خبر النقد هو حصانة.. هآرتس

الساعة 08:47 ص|27 أغسطس 2009

بقلم: أسرة التحرير

بنيامين نتنياهو تسلق في سلم السياسة الاسرائيلية، من ملحق في واشنطن وحتى رئاسة الوزراء، وذلك اساسا بفضل مجده كفنان "اعلامي". طلاقته بالانجليزية وكفاءاته الخطابية جعلته متحدثا مطلوبا في شبكات التلفزيون الاجنبية. خطه كان عدوانيا: صد المزاعم ضد اسرائيل بمزاعم مضادة للعرب ومؤيديهم. ولكن يبدو احيانا أن نتنياهو يتشوش بين دوره كزعيم الدولة وبين تجربته كرجل دعاية. هكذا حصل لرئيس الوزراء أول أمس في لندن في هجومه على منظمة "نحطم الصمت".

كان لنتنياهو ثلاثة ادعاءات أساسية ضد  "نحطم الصمت": المنظمة تعمل في اسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في المنطقة التي لديها جهاز قضائي يحقق دون مواربة، حتى مع الجيش الاسرائيلي؛ المنظمة تتلقى تمويلا من حكومات اجنبية، بما فيها حكومة مضيفه، غوردون براون (نتنياهو لم يقل انه طلب من براون الكف عن ذلك، واذا كان هكذا، فماذا كان رده)؛ وانها لا توجه انتقادها للمحافل المناسبة، كحكم حماس في غزة و "انظمة اخرى في الشرق الاوسط".

بوضعه اسرائيل على ذات المستوى الاخلاقي مع حماس والانظمة في الدول العربية وفي ايران شهر نتنياهو وبغير حق للديمقراطية الاسرائيلية. حصانة الامة منوطة ليس فقط بقدرتها على الحرب ضد اعدائها بل باستعدادها للانصات لاصوات النقد من الداخل. "نحطم الصمت" تعمل كي ترفع الى علم الجمهور تفاصيل عن سلوك الجيش الاسرائيلي في غزة، اخفتها المنظومة الرسمية. الديمقراطية التي يتباهى بها نتنياهو تبنى ايضا بانفتاحها على سماع مواقف اخرى، وليس فقط ترديد الخط الحكومي.

حسب نهج نتنياهو مسموح انتقاد الحكومة ونشاطها، بما فيها النشاطات العسكرية، فقط من جانب واحد، كفاحي ومتسامح. التمويل الاجنبي مسموح تلقيه من جمعيات تقرع طبول الصراع تستقر على مسافات بعيدة فقط في صالح المستوطنات التي تعرض الامن والسلام للخطر، وليس من أجل التحذير من المظالم. في الانظمة الطاغية التي يندد بها نتنياهو لا تعمل منظمات مثل "نحطم الصمت" ومن يشكك بفهم الحكم يعاقب. من الصعب التصديق بان رئيس الوزراء يحسد قوة حكام آخرين في المنطقة وقدرتهم على اسكات منتقديهم. اذا كان هكذا يبدو بطل الخطابات المصقعة خسارة انه حطم صمته.