خبر مجلة أمريكية ترجح أن يكون عمر سليمان المرشح الأقوى لخلافة مبارك

الساعة 09:47 م|19 أغسطس 2009

فلسطين اليوم- وكالات

أكدت مجلة فورين بوليسي الأميركية اليوم الأربعاء أن رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان هو المرشح الأوفر حظا لخلافة الرئيس حسني مبارك وليس نجله الأصغر جمال مبارك الذي يترأس لجنة السياسات النافذة في الحزب الوطني الحاكم.

 

وقالت المجلة إنه بالرغم من أن جمال يصحب والده في زيارته إلى واشنطن بالرغم من أنه لا يحمل منصبا رسميا في الحكومة المصرية فإن عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية وأحد أعضاء الوفد المصاحب لمبارك يظل البديل الأكثر احتمالا مقارنة بجمال.

 

ووصفت المجلة سليمان البالغ من العمر 73 عاما بأنه 'عضو في مجموعة نادرة من المسؤوليين المصريين حيث تقلد منصبا عسكريا وحصوله على رتبة لواء بخلاف منصبه السياسي باعتباره عضوا في مجلس الوزراء بالرغم من حضوره النادر لاجتماعاته'.

 

وأكدت أن كل رئيس لمصر منذ عام 1952 انتمى للمؤسسة العسكرية التي تظل ، بحسب المجلة، أكثر المؤسسات قوة في مصر بمختلف المقاييس.

 

واعتبرت أنه بالرغم من أن غالبية التكهنات في مصر تركز على جمال البالغ من العمر 45 عاما كخليفة محتمل لوالده بالنظر إلى صعوده السياسي منذ أوائل العقد الحالي فإن الواقع يظهر أن ذلك الصعود كان سببا في انطلاق حركة معارضة جديدة باسم 'كفاية' لحشد الرأي العام ضد خلافة مبارك الابن لأبيه حتى في ظل اعتقاد الكثير من المصريين بأن الرئيس القادم سوف يكون من الجيش وليس من خارجه وهو ما يعني ، بحسبهم، أن سليمان هو المرشح الأكثر قوة للرئاسة. 

 

وقالت المجلة إن ثمة شعورا بأن تكرار النموذج السوري لوراثة السلطة في مصر من شأنه أن يتسبب في انطلاق مرحلة من عدم الاستقرار في مصر باعتبار أن توريث السلطة من شأنه أن 'يشكل مهانة لهذا البلد الذي يدعى الزعامة العربية '.

 

وأضافت أن سليمان يعد من أقوى الشخصيات في الشرق الأوسط كما أنه يشترك مع مبارك في الكثير من الأمور حيث يمتلك كل منهما خلفية عسكرية كما التحق كل منهما بأكاديمية فرونز العسكرية السوفيتية في الستينيات خلال فترة التحالف بين مصر والاتحاد السوفيتي السابق كما شاركا في حربي 67 و73.

 

وأشارت المجلة إلى أنه بعد قيام مصر بالتحالف مع الولايات المتحدة لاحقا قام سليمان بالسفر إلى الولايات المتحدة وحصل على تدريب في مدرسة ومركز جون كينيدي للحروب الخاصة في ثمانينيات القرن الماضي كما ارتبط بصلات جيدة مع الاستخبارات الأميركية والمسؤوليين العسكريين في الولايات المتحدة.

 

وقالت إن رئاسة سليمان للاستخبارات المصرية منحته خلفية سياسية كبيرة إضافة إلى خلفيته العسكرية بالنظر إلى أن الاستخبارات في مصر تجمع بين الحصول على المعلومات مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ومكافحة الإرهاب مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI والضلوع بمهام حماية الرئيس وممارسة مهام دبلوماسية عالية المستوى على غرار وزارة الخارجية الأميركية بخلاف مراقبة الأجهزة الأمنية المصرية للحيلولة دون أي محاولة انقلابية من الداخل.

 

وأضافت فورين بوليسي أنه بالرغم من أن شخصية رئيس الاستخبارات المصرية كانت أمرا سريا في السابق فإن سليمان شكل استثناء حين تم الكشف عن هويته بعد عام 2001 وشرعت الصحف الرسمية في نشر صوره في أماكن بارزة يتم تخصيصها عادة للرئيس مبارك كما تم إبراز أخباره بشكل لافت

 

وأشارت إلى أن سليمان تدخل في ملفات مثل الحروب الأهلية في السودان والخلاف بين العاهل السعودي الملك عبد الله والزعيم الليبي معمر القذافي على خلفية اتهام السعودية لليبيا بمحاولة اغتيال الملك عبد الله فضلا عن قيامه بممارسة ضغط على سوريا لوقف التدخل في لبنان والابتعاد عن إيران علاوة على قيامه بدور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهي القضية التي اعتبرتها المجلة أكثر عناصر الأمن القومي المصري أولوية. 

 

واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن احتمالات فوز جمال بالسلطة تظل قائمة مع إقدامه على الإبقاء على سليمان في منصبه كقوة خلف العرش، على حد قولها، أو كضامن لمصالح المؤسسة العسكرية.

 

 

 

وقالت إن الجدل حول المفاضلة بين جمال وسليمان لخلافة مبارك لا يقدم تغييرا للحالة الراهنة في مصر فكلا المرشحين لا يطرح 'عقدا اجتماعيا جديدا' يطالب به العديد من المصريين البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة عبر العديد من الإضرابات والاحتجاجات.

واعتبرت المجلة أن الجدل حول جمال وسليمان يعكس أكثر من أي شئ آخر تضاؤلا لآمال المصريين البسطاء بأن خلافة مبارك ستكون ديمقراطية.