي الآن في الثانوية العامة.

 

تقول جنى لـ'وفا': 'حياتنا باتت لا تطاق، وأين وكيف سأدرس للثانوية العامة؟ ومن سيوفر لي الملاذ الآمن؟.

 

وتضيف: 'في العام الماضي لم أتمكن أنا وشقيقتي الأصغر وضع هلال شهر رمضان المُضيء على باب منزلنا لأن والدنا كان في سجون الاحتلال على خلفية رفضه إخلاء منزلنا، وفي هذا العام أقول لأختي الصغيرة، التي ترغب بوضع الهلال في البيت كسائر العائلات المقدسية، بأنه لا يوجد عندنا باب ولا نافذة لنضع عليها هلال رمضان'.

 

وتساءلت قائلة: 'أين حقوق الطفل في القانون الإنساني العالمي؟ أنا أُخاطب كل صاحب ضمير في العالم بأن يلتفت إلى مأساتنا وأن يعمل على إعادتنا إلى بيوتنا التي سُلبت منا بقوة السلاح لصالح يهود متطرفين تحقيقاً لأهدافٍ عنصرية حاقدة لا يمكن أن تساهم ولا بأي شكلٍ من الأشكال في السلام'.

 

وعن أجواء رمضان، قالت حنون إنها تحاول حبس دموعها أمام العائلة لكنها تنفجر أحياناً لشعورها بالظلم، وأضافت: 'أنا لا أريد إلا أن أعيش كأي طفلة عادية في بيت ومأوى آمن، لافتة إلى أن شعورها بالحسرة ازداد في الآونة الأخيرة مع انخفاض الحراك الشعبي المُتضامن مع العائلات المنكوبة، مُشيدة بمستوى وحجم التضامن الأجنبي'.

 

وأشادت بتعاضد وتكاتف الجيران في الحي مع عائلتها وسائر العائلات المنكوبة، وقالت أنهم يحسّون بنا ويحاولوا التخفيف عنا، ويشعرون أن مصير بيوتهم ومصير عائلاتهم على كف عفريت خاصة أن الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة ما انفكت تؤكد نواياها الخبيثة ومواصلة جهودها لإخراج سائر العائلات الفلسطينية من منازلها في الحي بدعوى ملكية الجمعيات اليهودية لها.

 

وتعود وتتساءل: كيف سيكون حالها وحال العديد من أطفال وطلاب هذه العائلات المُشردة المنكوبة مع بدء العام الدراسي الجديد؟ وتقول: أين جمعيات حقوق الإنسان والضمير العالمي وحقوق الطفل التي نصّت عليها المواثيق الدولية؟.