خبر تنظيم الفوضى- يديعوت

الساعة 09:04 ص|17 أغسطس 2009

لنرسم الحدود اولا

بقلم: داني روتشيلد

(رئيس مجلس السلام والامن)

زعماء اسرائيل، الفلسطينيين والامريكيين يخلقون اليوم نزاعا لا داعي له وغير هام. قادة الدولة يضيعون (عن قصد؟) وقتهم ووقت مسؤولي الادارة الامريكية في المناكفات على اخلاء بؤرة يوهشفات ج ويوخباد د.

        هذا النشاط يعرض نوعا من صورة خلفية للنشاط السياسي في الوقت الذي هو فيه عديم أي فائدة. اخلاء المستوطنات مهم – ولا سيما اخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، ولكنه يجتذب طاقات لا داعي لها. لا يعقل كم هي كمية الهذر السياسي والاعلامي الموظفة في البؤر  الاستيطانية التي يتواجد فيها بضع مئات من الاشخاص بدلا من الانشغال بالمواضيع التي يمكنها حقا ان تجلب التغيير.

مهم اكثر من هذا الانشغال العبثي تحديد الحدود الدائمة. في اللحظة التي تكون فيها مثل هذه الحدود، فعلى أي حال سيفهم اولئك الذين يجلسون خلف الجدار بان زمنهم محدود. هكذا كان مع الحدود المتفق عليها في الشمال، هكذا كان في الحدود المصرية وهكذا ايضا في قطاع غزة.

الانطباع هو انه في اطار مبادرة السلام الاقليمية التي يحثها الرئيس اوباما لا يعتزم الامركيون اللعب، بل الانشغال في المواضيع الحقيقية التي على جدول الاعمال. وعليه فغريبة كمية الطاقة الهائلة التي توظفها الادارة في موضوع النمو الطبيعي وفي مسألة اخلاء عدد من البؤر الاستيطانية الهاذية.

كما ان اقتراح النائب موفاز لدولة فلسطينية في حدود مؤقتة يكمن فيه خطر كبير. طالما كانت الحدود مؤقتة فان المستوطنين لن يخلوا وسيكون للحكومات المختلفة ذريعة لتأجيل الانشغال في اخلائهم وهكذا تأجيل النهاية.

ومثلما بين الجيران، فان الامر الذي في غاية الاهمية هو اين ينتهي بيتي واين يبدأ بيتك. فقط بعد ذلك تترسخ علاقات الجيرة.

وهنا يتعاظم الاحباط من الوضع السياسي. واضح للجميع ما هي الى هذا الحد او ذاك حدود الدولة الفلسطينية – وواضح انها ستقوم في زمن ما في المستقبل. كل الخلاف بيننا وبينهم والاسرة الدولية يتعلق بنسبة صغيرة في منطقة الخط الاخضر وفي داخل القدس – الامر الذي يؤدي الى ان تعلق كل المنطقة بسبب نسبة ضئيلة في المائة من الارض.

كما ان للقدس ايضا يمكن ايجاد حل يكون متفق عليه بين الاطراف، ولا سيما عندما يتم هذا في اطار اتفاق اقليمي وليس ثنائيا، ذلك انه لا يمكن لاي زعيم فلسطيني ان يأخذ على عاتقه مسؤولية تحديد مصير المواقع الاكثر قدسية لكل العالم الاسلامي.

اوباما، نتنياهو، مبارك، ابو مازن، عبدالله وباقي الزعماء العرب ينبغي لهم ان ينشغلوا قبل كل شيء بمسألة الحدود، وايجاد صيغة يكون بوسع الطرفان ان يتعايشا معها بسلام وأمن. اما مطاردة الفتيان الذين يحققون احباطات المراهقة لديهم في لعبة الغماية مع قوات الامن فتجعل الجيش يتآكل، وزارة الدفاع تتآكل والساحة السياسية تتآكل.

الى هنا نحن بتنا معتادين، ولكن في اللحظة التي يغدو فيها مستشار الامن القومي الامريكي، رئيس الوزراء البريطاني السابق وباقي كبار المسؤولين منشغلين هم ايضا بلعبة الغماية، فان هذه النكتة تكون على حسابنا وعلى حساب مستقبل اطفالنا.

هذه ليست نكتة. يجب النظر مباشرة الى الواقع والشروع في الانشغال بالامور الهامة والاستراتيجية. يجب النظر مباشرة الى الواقع، والشروع في رسم الحدود بين اسرائيل وفلسطين.