خبر فروانة: « غاي حفير » جندي إسرائيلي اختفت آثاره منذ 12 عام.. لماذا تثار قضيته الآن؟

الساعة 07:42 ص|17 أغسطس 2009

فروانة: "غاي حفير" جندي إسرائيلي اختفت آثاره منذ 12 عام.. لماذا تثار قضيته الآن؟

فلسطين اليوم- غزة

في التاسعة والنصف من صباح يوم الجمعة الموافق السابع عشر من آب / أغسطس 1997 ، شوهد للمرة الأخيرة في قاعدته العسكرية شمال فلسطين وبالتحديد في هضبة الجولان السورية المحتلة ، ومنذ ذلك الحين اختفت آثاره و لم يتضح أي شيء عن مصيره .

 

انه الجندي الإسرائيلي " غاي حفير " من سلاح المدفعية ، الذي اختفت آثاره ولم يتم العثور على أي شيء من أغراضه الشخصية مثل حذائه أو سلاحه في البلاد ، فيما لا تزال والدته تُصر على أن ابنها على قيد الحياة .

 

أما صحيفة " يديعوت أحرنوت " العبرية فلقد أكدت الخبر قبل سنوات، وأشارت في تقرير لها إلى بيان نشر في شباط/ فبراير 2006 موقَع من قبل ( لجان المقاومة لتحرير هضبة الجولان) ، وهي منظمة سورية، تأسست حديثاً ، وجاء في البيان أن الجندي المفقود بحوزتهم.

 

فيما والدته لم تستبعد بأن يكون ابنها المفقود محتجزاً لدى الفصائل الفلسطينية الفاعلة فوق الأراضي السورية وهي تتجاوز الـ10 تنظيمات حسب قولها .

 

ونُقل عن مصادر في الجيش الإسرائيلي في تقرير نشر قبل عامين " أنه منذ اختفاء آثار الجندي " غاي حفير " ، فقد قام الجيش بتشكيل ( 7 ) طواقم تحقيق تابعة للوحدة الخاصة بالبحث عن الجنود المفقودين ، كما شارك محققو الشرطة العسكرية والشرطة الإسرائيلية والأجهزة الإستخبارية في محاولة تتبع آثار الجندي .

 

وتضيف المصادر ذاتها أنه في السنوات التي مضت منذ اختفائه فقد جرت أعمال تمشيط واسعة في منطقة القاعدة العسكرية، وفي هضبة الجولان وفي مناطق أخرى مجاورة ، كما تم استجواب عدد من الجنود والمواطنين الذين كانوا على علاقة بالجندي، أو الذين ادعوا أنهم شاهدوه للمرة الأخيرة .

 

وكل التحقيقات والمعلومات التي تلقتها لجان التحقيق  كانت تشير إلى اختفائه بالفعل وربما إلى اختطافه ، دون ظهور أية آثار يمكن أن تؤدي إلى معرفة مصيره ، أو التأكد من الجهة التي اختطفته ، أو المكان الذي توجه إليه بعد اختطافه فيما لو كان هذا صحيحاً ، وتعترف المصادر العسكرية والأمنية بأنها لا تمتلك أي طرف خيط حقيقي يمكن أن يقود إلى حل لغز اختفاء الجندي المذكور حتى هذه اللحظة .

 

كل الأمور غامضة ، لكن المصادر العسكرية الإسرائيلية أكدت أنها تدرس كافة الإمكانيات المرتبطة باختفاء الجندي المذكور ولا يمكنها أن تنفي أي منها بما في ذلك الاختطاف واحتجازه لدى تنظيمات فلسطينية أو سورية .

 

ومنذ عدة أسابيع أطلقت " إسرائيل " حملة دبلوماسية هادئة لاستيضاح مصير الجندي المفقود " غاي حفير " الذي اختفت آثاره قبل اثني عشر عاماً .

 

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في خبر لها قبل أيام بأن وزير الخارجية الإسرائيلية " أفيغدور ليبرمان " قد طلب من نظيره الروسي " سيرغي لافروف " خلال اجتماعهما مؤخراً الاستفسار عن مصير الجندي المفقود لدى القيادة السورية وأن الرئيس السوري بشار الأسد قد وعد روسيا فعلاً بتقصي هذا الأمر.

 

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ذكرت المصادر الإسرائيلية بأن الجيش على اتصال متتابع مع كافة الملحقين العسكريين في العالم من أجل الحصول على أقصى ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول مصير كافة الجنود المفقودين ، وتم تخصيص ميزانية خاصة لذوي الجنود الأسرى والمفقودين من أجل تمويل تحركاتهم وسفرهم في العالم من أجل العمل على إطلاق سراح أبنائهم.

 

كما اشارت صحيفة " يديعوت في تقرير سابق إلى أنه قد تم الإعلان عن جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات عن الجندي المذكور، الذي ينضم بذلك إلى رون آراد (الذي وقع في الأسر في العام 1986)، والجنود الإسرائيليين الثلاثة المفقودين منذ معركة سلطان يعقوب (في العام 1982)، علاوة على الجندي مجدي حلبي (الذي اختفت آثاره في العام 2005) هكذا تقول الصحيفة .

 

ومع ذلك فان والدة الجندي " حفير " ، تشكك بالجهود التي تُبذل لمعرفة مصير ابنها ، وادعت بإن عائلتها لا تظهر ضمن قائمة العائلات المذكورة ، وأنها لا تتلقى ذات المساعدات التي يحصل عليها ذوو الجنود الأسرى الآخرين ، وقالت أنها التقت قبل شهر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي وعدها بتعيين منسق عنه للتعامل مع هذه القضية.

 

لماذا أُثيرت القضية هذه الأيام .. ؟

ويقول الباحث فروانة في تقريره ان اثارة هذه القضية هذه الأيام ربما له مدلولاته وأهدافه ، في ظل الحديث عن حراك وتقدم في مفاوضات صفقة التبادل حول " شاليط " ، وإثارتها يقود إلى إثارة العديد من التساؤلات أهمها : هل بالفعل يدور الحديث عن عملية اختطاف حقيقية ، وأن الجندي الإسرائيلي " غاي حفير" محتجز لدى التنظيمات الفلسطينية أو لدى جهات سورية منذ 12 عام ، دون الإعلان عن ذلك من قبل تلك المنظمات  ؟ وهل نحن بصدد " رون أراد 2 " ؟ أم أن اثارتها هي محاولة جديدة من قبل المعارضين لإتمام صفقة " شاليط " بهدف وضع عقبات وعراقيل جديدة أمام انجاز الصفقة واستعادته عبر المفاوضات ؟ أم أنها ورقة ضغط جديدة تضعها الحكومة الإسرائيلية أمام الحكومة السورية في ظل الحديث عن احتمال استئناف المفاوضات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة ؟ أم أنه يندرج في اطار الإهتمام العالي الذي تبديه " اسرائيل " تجاه جنودها المأسورين أو مواطنيها المفقودين ؟

 

أم أن الموضوع ليس له علاقة بكل ذلك وانما جاء في سياق خبر عادي  في ذكرى مرور 12 عاماً على اختفائه ؟

 

باب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه ، وأسئلة كثيرة تبرز بقوة ، وسنترك الإجابة عليها للأيام والشهور القادمة ..

 

لكن وبكل الأحوال فان الأسرى وذويهم يتمنون أن يكون الجندي " حافير " محتجز لدى جهات فلسطينية أو عربية تسعى لتحرير المئات من الأسرى الفلسطينيين والعرب .