خبر مصدر: نبيل عمرو لم يكن ضمن النماذج التي دعمها عباس في انتخابات اللجنة المركزية

الساعة 05:42 ص|20 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

ابلغت السلطة الفلسطينية رسميا الحكومة المصرية بانتهاء اعمال ومهام السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو على امل الانتظار لتعيين سفير جديد في مصر خلفا لعمرو الذي انسحب طوعا من موقعه الدبلوماسي بسبب ملاحظات شخصية سجلها على مسار الانتخابات في المؤتمر الحركي السادس الاخير وبسبب اعتبارات سياسية اخرى.

 

وارسل وزيرالشؤون الخارجية الفلسطيني في حكومة رام الله الدكتور رياض المالكي رسالة رسمية لوزارة الخارجية المصرية يبلغها فيها بالوضع الجديد للسفارة الفلسطينية في القاهرة، وتضمنت الرسالة نصا واضحا يقول بانتهاء اعمال السفير عمرو الذي عين في هذا المنصب قبل فترة وجيزة.

وزار السفير عمرو الاراضي الفلسطينية ويفترض ان يعود اليها خلال ساعات بعد زيارة وداعية واخيرة وفقا للاصول البروتوكولية.

وقالت مصادر في مكتب الرئيس محمود عباس ان السفير عمرو اجتمع قبل زيارته الاخيرة للقاهرة بالرئيس عباس واستأذنه في الانسحاب من موقعه الدبلوماسي ورغم ان الرئيس حاول ثنيه عن القرار الا انه وافق في المحصلة على الامر وكلف الوزير المالكي بمخاطبة السلطات المصرية رسميا.

ولا يتوقع ان يبادر عباس لتعيين سفير جديد في مصر في وقت قرب جدا على امل معرفة وتحديد بوصلة واتجاه جولات الحوار الجديدة التي ترعاها القاهرة تحت عنوان المصالحة الوطنية مع حركة حماس وبعض الفصائل.

ويعتقد على نطاق واسع بان السفير عمرو كان قد قرر الاستقالة من منصبه الدبلوماسي في وقت مبكر وقبل المؤتمر الحركي الاخير، لكنه تحدث عن عمليات اقصاء وتجاوزات تخللتها الانتخابات وسجل عليها ملاحظات احتجاجية لم يطورها لتصبح موقفا سياسيا معلنا كما فعل آخرون.

وتقدم السفير عمرو قبل مغادرته لموقعه بعدة تقارير ومذكرات رسمية تحتوي تقييماته لجولات الحوار والمصالحة مع حماس لكن مقربين من الرئيس عباس نقلوا عنه الاشارة عدة مرات لشعوره بضعف استجابة مؤسسة الرئاسة لملاحظاته الرسمية كسفير لفلسطين يمثل ايضا مؤسسات الشعب الفلسطيني وليس فقط وزارة الخارجية الفلسطينية، الامر الذي دفعه حسب المصادر لمغادرة موقعه الرسمي دون الانسحاب من المعادلة الرسمية الفلسطينية وبعد الاتفاق مع الرئيس محمود عباس ودون الذهاب باتجاه اصدار بيانات سياسية .

لكن المتداولين بقصة انسحاب السفير عمرو في اوساط المقاطعة في رام الله يشيرون لمشاعر سلبية وشخصية عند الرجل بسبب ما يصفه مقربون منه 'الاجحاف' الذي تعرض له من قبل مؤسسة الرئاسة، حيث لم يكن عمرو بين النماذج والشخصيات التي دعمها الرئيس عباس ووضع ثقله خلفها في انتخابات اللجنة المركزية التي كان مرشحا لها وخسرها بعدما امتنع عباس ومحيطه عن دعمه في العمل والترويج وحتى التصويت.

ويؤكد هنا قيادي مهم في اقليم القاهرة لـ'القدس العربي' ان السفير عمرو كان في الانتخابات الاخيرة تماما خارج حسبة دعم الرئيس عباس ولم يكن من المحظيين بدعم مؤسسة الرئاسة رغم ان عمرو شخصيا دفع ثمنا مرتفعا بسبب علاقاته قبل سنوات بالرئيس عباس في ايام الراحل ياسر عرفات.

ونقلت المصادر ايضا عن الرئيس عباس قوله للسفير عمرو انه سيبقى قريبا في كل الاحوال وان السلطة تحتاج لرأيه واستشارته علما بان الرجل مرشح لتولي جانب مهم من مفاوضات المصالحة والحوار مع حماس رغم ملاحظاته في هذا الاتجاه.

ويحصل ذلك فيما تتواصل الاستقطابات بين الخاسرين من ضحايا تحالفات مؤسسة الرئاسة في الانتخابات الاخيرة وتنشط حلقة الاتصال نسبيا بين فاروق القدومي واحمد قريع (ابو العلاء) فيما تتفاعل يوميا حدة الآراء الناقدة او الناقمة خصوصا بعدما فرضت التوليفة الانتخابية للجنة المركزية نفسها على واقع انتخابات المجلس الثوري.

وزاد القدومي اتصالاته الهاتفية من خارج البلاد طوال الايام القليلة الماضية مع الغاضبين او الخاسرين في الانتخابات وبدأ يقترح بلورة موقف جماعي او شبه تيار عارم يعارض نتائج الانتخابات، لكن اتصالات القدومي لا تلقى المساندة من شخصيات بارزة في الحركة داخل وخارج فلسطين بعد.