خبر « أكرم منصور ».. ثالث أقدم أسير فلسطيني مدرسه في الصمود ونفس أقوى من السجان

الساعة 11:02 ص|18 أغسطس 2009

"أكرم منصور".. ثالث أقدم أسير فلسطيني مدرسه في الصمود  ونفس أقوى من السجان

 

 فلسطين اليوم- رام الله

ثلاثون عاماً بالتمام والكمال هي التي أمضاها الأسير أكرم منصور ثالث أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، "الوحش" كما يطلق عليه الأسرى لشدته وغلظته مع السجان والمحتل وعدم تهاونه معهم بالرغم من العقود الثلاثة التي أمضاها ويمضيها فارس حكايتنا .

 

الأسير أكرم منصور من مدينة قلقيلية مضت به الأشواق 30 عاما توقا للحرية  في ذكرى دخوله العقد الثالث في الأسر، حاور مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان  عائلة الأسير وكان أول ما قالت العائلة مقوله للأسير أكرم منصور قال فيها حينما سؤل عن الحري أو الإفراج عن احد الأسرى القدامى قال" لو خيروك بين الحرية وبين أن يخرج أسير آخر غيرك محكوم عليه مدى الحياة فماذا تختار ؟قال اختار أن يخرج الأسير الآخر لان ما بقي لي من الأسر قليل وغيري يحتاج إلى من يخرجه من ظلمة السجن " هذا ما تعلمه الأسير أكرم منصور خلال تجربته الاعتقالية المستمرة بان يضحى ببعض حريته في مقابل أن ينالها غيره.

 

البطاقة التعريفية

بتنهيده ملأها الشوق والحنين بدأت  شقيقته بسرد بطاقته التعريفية لمركز أحرار حيث قالت :" ولد  في مدينة قلقيلية عام 1962  في أحضان أسرة مكونة من 15 فردا وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الوكالة وما لبث إلا أن خرج منها نتيجة صعوبة الظروف المعيشية والتحاقه بالعمل مع والده ضمن أعمال البناء ".

 

وتتابع :" كان اكرم يتمتع بالعديد من الصفات الحسنة في طفولة وأول أيام شبابه حيث كان حنونا عطوفا متعاونا مع الجميع معتمدا على ذاته وفي نفس الوقت كان كتوما ولديه ألغيره على أرضه وشعبه وهذا ما جعله ينخرط في المقاومة الفلسطينية السرية آنذاك ".

 

الاستيلاء على باص

وأضافت  شقيقته للمركز الحقوقي أحرار وردا على الاجتياح الإسرائيلي الذي عرف بالليطاني عام 1979 أقدم على تنفيذ عملية عسكرية ضد دولة الاحتلال حيث قام بالاستيلاء على حافلة إسرائيلية من محطة تل أبيب الرئيسية  وفي أعقابها قامت قوات الاحتلال باختطافه بتاريخ 2/8/1979  ومكث على أثرها ما يقارب ثمانية شهور وهو يخضع للتحقيق القاسي متنقلا من سجن إلى أخر لحين وقت المحاكمة حيث صدر بحقه حكما بالسجن لدة35عاماً بتاريخ 16/3/1980 .

 

وتقول :" لم تتوقف معاناة أكرم بعد إصدار الحكم فقد تفننت قوات الاحتلال وسلطات السجون في محاولة النيل من عزيمة وقوة أكرم حيث عمدت إلى احتجازه مع الأسرى الجنائيين والمدنيين عدا عن رحلات التنقل الصعبة والاحتجاز الطويل في زنازين العزل كما حصل معه في سجن جنيد بنابلس ".

 

 وتشير(لأحرار) إلى أن أكرم وبعد إصدار الحكم ضده باشر بإجراءات الدراسة للحصول على شهادة الثانوية العامة وهذا ما تحقق له .

 

وفاة الوالدين

في رحلته الطويلة في الاعتقال  التي كانت والدته ووالده يقتسمان معه لحظات الأمل والألم، كان قدره أن يكون على موعد مع فراقهما وهو خلف القضبان  وتشير  شقيقته إلى أن  الوالدين توفيا بعد اعتقاله وتضيف :" فالأم بقيت تتحسر على البعد والفراق إلى أن وافتها المنية في عام 1988 وأما الوالد فهو الآخر بقي ينتظر اللحظات ليكحل عينيه برؤية ابنه حرا طليقا إلى انه هو الأخر لم يكتب له بعد انو توفي في عام 1998 وقبل شهور قليلة انتقلت احد شقيقاته المقيمات في الأردن إلى جوار ربها دون أن تتمكن من رؤيته منذ زمن بعيد ".

 

وتردف :" ويعاني أكرم المعتقل حاليا في سجن النقب الصحراوي العديد من المشاكل الصحية وفي مقدمتها بان السمع أصبح خفيف بعد أن تعرضت أذنيه إلى الضرر الكبير نتيجة التعذيب هذا بالإضافة إلى أن احد أصابع يده بمثابة المنتهي ولا يتحرك وغير ذلك فلم يتبق في فمه إلى أربعة أسنان بعد ان تعرض للضرب عليها وبالتالي خلعها وسقوطها عدا عن غياب العناية الصحية وتلاشي أي إنسانية من قبل إدارات سجون الاحتلال ".

 

مشاهد في الذاكرة

وتشير إلى أن شقيقها ما زال يستذكر صور محفورة في ذاكرته ومشاهد مهينة من مشاهد التعذيب التي تعرض لها حيث تقول:" في احد المرات قام السجانون برمي طبق المعكرونة على الأرض وأرغموه بالقوة على الأكل منه ورافق ذلك الضرب والاهانة كما أنهم قاموا في احد المرات بسكب دلو ملئ بالبول على رأسه وبعد إن تقدم بشكوى للإدارة اجبروه هو وبعض الأسرى على التعري ومن ثم بادروا بسكب الماء عليهم بصورة تدلل على إجرامية هذا المحتل وغياب إنسانيته ".

 

وتذكر بان معظم أخواتها وحتى إخوته ما زالو محرومين من زيارته  بسبب عدم وجود الهويات الفلسطينية وعدم حصولهم على   لم الشمل بالإضافة إلى ذرائع المنع الأمني وغيرها وهذا أضاف معاناة أخرى علينا كعائلة صغيرا وكبيرا ".

 

معنويات عالية

ويستلهم أكرم معنوياته وصموده من الواقع الذي يحيه وقرب ودنو موعد  انتهاء محكومتيه على الرغم من إمضائه 30 عاما في الأسر  حيث لم يتبقى منها سوى 5 أعوام بعد أن حددت المحكمة الإسرائيلية مدة المؤبد الذي أعطي له بـ 35 سنة مع  بداية انتفاضة الأقصى كما ويأخذ معاني الصبر والصمود من الأهالي الذي يقفون الى جانبه ويعيشون معه المعاناة والثبات على المواقف "

 

وتشير إلى أن أكرم يعيش في هذه الأيام حالة من التفاؤل منقطع النظير بقرب ودنو الإفراج عنه في حال تم عقد أي صفقة قريبا أو في المرحلة القادمة وفي كل زيارة يكون متفائل بقرب التحرير كما انه دائم المناشدة للمسئولين والمعنيين بصفقة الأسرى بضرورة البقاء على مواقفهم وعدم الخضوع لمواقف الاحتلال

 

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن الأسير أكرم منصور مدرسه في الثبات والصمود وعنوان من عناوين الحركة الأسيرة ومدرسه في الصبر والتضحية والفداء وهو يدفع ضريبة الانتماء للوطن وتقصير رفاق الدرب الذي تركوه كل هذه المدة تحت رحمة السجان

 

وناشد الخفش منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والعاملين في مجال الأسرى لتسليط الضوء على قدامى الأسرى وعدم الحديث عنهم فقط كأرقام وإحصائيات جوفاء فهم دم وروح وقلب وضمير .