خبر في نوبة اشكنازي -هآرتس

الساعة 09:11 ص|17 أغسطس 2009

بقلم: أمير اورن

 (المضمون: التدهور الاخلاقي في صفوف الجيش الاسرائيلي داخليا هو من مسؤولية غابي اشكنازي وعليه اصلاح هذا الوضع - المصدر).

مناورة فجائية للتجنيد والدخول في حالة تأهب نفذت في الجيش الاسرائيلي بنجاح في الاسبوع الماضي. تم التحقق من وتيرة وحجم استجابة الجنود للنداء الفجائي الموجه اليهم بالاتصال بوحداتهم – اثر التقرير الخاطىء لتلك المجندة التي اعتقدت انها شاهدت بأم عينيها اختطاف جندي والزج به في سيارة تشق طريقها نحو الضفة الغربية.

القلق الذي اثارته سرقة مسدس وتفاصيل بطاقة اعتماد من ديوان رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي تغلب على حالة الرضى التي خيمت مع التأكد من عدم صحة التقرير والفرصة التي اتيحت للجيش للتحقق من اجراءات الطوارىء. ان كان الضباط الكبار لا يعرفون ما الذي يحدث تحت أنوفهم فكيف يدعون انهم يعرفون وضع قواتهم وما الذي يدبر له العدو فعلا.

العنوان الاعلى للانتقادات الموجهة للجيش في هذه القضية وغيرها هو الفريق غابي اشكنازي. عندما يصل جنرال الى قسم التخزين للتوقيع على وديعة رئيس هيئة الاركان فانه يبدد ما بقي من التواضع ان لم يكن قد اهدره كله ويحصل في المقابل على وجبة مضاعفة من النفاق تتيح له اختيار اوامر هيئة الاركان التي يريد تجاهلها بينما يفرض على غيره الالتزام بالاوامر كما هي. للجنود قانون ولكبار الضباط قوانين اخرى.

كان خلال السنوات الاخيرة رئيس هيئة اركان واحد اجرى قبل استقالته من الخدمة النظامية اتصالا محظورا مع سياسيين (النائب العسكري الرئيسي تعامل مع ذلك بتسامح). بعد ذلك حدد موعد تسريحه حتى يوفر عليه الفترة الفاصلة عن السياسة، وهناك من يمارسون الفهلوية ويلتفون على حظر التدخين في دواوينهم ومكاتبهم. التدخين في مداولات الجيش مسموح فقط ان اجمع كل المشاركين على ذلك. ومن هو الضابط الذي يرغب بالترقية والذي يأمر رئيس هيئة الاركان بعدم اشعال سيجارة خلال الاجتماع؟

اشكنازي يحرص جدا على خطوات التحضير للعمليات. هو يدقق في التفاصيل ويجبر المستوى السياسي الاعلى بالتعامل بجدية كاملة مع المترتبات التي ينطوي عليها الشروع باطلاق النار. ليس هناك تصعيد او نزعة مغامرة او حرب تفريطية عنده. هذا النهج الذي يتحلى به اشكنازي فرض نحو الاسفل ومستوى الضباط استوعب وادرك روح القائد. ولكن الضباط في هذه الحالة يمارسون الكذب ويشعرون ان احدا لن يتعرض لهم بسبب ذلك. هناك "تمسك بالمهمة في ضوء الهدف" ولكن ليس هناك "تمسك بالمهمة في ضوء القيم".

عندما يقيل رئيس هيئة الاركان ضابط كتيبة مدرعات لا ينقض على العدو عند حدود غزة فانما يعبر عن التوقع بأن يخشى قائد الفرقة التالي من عقوبة مشابهة ان تردد في ذلك. وعندما يكذب عميد ومن ورائه عميد يقدرون ان مستقبلهم العسكري لن ينهار بسبب هذه الصغائر او تلك. اشكنازي لم يتمكن من اصلاح هذا الوضع ولم ينجح في استعادة الردع الداخلي في الجيش. الدليل على ذلك رسالته للمحكمة العسكرية التي اصدرت حكمها على العقيد موشيه تامير. التنكيل الذي حدث في سرية المدرعات في اللواء 188 لم يدفعه الى الغاء تعيين قائد اللواء قائدا للفرقة. هذا كان دليلا على ان الامر ليس بهذه الفظاعة في نظره.

العميد عماد فارس عوقب ليس لانه كذب في استمارة التأمين وانما لانه اعتقد على غرار ايهود اولمرت بأن تورطه الخامس او السادس سيغفر له كما حدث مع الورطات السابقة وايضا لانه اختار الكذب على الجنرال غادي ايزنكوت الذي سيؤدي دورا مركزيا في هيئة الاركان القادمة – رئيس هيئة الاركان او نائبه والمرشح لرئاسة هيئة الاركان من بعده. فارس لم يرسل الى بيته في الواقع. هو فهم فقط من اشكنازي ايزنكوت بانه لن يكون جنرالا. في سن الثامنة والاربعين مع كل الحقوق التي راكمها يعتبر التسرح من الجيش في هذه الحالة بديلا مفضلا على الطريق المسدود في منصبه الثالث كعميد.

لا يستحق كل عميد تفوق في المعركة ان يكون جنرالا في هيئة الاركان مثلما لا يستحق كل جنرال ان يكون رئيسا لهيئة الاركان. الجنرال جورج فاتون كان قائدا عسكريا مجيدا في ارض المعركة وانسانا لا يخلو من المشاكل، يخرق الاوامر ويوجه الصفعات للجنود وبصعوبة نجا من الاقالة الا ان الضباط الخاضعين لامرته التفوا عليه واصبحوا قادة له. ليس كل تشيكو او عماد فارس هو فاتون.

في غياب معطيات متعددة السنوات، لا مكان للادعاء بان الاخلاق قد تدهورت في الجيش الاسرائيلي في عهد اشكنازي، ولكن المسؤولية ملقاة على عاتقه في فترة المناوبة التي يقف فيها على راس الجيش. ما الذي يمكنه ان يفعله؟ الغاء القيادات التي لا داعي لها كضابط الارشاد الرئيسي والحاخام العسكري الرئيسي واجبار القيادة العليا بأسبوع من الصحوة السنوية كنوع من انعاش الذاكرة والتدريبات وان تراكمن الاخفاقات – تحديد يوم لاسترجاع المصادقية بما في ذلك رئيس هيئة الاركان ذاته.