خبر سياسة مسطحة سيطرت علينا.. معاريف

الساعة 08:50 ص|27 أغسطس 2009

بقلم: ليمور سميميان – دراش

بلغ الاجماع الاسرائيلي ذروته هذا الاسبوع. فقد جند الجميع انفسهم لمواجهة مقالة في صحيفة صفراء سويدية، مشاركين بسهولة بالسياسة الواضحة لـ : هم ونحن، الاخيار والاشرار. لكن الحالة السويدية اكدت فقط السياسة المسطحة التي سيطرت علينا، التي يبعد بمقابلتها كل تعبير عقائدي لا يتجه الى القاسم المشترك الاوسع.

هكذا كان الرد على اقوال بوغي يعلون في الاسبوع الماضي. ان يعلون غير المشارك في موت العقائدية الصهيونية، اجترأ على ان يتكلم على حق الشعب اليهودي في استيطان جميع اجزاء ارض اسرائيل. يمكن الا نوافقه على مواقفه، لكن بدل ان ننعش انفسنا لوجود مقالات عقائدية من هذا القبيل، نهاجم مجرد التعبير عنها.

هذا الاسبوع، مع سفر رئيس الحكومة نتنياهو الى لندن، نحظى بدفن عقائدي آخر. ان منتدى الستة يوافق على تجميد المستوطنات قبل بدء التفاوض. بقي "النقاش" حول مدة التجميد. بدل نقاش كهذا، تصبح قضية الاستيطان قضية تقنية لـ "مبلغ المدة". وكذلك قيل بفخر ان نتنياهو لم يتخل من مطلبه بديلا سعوديا عوضا من هذه الخطوة. اي ان القضية العقائدية اصبحت مسألة "بكم يمكن بيعها؟"، او هل ستطير شرطة العال في سماء السعودية.

كان يمكن مثلا اتخاذ قرار عقائدي مختلف واعلان نهاية الاستيطان في يهودا والسامرة. لا يوجد بناء بعد، حسم الامر. لكن الحسم المبدئي تأييدا او معارضة لحقنا في السكن هناك يحل محله كسور اتفاقات، وافكار تكنواقراطيين، ولا يعرض موقف عقائدي واضح. وعندما لا يكون الحديث عن قضية مبدئية، يسقط كل شيء مثل برج من الاوراق: اذا وجد تجميد فماذا ستكون حدوده؟ أنجمد في يهودا والسامرة ولا نفعل في القدس؟ أنجمد في معاليه ادوميم ولا نفعل في بسغات زئيف؟ واذا كان ذلك لثلاثة اشهر فلماذا لا يكونوا لتسعية؟ وماذا سيحدث بعد ثلاثة اشهر؟ هل سيجرؤ احد على اعلان تجديد البناء، لمجرد ان المدة قد انقضت؟ واذا كنا نتخلى من جهة عقائدية، فلتكن التضحية على الاقل من اجل مبدأ عظيم الاهمية مختلف مثل سلام حقيقي. في هذه القضية يمكن ان نتعلم من سلوك حكومة بيغن. فبعد بدء المفاوضة مع المصريين، قررت الحكومة تحت ضغط اريئيل شارون، ان توسع الاستيطان في سيناء وان تستمر على توسيع البناء في يهودا والسامرة وغزة. حدث كل ذلك بعد خطوات السادات البعيدة المدى، وبعد ان خطب خطبته وقال انه سيكون "مستعدا للمضي الى اقصى العالم" لمنع حرب اخرى وبعد زيارته التاريخية كنيست اسرائيل. كانت التفضلات واضحة. كان الطريق الى السلام ممهدا (كان الواقع يختلف تماما عن موقف السلطة الفلسطينية من اسرائيل اليوم). ومع ذلك كله دار جدل عقائدي شديد واستمر البناء.

بعد ذلك بسنة فقط، في قمة كامب ديفيد، وافق بيغن على وقف البناء في المناطق ثلاثة اشهر فحسب. لا كشرط لبدء مفاوضة مع من هو غير مستعد للاعتراف بوجود دولة يهودية، بل كجزء من سلام نهائي حقيقي.