خبر لا مكان نمضي إليه.. معاريف

الساعة 10:55 ص|17 أغسطس 2009

بقلم: عاموس جلبوع

يمكن ان نصف الوضع السياسي الفلسطيني بعقب مؤتمر فتح في بيت لحم بقولنا انه "طريق مسدود". فمما يؤول للصفر احراز تسوية دائمة بيننا وبين الفلسطينيين في المستقبل القريب. فأولا لم يتقوض فرض اسرائيل الاساسي فقط، وهو انه يواجهها قيادة ومجتمع فلسطيني واحد فقط، بل تبين بالتدريج ان فرضا اساسيا آخر قد تقوض وهو فرض ان الفلسطينيين سيكونون مستعدين لمصالحة تاريخية مناطقية وقيمية.

منذ كان مؤتمر أنابوليس تم تفاوض كثيف بين اولمرت وابي مازن. اقترح رئيس حكومة اسرائيل السابق على الفلسطينيين ما لم يقترح عليهم في الماضي، في قضيتين اساسيتين: التخلي الاسرائيلي من كل سلطة في البلدة القديمة، والحائط الغربي، ومدينة داود وجبل الزيتون؛ وقبول عدد قليل من اللاجئين الفلسطينيين داخل دولة اسرائيل. ابو مازن رفض.

أتى مؤتمر فتح وقوى بقراراته الرفض وعدم الاستعداد للمصالحة على القضايا الاساسية. فضلا عن ذلك بين في اول مرة على نحو رسمي لماذا لم يعترف الفلسطينيون اي اعتراف بدولة اسرائيل كدولة للشعب اليهودي: لان اخوتهم، عرب اسرائيل، يعارضون ذلك. يأتي الفلسطينيون ويقولون لنا: لن ينتهي النزاع ابدا الا اذا كففتم عن كونكم دولة يهودية. وتخليتم من حقكم في  تقرير المصير.

وثانيا، اتى المؤتمر ورفض بحزم كل امكان لتسوية مؤقتة، او تسوية مرحلية، او دولة مؤقتة، وان يترك حل المشكلات الاساسية كالقدس واللاجئين لمرحلة متأخرة. وبذلك قال لساسة الاسرائيليين الذين تلهوا بفكرة تسوية مؤقتة: انسوا ذلك.

وثالثا، يأتي المحللون والساسة ويقولون لنا: ثم أمل. يمكن اتمام اعمال مع قيادة فتح الجديدة. ولماذا ذلك؟ لان المؤتمر قال انه يؤيد خيار السلام، وانه سبيله الرئيسة، وانه يؤيد "دولتين". وان الحماسة التي اصابت نواب المؤتمر الذين أيدوا الحق في الكفاح المسلح او العصيان الشعبي، يجب فهمها في الظروف الخاصة التي سادت المؤتمر، وعلى رأسها الرغبة في الانتخاب والحاجة الى المغالاة في المواقف من اجل ذلك.

هذه احتجاجات مخطوءة. فمجرد ان ينطق الفلسطينيون بالكلمات السحرية عن السلام والدولتين، لا يعني شيئا. فقد قالوا ذلك بالضبط منذ كانت اتفاقات اوسلو. وما ظل نواب في مؤتمر فلسطيني يرون حاجة للمغالاة، فانهم يدركون جيدا الى اين تهب ريح الجمهور الفلسطيني.

فالى أين يؤدينا هذا؟ سنشهد في المستقبل القريب افكارا كثيرة مختلفة عن مؤتمر دولي ما، وعن خطة امريكية او غيرها للتسوية. الاساس احداث نشاط يغطي على الواقع المعوج، بحيث تنشأ عناوين كثيرة. وماذا عن اسرائيل؟ الافضل ان تخرج بمبادرة خاصة، والا فلا تتحرش ولتهتم بالتنسيق التام مع ادارة اوباما على الاقل.