خبر نتنياهو في المسرح المعتبر.. هآرتس

الساعة 08:29 ص|30 أغسطس 2009

بقلم: تسفي بارئيل

مسرحية نهاية الاجازة الكبيرة لا تدور حول المستوطنات او حول تجميدها ولا حول عملية السلام او المستقبل بحد ذاتها. هذه مسرحية معتبرة باسم "نتنياهو". هو قابل للضغط وقابل لانحناء مرن، شخص فقد كل مبادئه وغش ناخبيه وخان اليمين وفر الى معسكر اليسار. كل هذا لان هذا الشخص "الذي يفتقد للمزايا" يجمد البناء في المستوطنات.

فهل هذه مسرحية تعرض في الشوارع مجددا في كل مرة عندما يبدأ شخص صاحب ايديولوجيا بالتصرف كرجل دولة. عندما يتضح له وكأنه اصيب في صعقة بأن ما يرونه من هنا لا يشبه ما يرونه من هناك فعلا. نتنياهو قد لعب هذا الدور في المرة السابقة التي كان فيها رئيسا للوزراء. هو يتذكر اتفاق  الخليل شفهيا وكذلك عبارة "الدولتين لشعبين" التي تعلم كيف ينطقها قبل اسابيع قلائل فقط. ولكن يجب الاعتراف بان نتنياهو يعرف كيف ينجو بنفسه وهذه ميزة كبيرة. قبل لحظة من التصادم مع الولايات المتحدة والفرقعة الناجمة عن ذلك غير مساره. اجل الثرثارون في اليمين سيطحنونه طحنا. مجلس حكماء "يشع"، وحكومة الظل سيفعلون به الاعاجيب. ولكن نتنياهو قد قدم استعراضه لنا.

الخطر يكمن الان في اغراق الانزلاق نحو هذا المشهد الجانبي ووضع نتنياهو على طاولة العمليات. ولكن ليس هو الحكاية ولا تراجع الايديولوجيا امام الواقع. الايديولوجيات تتفاوض دائما مع زبائنها. السؤال الان هو ما الذي سيحدث لاحقا؟ بعد أن تخرج صناعة "النمو الطبيعي" في المستوطنات في اجازة قصيرة – يجب ان يحين دور المسرحية الحقيقية.

أشهر التجميد ستمر من دون مضمون او هدف من دون خطة امريكية ذكية مصحوبة بمقاولي سياسة متحفزين للتنفيذ، ومن دون شريك فلسطيني مستعد وقادر على التوقيع على الاتفاق، وفي غياب جوقة عربية مؤيدة وداعمة من الوراء. الاسوء من ذلك انه عندما ستنتهي فترة التجميد لن يكون من الممكن اقناع احد ما بتبني فترة التجميد الاضافية.

الصورة الان تذكر بالمصطلح الانجليزي "الجميع يلبسون بصورة أنيقة ولكن ليس هناك مكان يذهبون اليه". نتنياهو يجمد، محمود عباس مستعد لالتقاء به وسلام فياض يصف الدولة الفلسطينية وكأنها ستدخل الى حيز التنفيذ بعد عامين، والاسد يريد المفاوضات والولايات المتحدة حتى كشفت عن انيابها. ولكن هذه صورة جمودية تحتاج الى الحراك. على سبيل المثال ان يسمح قادة قطر وعمان على الفور باعادة الممثليات الاسرائيلية الى بلادهم وان يدعى رئيس وزراء اسرائيل او رئيسها الى المغرب وان يأتي جمال مبارك في زيارة لاسرائيل وان يصرح رئيس وزراء تركيا عن موعد قدومه للقدس. هذه ليست لافتات او خطوات لبناء الثقة وانما جزءا لا يتجزأ من تكتيك ادارة المفاوضات الذي يحظر ابقاء الكرة لفترة طويلة جدا في ملعب الطرف الاخر. اسرائيل تجمد؟ الان دور العرب. على عباس مهمة اصعب: ان يحدد "قدسه" من خلال مساحة تكون مقبولة على اسرائيل وصياغة المعادلة المعقدة التي تحدد مستقبل اللاجئين.

مخزن الصياغات للحل قد شاهد كل شيء والمطالب معروفة والثمن كذلك. خطة أوباما السياسية لا يمكنها ان تبتدع اختراعا استثنائيا. في اخر المطاف وبسرعة سيضطر مراقبو الحسابات السياسيون للجلوس الى الطاولة والتحدث وفق الارقام. ما هو عدد المستوطنين الذين سيبقون في منازلهم من مجموع الـ 300 الف مستوطن. واين سيمر خط الحدود، وكم سيكلف الاخلاء، وكيف يمكن حساب التعويض للاجئين، وما هو عدد اللاجئين الذين سيستوعبون في فلسطين وعدد الذين سيبقون في الدول العربية؟ والجولان ايضا على الطاولة. لن يكون هناك سلام شامل من دون حل الصراع بين اسرائيل وسوريا.

هناك ايضا هامش كبير لخطوات بناء الثقة. ليس من الفلسطينيين تجاه اسرائيل وليس من اسرائيل تجاه الفلسطينيين، وانما من حكومة اسرائيل تجاه مواطنيها والحكومة الفلسطينية تجاه مواطنيها. يجب عرض خارطة اسرائيل الجديدة على الاسرائيليين والتوضيح لهم عن المساحة التي تنوي اسرائيل ضمها وليس ما الذي توشك على "فقدانه" وكأنه يعود لها. هذه ستكون صورة سلبية للدولة الفلسطينية التي سيضطر عباس لبيعها لمواطنيه. هذه خارطة الطريق الحقيقية. من دونها يمكن البدء بطي الصفحات من دفتر اليوميات والانتظار بصبر حتى تمر الـ 9 اشهر من اجل الصحوة على حمل كاذب.