خبر حماس: فرض الحجاب بمدارس غزة « اجتهاد شخصي »

الساعة 05:56 م|24 أغسطس 2009

حماس: فرض الحجاب بمدارس غزة "اجتهاد شخصي"

 

كشفت مصادر تربوية فلسطينية عليمة في غزة لـ"إسلام أون لاين.نت" إن هناك ما يمكن اعتباره "قرارا غير معلن" من جانب الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بفرض الزي الشرعي على طالبات المرحلة الثانوية في مدارس غرب مدينة غزة وبنقل المدرسين أو الإداريين الرجال من مدارس البنات في المدينة.

من جانبها، نفت الحركة صدور قرار بشأن فرض الزي الشرعي على طالبات المرحلة الثانوية في مدينة غزة، غير أن مسئولا بوزارة التربية في حكومة إسماعيل هنية ألمح بوجود قرار بتأنيث هيئة التدريس في مدارس البنات، وفسر الوقائع التي أفادت بإلزام إدارات بعض المدارس للطالبات مع افتتاح السنة الدراسية بارتداء الزي الشرعي بأنها "اجتهاد شخصي" من بعض المديرات.

 

وفي الوقت الذي نفى مديرون في مدارس بشرق غزة تلقيهم أي أوامر رسمية بهذا الخصوص، أكد فريق آخر من المدرسين والطالبات في غرب غزة لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه تم البدء في تطبيق ما يمكن اعتباره "قرارا غير معلن" بفرض الزي الشرعي مع أول يوم دراسي في مدارسهم الواقعة في هذه المنطقة أمس الأحد 23-8-2009.

 

وتقول مصادر تربوية رفضت الكشف عن هويتها إن تركيز حكومة حماس على مدارس غرب غزة، التي توجد بها أحياء تقطنها الطبقات الميسورة، يعود لسلوكيات تصفها الحركة بـ"الحرية الزائدة" لعدد من الطالبات، وارتدائهن ملابس ضيقة في هذه المنطقة، فضلا عن شكاوى من تعلق بعض الطالبات بأساتذتهن من الشباب، وهو ما جعلها تمنع وجود المدرسين الرجال في تلك المدارس.

 

لا إلزام بالحجاب

 

وفي شرق مدينة غزة، نفت سهـام رجب مديرة مدرسة "الزهراء" الثانوية للبنات وصول أية نشرة تتحدث عن إلزام الطالبات بـالزي الشرعي (الجلباب والحجاب).

 

وقالت في حديثها لـ"إسلام أون لاين.نت"، وهي تشير بيدها إلى طالبات يرتدين الجينز (زي طالبات الثانوية المعتاد المكون من تنورة وقميص): "جاء العديد من الطالبات يرتدين الجينز ولم يتم منعهن من الدخول والجلوس على مقاعد الدراسة.. لا ثمة قرار وصلنا يلزمهن بارتداء الحجاب".

 

ومع تشديدها على أن غالبية الطالبات في مدرستها جئن أمس وقد ارتدين الجلباب والحجاب فإنها أكدت أن من ارتدت الجينز ولم تغط شعرها وهن قلائل لم يتعرضن لأية مساءلة أو عقاب.

 

وحول قرار تأنيث مدارس الطالبات قالت مديرة مدرسة الزهراء إن مدرستها بها اثنان من المدرسين الرجال، ولم يصدر قرار بنقلهم، كما أن هناك خمسة أساتذة لمواد أساسية في الفترة الصباحية ولا زالوا على رأس عملهم.

 

ومن جانبها قالت مديرة لمدرسة أخرى في شرق غزة رفضت الكشف عن هويتها إن مدرستها ضمت العديد من الطالبات اللواتي يرتدين الجينز، مشيرة إلى أنه لم يتم معاقبة أي منهن.

 

وأضافت: "نحن مجتمع تلتزم فيه جل الفتيات اللائي يصلن للمرحلة الثانوية بالحجاب، وقد يرحب العديد من أولياء الأمور بهذه الخطوة (فرض الزي الإسلامي) حال تطبيقها، أما تأنيث المدارس فبنظري هو قرار غير صائب لو تم تنفيذه".

 

تغـريد حيدر طالبة بالثانوية العامة في مدرسـة شعبان الريس شرق مدينة غـزة قالت بدورها لـ"إسلام أون لاين.نت": "ارتديت الجلباب من نفسي ولم يفرضه عليّ أحد، وذهبت للمدرسة بهذا الزي، ولكن هناك الكثير من الطالبات اللواتي يرتدين الجينز".

 

وعن "تأنيث" المدرسة قالت تغريد: "هناك مدرسون رجال في مدرستنا.. ولم أسمع بتأنيث ولا تذكير".

 

"الجلباب وإلا.."

 

وفي وقت كانت فيه الأصوات شرق غـزة تنفي أخبار التأنيث والحجاب ارتفعت وبقوة حناجر طالبات في مدارس غرب غزة (الأحياء الراقية) تؤكد وجود مثل هذا القرار، مشيرات إلى أن هناك مدارس أغلقت أبوابها في وجه كل طالبة كانت ترتدي الجينز أو لا ترتدي الحجاب.

 

نيفين طالبة الثانوية بمدرسة بشير الريس الثانوية للبنات (غرب) أكدت أنها تعرضت هي وشقيقتها للتوبيخ الحاد بسبب ارتدائهما "الجينز" وقالت إن المديرة أجبرتها على التوقيع بعدم دخول المدرسة إلا وهي ترتدي الجلباب.

 

وانتقدت ريم الطالبة في الثانوية العامة "التوجيهي" خلو مدرستها "أحمد شوقي للبنات" من أي مدرس وقالت لـ"إسلام أون لاين.نت": "فوجئنا بأن المدرسـة كلها بنات ومدرسات وأنها مؤنثة بالكامل.. سألنا عن مدرس الجغرافيا والإنجليزي فقالوا إن هناك قرارا بنقلهم جميعا إلى مدارس البنين"، وقد حل محلهم مدرسات إناث.

 

تلتقط صديقتها طرف الحوار وتضيف بنبراتٍ حادة: "لماذا هذا القرار؟ أطالب رئيس الحكومة إسماعيل هنية بالتدخل شخصيا لمنع سريان هذا القرار.."، وتستدرك بلهجة عامية: "ماشي جلباب وممكن نلبس.. بس يشيلوا أساتذة عباقرة.. والله حرام".

 

وتؤكد ليلى إحدى المدرسات في مدرسة بشير الريس أن جميع الطالبات في المدرسة باستثناء المسيحيات منهن ارتدين الزي الشرعي، وقالت إن مديرة المدرسة أجبرت الطالبات اللواتي جئن بالجينز على العودة وعدم دخول المدرسة إلا بالجلباب.

 

وقالت طالبات في الثانوية إنهن فوجئن بملصق إعلاني على مدخل مدارسهن في غرب غزة موقّع من إدارات تلك المدارس جاء فيه: "إعلان هام للطالبات بخصوص الزي المدرسي للعام الجديد 2009- 2010 شروط الزي المدرسي جلباب كحلي فقط، الإيشارب أبيض أو شيلة بيضاء (...) وحذاء أسود أو أبيض، نرجو من جميع الطالبات التزام الشروط المعلنة".

 

"اجتهاد شخصي"

 

وفي حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" نفى وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة الدكتور يوسف إبراهيم وبشدة أن تكون وزارته قد قررت فرض الزي الشرعي على طالبات الثانوية أو أن تكون بصدد فرضه.

 

وأضاف إبراهيم: "نؤكد تأكيدا رسميا أنه ليس هناك أي قرار بفرض الجلباب على طالبات الثانوية أو إلزامهن بأي زي على الإطلاق، وأن زيهم هو المعتاد والمتعارف منذ سنوات (الجينز)".

 

غير أنه ردا على سؤال بشأن تهديد بعض إدارات المدارس لطالبتها وتأكيدها على ضرورة حضورههن بالزي الشرعي، قال: "ربما اجتهدت بعض المديرات في اتخاذ هذا القرار، لكننا نؤكد لكل الطالبات أن إمكانهن ارتداء زيهن المعروف، وأن التربية لم تفرض زيا جديدا عليهن، وبإمكان أية طالبة أو ولي أمر مراجعة الوزارة إن كان هناك أي تهديد ونحن في الوزارة سنقوم بمراجعة الأمر".

 

وحـول تأنيث مدارس البنات، قال إبراهيم إن الوزارة أصدرت قرارا بشكل غير مباشر بهذا الصدد وتابع: "القرار تربوي بالدرجة الأولى للمحافظة على خصوصية الطالبات، ولكن هذا لا يعني تطبيقه في جميع المدارس، هناك مدارس ستضم بين أروقتها مدرسا أو أكثر، وهناك من ستخلو بالكامل، ذلك الأمر يخضع لأكثر من اعتبار، لكنه في النهاية سيصب لمصلحة الطالبات".

 

ولم تستبعد مصادر فلسطينية عليمة ومراقبون أن تكون حماس أصدرت قرار فرض الزي الشرعي على طالبات الثانوي، لكنها تفضل عدم الإعلان المباشر لهذا القرار لتجنب اتهامها من قوى غير إسلامية في قطاع غزة بأسلمة المجتمع بالقوة، خصوصا بعد المواجهات الدامية التي خاضتها قبل أكثر من أسبوع مع جماعة "جند أنصار الله" من التيار السلفي الجهادي.

- علا عطا الله -إسلام أون لاين