خبر صفقة شليت/ جاء للحي شاب جديد.. يديعوت

الساعة 08:25 ص|30 أغسطس 2009

بقلم: اليكس فيشمان

لم تكن هذه زلة لسان. عندما كشف حسني مبارك النقاب في مقابلة منحها في الولايات المتحدة عن وجود وسيط الماني في قضية شليت – وقعوا عندنا عن كراسيهم. لم يفهم احد ما الذي كان ملحا للرئيس المصري أن يكشف عن هذا السر. كان هناك محللون أعزوا ذلك لسنه الزائد، لرغبته في أن يعجب الأمريكيين وأن يعرض دورا عميقا في مسألة شليت. قوله – بأن المصريين يعتبرون جلعاد شليت وكأنه جندي مصري وقع في الأسر كان لطيفا جدا على الآذان.

في ختام المطاف فهمنا، عندنا، بأن الاعلان عن وجود الوسيط الالماني لم يكن زلة لسان. فقد نبع من الغضب، المهانة بل وحتى التخوف، اذ ان اسرائيل وحماس قد اختارتا اضافة جهة ثالثة جديدة في مسألة شليت.

لمصر دور مركزي في الصيغة لاعادة شليت وذلك لانها جزء من الحل. وكما نشر في وسائل اعلام عربية، تعهدت اسرائيل بتحرير موجة اخرى لـ 500 سجينا آخر اضافة الى الـ 450 الاوائل، كبادرة طيبة من مبارك. وشليت يفترض به ان ينتقل، في المرحلة الاولى الى مصر، ولكن ما أن طلب الطرفان، سواء اسرائيل أم حماس، تدخل الوسيط الالماني، حتى رأيناه بالفعل يدخل الى الساحة.

مصر حساسة جدا لموقفها المركزي في الشرق الاوسط. قضية شليت شكلت لها رافعة، ثبتت مكانتها كجهة رائدة، وسيطة ومصالحة في حلم الشرق الاوسط الجديد لاوباما. الدور في قضية شليت شكل لها مجالا لتقدم مصالح أخرى – حيال حماس في المجال الفلسطيني الداخلي، حيال اسرائيل في مجال المسيرة السلمية وما شابه. وفجأة يقولون لهم: يوجد شخص آخر.

مصر ليست الاولى التي شعرت بالاهانة. نحن لا نزال نذكر الصخب الذي اثاره الاتراك بعد أن "خربت" اسرائيل مساعي الوساطة التي قاموا بها حيال السوريين وحيال الفلسطينيين. للاتراك ايضا، توجد مصلحة صرفة لدس قدم في المنطقة كلاعب رائد. منذ ان افشلت اسرائيل، برأيهم، الخطوة – فانهم لا يكفون عن الشتم. مجموعة من السيناتوريين الامريكيين وصلت الى اسرائيل قبل نحو شهر مصابة بالصدمة بعد زيارة الى تركيا. فقد جلسوا مع وزير الخارجية التركي، ارادوان يتحدثوا معه عن الوضع في المنطقة، ولكن المرة تلو الاخرى ببساطة هاجم قائلا: الاسرائيليون مذنبون، الاسرائيليون أنذال. دون صلة بالاسئلة.

حتى وقت أخير مضى كان هناك تخوف في اسرائيل من ان ادخال الاوروبيين الى المفاوضات على شليت سيستدعي ايضا حوارا سياسيا مع حماس. ما أن أزيل هذا الحاجز، حتى دخل الى الصورة شخص لا يبحث عن مكاسب، ليس له عطف خاص نحو أي من الطرفين – شخص مهني بعثت به المستشارة لتنفيذ مهمة دبلوماسية حساسة.

يدور الحديث عن شخص ابداعي جدا، مجرب جدا، وفجأة يخيل ان شيئا ما قد تحرك.

فليكن واضحا، لم يتغير أي شيء في البنية الاصلية للصفقة، ولكن جملة المصالح السياسية التي ركبت الموجة أزيحت جانبا، وفتحت بضع سدادات في الطريق حتى الان.

ينبغي المواصلة في اخذ جانب الحذر في التفاؤل: لعله من هذا ايضا لن يخرج شيء في المستقبل القريب، ولكن الدرس المركزي الذي ينبغي لاسرائيل ان تسجله لنفسها هو: وسيط، في مجال انساني حساس بهذا القدر، يجب ان يكون رجل مهني وليس دولة. منذ الان واضح انه بالوتيرة التي يعمل فيها وبالافكار التي ينتجها يمكنه ان يوفر بضعة فصول طويلة من التلبث في المفاوضات.

 تجدر الاشارة انه لا يكفي وسيط، اذا لم يكن هناك زعامة شجاعة، تأخذ القرارات غير الشعبية، نأمل أن تكون هذه موجودة اليوم.